نصر المجالي: أعلن الرئيس الفرنسي عن اتفاق رجلي ليبيا "الخصمين القويين" المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في الربيع المقبل، وتوحيد المؤسسة العسكرية والتنسيق بملف مكافحة الإرهاب، وبناء دولة مدنية.

وقال بيان مشترك نشرته الرئاسة الفرنسية عقب لقاء حفتر والسراج برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، انهما اتفقا على "خارطة طريق"، وتعهد الرجلان وقف إطلاق النار والامتناع عن استخدام القوة إلا في حالات تتعلق بالجهود المشتركة في محاربة الإرهاب.

وتم لقاء حفتر والسراج في قصر لا سيل سان كلو التابع لوزارة الخارجية الفرنسية في منطقة باريس بعد أن التقاهما الرئيس الفرنسي على التوالي.

دولة مدنية

ووفقا للبيان، تعهد حفتر والسراج أيضا السعي لبناء دولة مدنية ديمقراطية تضمن فصل السلطات والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان، كما اتفقا على توفير ظروف مناسبة لإجراء انتخابات في البلاد في أسرع وقت.
يذكر أن الزعيمين الليبيين سبق أن التقيا في بداية مايو في أبوظبي دون أن يسفر ذلك عن نتيجة.

وهو ثالث لقاء بينهما إذ التقيا في يناير 2016 بعيد تعيين السراج.

وفي البيان المشترك، أشار السراج وحفتر إلى أنهما اتفقا على تفعيل اتفاق الصخيرات السياسي، الذي وقعت عليه الأطراف الليبية تحت رعاية الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر 2015، ومواصل الحوار السياسي الليبي، استكمالا للقاء أبو ظبي في مايو 2017.

خارطة طريق&

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن البيان المشترك بين رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، يؤكد على خارطة الطريق للمصالحة الوطنية وقرب حل الأزمة الليبية.

وعقب البيان المشترك، اليوم الثلاثاء، أشار ماكرون إلى أن البيان أكد أن الحوار سينتصر، ويمكن تجنب الحرب الأهلية. ولفت الرئيس الفرنسي، إلى النجاحات العسكرية التي تحققت، موجهًا التحية للمقاتلين الليبيين، من أجل الشعب الليبي والاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن الانقسامات يجب أن تكون من الماضي.

قال ماكرون للصحافيين بعدما تصافح السراج وحفتر وابتسما أمام الكاميرات، "حققت قضية السلام تقدما كبيرا اليوم… (منطقة) البحر المتوسط تحتاج هذا السلام".

وأشاد بالاتفاق، معتبرا أن ما حصل اليوم من مصالحة وطنية يعد شجاعة تاريخية. وأشار ماكرون، إلى أن البيان أكد الحوار يمكن أن ينتصر، ويمكن تجنب الحرب الأهلية، مؤكداً أن السراج وحفتر يمكن أن يصبحا رموزا للمصالحة في ليبيا. ونوه بأن عدم الاستقرار في ليبيا سببه تنظيم "داعش" الإرهابي وغيرها من التنظيمات الإرهابية وعلينا القضاء عليها.