تناولت صحف عربية العمليات العسكرية الجارية على الحدود بين لبنان وسوريا. وانقسمت الصحف ما بين مؤيد ومعارض لتلك العمليات.وكان الجيش السوري وقوات تابعة لحزب الله اللبناني قاموا بهجوم عسكري ضد مسلحين في جرود عرسال والقلمون.

"تساقط القوى الإرهابية"

يثنى مصطفى المقداد في الثورة السورية على العمليات العسكرية قائلاً "ما إن بدأت عملية الكماشة العسكرية المزدوجة في جرود عرسال حتى تساقطت القوى الإرهابية كما تتساقط أحجار الدومينو في اللعبة المعروفة، تماماً ، فها هم مسلحو النصرة وغيرهم يرفعون رايات الاستسلام على جميع مواقعهم معلنين هزيمتهم".

ويضيف الكاتب "أن قدر سوريا أن تكون رأس الحربة في الكثير من الاعتداءات على المنطقة العربية، ومنها كانت تنطلق آليات الرد والمواجهة وإليها كان ينسب الانتصار المستند إلى صمود غير موصوف وغير مسبوق".

وعلى المنوال ذاته، يقول محي الدين المحمد في تشرين السورية إن "العملية العسكرية التي انطلقت مؤخراً لتطهير جرود القلمون الغربي وجرود عرسال من الإرهاب تكتسب أهمية كبيرة لأن الوجود الإرهابي لـ(داعش) و(جبهة النصرة) في تلك المنطقة شكّل منصة (القيادة) وتوزيع المهام على الإرهابيين الذين كانوا ينفذون عملياتهم الإجرامية في سوريا ولبنان على حد سواء بالسيارات المفخخة أو بتنفيذ عمليات القنص والخطف والكمائن".

ويرى الكاتب أن "تطهير القلمون الغربي وجرود عرسال بات مسألة وقت، تماماً كما هي الحال في تطهير البادية السورية وأن تطويق مفاعيل العدوان وشلّ أدواته في الداخل والخارج أصبحا باديين للعيان".

كما تقول منال أيوب في الديار اللبنانية إنه "في مرحلة تشبه الحرب على العدوان قبل أحد عشر عاماً، تُساند المقاومة الجيش اللّبناني لتهدئة الوضع في جرود عرسال، حيث تشتعل الحرب والتّحديات والخلافات".

وتضيف الكاتبة أن "من يسعى إلى انتقاد المقاتلين من جيش ومقاومة، هو يعمل على إلهائهم ليتزعزع الوضع في الوطن ولتنتشر الحرب في كلّ المناطق اللّبنانيّة، وهو لا يتحمّل انتصار الغير لأنّه لا يملك القوّة لمواجهة العدوان من إرهاب وغيره".

"خسارة استراتيجية"

وفي المقابل، كتب علي نون في المستقبل اللبنانية قائلاً إن معركة حزب الله في جرود عرسال اللبنانية والقلمون السوري "شبيهة بكل معاركه السابقة في سوريا. وهذه شبيهة بمعظم معارك إيران العسكرية والسياسية والديبلوماسية و(النووية) على مدى العقود الثلاثة الماضية والتي (في كل عنوان من عناوينها) سجّلت فيها سلسلة انتصارات تكتيكية لكنها خسرت في المحصلة استراتيجياً".

ويضيف نون أن معركة حزب الله الراهنة "تفصيل صغير في خارطة رسمها غيره، ويتحكّم في خطوطها مَن هو أكبر منه وأهم وأقوى. وانتصاره التكتيكي فيها لن يعوّضه خسارته الاستراتيجية المتمثّلة باستحالة كسر منطق التاريخ والديموغرافيا".

وفي السياق نفسه، تقول سناء الجاك في النهار اللبنانية إن "حزب الله هو من ورَّط لبنان في الحرب السورية، اذ لم تكن لتفتح جبهات على الحدود اللبنانية لو لم يدخل الحزب بكل قواه العسكرية لينقذ نظام بشار الأسد ويطيل عمره، مهما تعددت حجج البدايات المتعلقة بالمقامات الشيعية او بغيرها، لأن سقوط هذا النظام ينعكس عليه ويضعف قدرته على الإمساك بمصير البلد، من دون ان يتوقف عند منسوب الحقد المرتفع الذي سيستتبع هذه الحرب وتداعياتها بين الشعبين السوري واللبناني".

أما جورج سمعان فقال في الحياة اللندنية إن "القراءات لمعركة عرسال - القلمون قد تعددت، إنها معركة جميع اللاعبين أو المتصارعين في المسرح السوري. ونتائجها تخدم كل الأطراف. مآل المنطقة إلى حضن النظام عاجلاً أم آجلاً يعزز سيطرته وسيطرة حليفيه الروسي والإيراني على المنطقة الممتدة من حدود لبنان الشرقية وحتى حلب ويرفع حظوظ طهران في ترسيخ نفوذها في (سوريا المفيدة) إلى جانب موسكو. فقد ساء الجمهورية الإسلامية إبعاد ميليشياتها من الجبهة الجنوبية بعد اتفاق الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين على وقف النار في المنطقة الممتدة على طول الحدود مع إسرائيل والأردن وحتى المثلث الحدودي في التنف ومحيطها".