بهية مارديني: يتخوف معارضون من مآلات ما يجري حاليا في سوريا، فرغم أنه يحفظ دماء المدنيين مع هدن متوالية الا أنه يتزامن مع دور روسي أكبر، وسيطرة قوات النظام السوري على مناطق أكثر بحجة محاربة الارهاب على حساب أماكن تواجد المعارضة.

وقال ناشطون سوريون لـ"إيلاف" إن المجتمع الدولي أصبح وبشكل واضح "يضع السوريين أمام خيارين لا ثالث لهما فإما الاستبداد متمثلا بالرئيس السوري بشار الأسد واما الفوضى متمثلة بقصف النظام السوري لهم ان لم يقبلوا بالأسد".

وأشاروا الى أن "المجتمع الدولي أصبح يعوم تماما نظام الأسد كما باتت روسيا تركز بشكل متزايد على أستانة ومناطق تخفيف التوتر في كل مكان مقابل تأجيل الانتقال السياسي الى أجل غير مسمى".

هدنة ادلب

كشفت موسكو عن مفاوضات لإقامة منطقة هدنة جديدة في إدلب، وأعلنت نشر قوات مراقبة في منطقتي الغوطة الشرقية التي تم الكشف عنها في وقت سابق، وجنوب سورية اللتين شملتهما الهدنة السابقة التي تم التوصل اليها باتفاق روسي أميركي أردني في وقت سابق.

وأكد أمس الجنرال سيرغي رودسكوي رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، في مؤتمر صحافي في موسكو انه "لضمان احترام وقف اطلاق النار، أقامت الشرطة العسكرية الروسية مركزي تدقيق وعشرة مراكز مراقبة".

وقال ناشطون ميدانيون إن المراكز على طول حدود منطقة خفض التصعيد التي تشمل درعا والقنيطرة والسويداء في جنوب غرب سورية، كما أن القوات الروسية انتشرت الجمعة والسبت في هذه المنطقة.

واضاف رودسكوي "ان هذه الاجراءات ستتيح استمرار وقف اطلاق النار وضمان وصول القوافل الانسانية من دون معوقات وعودة اللاجئين والنازحين".

وأكد ابلاغ روسيا مسبقا الأميركيين والاردنيين والاسرائيليين بنشر قواتها في الجنوب.

وقال "إن أقرب نقطة تفتيش تبعد لمسافة 13 كيلومترا من خط فصل القوات الإسرائيلية - والسورية في الجولان".

وأضاف أن عدد انتهاكات وقف النار بسورية يتراجع باستمرار، وتقلص في يوليو الجاري بمقدار 1.5 مرة مقارنة بشهر يونيو الماضي.

وتحدث رودسكوي عن مشاورات مستمرة حول إقامة منطقة تخفيف تصعيد أخرى في محافظة إدلب.

وقال إنه خلال الجولة الخامسة من المفاوضات حول سورية في أستانا تم الاتفاق على حدود مناطق تخفيف التصعيد شمال مدينة حمص وفي الغوطة الشرقية.

ولفت الى &أن المشاورات حول منطقة أخرى في محافظة إدلب مستمرة حاليا وفق صيغة أستانة.

وأشار إلى أن جيش النظام استعاد سيطرته على 150 كلم من الحدود السورية العراقية، وأن هذا خفض كثيرا من قدرة تنظيم داعش على نقل المقاتلين والأسلحة.

ولفت إلى أن الجيش استعاد أيضا سيطرته على الحدود السورية ـ الأردنية في محافظة السويداء بطول 211 كلم.

مراكز تدقيق

وأقيم مركزا تدقيق واربعة مراكز مراقبة أمس في الغوطة الشرقية، معقل المعارضة السورية قرب دمشق، حيث أكدت &مصادر متطابقة أن عراب اتفاق الغوطة احمد الجربا رئيس تيار الغد السوري، وأنه تم بالفعل نشر 150 من الشرطة الشيشانية في الغوطة كما أكدت بنود الاتفاق الذي أشار تيار الغد الى أنه يحفظ دماء السوريين.

ودعا كافة الأطراف الى "الالتزام الكامل بهذا الاتفاق والذي من شأنه التخفيف من المآسي الإنسانية التي يعاني منها شعبنا منذ سنوات"، وكان عنوان الاتفاق أنه اتفاق في شأن الخطوات لإيجاد حل للقضية السورية بالوسائل السلمية في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية وتمّ التوقيع على ثلاث نسخ قيل إنها تتمتع بنفس القوة القانونية باللغتين العربية والروسية وفي حال وجود خلاف حول التفسير تعتمد اللغة العربية.

رأي الزنكي

في غضون ذلك، وفيما ينتظر المعارضون تطورات ما يحدث عسكريا أعلنت حركة نور الدين الزنكي مساء أمس تأييدها للمشروع الذي طرحته هيئة تحرير الشام والذي يدعو إلى تشكيل هيئةٍ مدنيةٍ تحكم المناطق المحررة.

وأكد بيان للحركة، بأنه “استجابة لدعوة هيئة تحرير الشام في بيانها الأخير بعنوان (الثورة مستمرة) والذي صدر يوم الأحد الماضي... تعلن تأييدها لهذا المشروع الذي يتيح &إدارة المناطق المحررة بعيداً عن السطوة العسكرية، وأكدت ضرورة أن تكون "الحاكمية لله تعالى والمرجع الوحيد لذلك هو الشريعة الإسلامية".

‎واعتبرت الحركة أن هناك ضرورة للمسارعة في الدعوة لمؤتمر عام لجمع الفصائل العسكرية والفعاليات المدنية والثورية.

‎وطالب بيان الحركة الفصائل العسكرية والفعاليات المدنية والثورية بالمسارعة في تنفيذ هذه الدعوة داخل المناطق المحررة.

‎وكانت هيئة تحرير الشام قد أصدرت بياناً أكدت فيه أنها جزء من ثورة السوريين، وأنها توقن بضرورة تأسيس “مشروع سني ثوري جامع يحفظ الثوابت ويحقق الأهداف المرجوة بمشاركة جميع أطياف الثورة وأبنائها من الكوادر المدنية والنخب السياسية في الداخل والخارج إلى جانب الكتل العسكرية لجميع الفصائل والمجموعات”.

‎ووجهت الهيئة في ختام البيان دعوة إلى “الفصائل العاملة في الشمال السوري إضافة إلى العلماء والمشايخ والنخب الثورية والكوادر المدنية لاجتماع عاجل وفوري للوقوف على تحديات المرحلة والخروج بمشروع يحفظ الثورة وأهلها ويمثلها خير تمثيل ويقودها للنصر”.

‎تراجع أحرار الشام

‎من جانبها أوضحت حركة أحرار الشام أسباب تراجعها في الأيام الماضية في محافظة إدلب لصالح هيئة تحرير الشام بعد الاقتتال الأخير، الذي أفضى إلى سيطرة واسعة للأخيرة في المنطقة.

‎وأكد القائد العسكري للحركة عمر خطاب الإثنين، إن “الحركة كانت ولا زالت تسعى لحلّ مشاكل وأزمات الساحة عن طريق الحوار والاستماع لصوت العقل”.

‎واعتبر خطاب أنه “إن لم يتدارك الأمر الجميع بدون استثناء، نخشى أن تكون إدلب على طريق الرقة والموصل”، في ظل التطورات التي تشهدها محافظة إدلب حالياً.

‎وكانت هيئة تحرير الشام سيطرت في الأيام الماضية على مساحات واسعة في المحافظة، كان آخرها الأحد الماضي على مدينة إدلب، لينحصر وجود أحرار الشام في جبل الزاوية، والغاب بريف حماة.

‎وشهدت محافظة إدلب في الأونة الأخيرة اشتباكات عنيفة بين هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقاً" وحركة أحرار الشام من جهة أخرى، واتسمت هذه الاشتباكات بسطوة كبيرة من قبل عناصر الهيئة على حساب حركة أحرار الشام.

‎حيث تمكنت هيئة تحرير الشام من انتزاع العديد من المعاقل الرئيسية للحركة بعد معارك عنيفة داخل مدن وبلدات محافظة إدلب المحررة راح ضحيتها مدنيين جراء القصف العشوائي من كلا الطرفين.