أبلغ العراق الامم المتحدة اليوم بدء استعداداته العسكرية واللوجستية لتحرير قضائي تلعفر غرب الموصل والحويجة جنوب غرب كركوك.. فيما قال العبادي إن قوات بلاده ستستأنف عمليات تحرير ما تبقى من الأراضي في تلعفر والحويجة وغرب الانبار بالقوة والعزيمة أنفسهما التي تم فيها تحرير مدينة الموصل مؤخرًا. 

إيلاف من لندن: أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال اجتماعه في بغداد الاربعاء مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش ان بلاده قد بدأـ الاستعدادات العسكرية واللوجستية لتحرير مدينتي تلعفر والحويجة وجميع الأراضي المتبقية تحت سيطرة عناصر تنظيم داعش خلال الفترة القريبة المقبلة.. مشددا على "أهمية استمرار الدعم الدولي العسكري والسياسي والانساني للعراق في حربه ضد الارهاب فضلا عن إعادة آمنة وكريمة للنازحين واعمار المناطق المحررة ومباشرة مشروع المصالحة المجتمعية" كما نقل عنه بيان رئاسي تابعته "إيلاف".

وأشار إلى "أهمية مستويات التحضيرات والإجراءات التشريعية والتنفيذية لإجراء الانتخابات المقبلة في توقيتاتها الدستورية" مؤكدا "الثقة بقدرة العراقيين على حل جميع مشاكلهم عبر الحوار والتفاهم" في إشارة إلى الانتخابات المحلية التي ستجري في التاسع عشر من سبتمبر المقبل والبرلمانية العامة في ابريل عام 2018.

ومن جانبه قدم كوبيتش عرضا لـ"نتائج لقاءاته بشأن العراق مع الأمين العام لمنظمة للأمم المتحدة وعدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي ومسؤولين في التحالف الدولي مؤخرا ومباحثاته بشأن الحرب ضد الارهاب".. معربا عن "ثقة المجتمع الدولي بقدرة العراق على تحقيق الانتصار التام على الارهاب خلال فترة وجيزة".

وأكد عزم المجتمع الدولي "مواصلة الدعم المادي والسياسي والانساني للعراق في جميع المجالات ومنها المساعدة في إجراء الانتخابات المقبلة".

وتلعفر من المدن التركمانية الشيعية العريقة وتقع على بعد 70 كم شمال غربي الموصل وهي من كبرى المدن في محافظة نينوى ويبلغ عدد سكانها حوالى نصف مليون نسمة ومساحتها 28 كيلومترا مربعا وتبعد عن غرب الموصل حوالى 45 كيلومترا وعن جنوب الحدود العراقية التركية بحوالى 55 كيلومترا وعن شرق الحدود العراقية السورية بحوالى 60 كيلومترا. 

أما الحويجة فهي مركز قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك حيث تقع جنوب غرب مدينة كركوك بحوالى 45 كيلومترا ويبلغ عدد سكان القضاء نصف المليون نسمة غالبيتهم من العرب المسلمين من عشائر وقبائل الجبور والعبيد وشمر والدليم. والحويجة ثاني أكبر قضاء مصدر للخضروات في العراق. وقد استحدث القضاء عام 1961 من مناطق قريبة من محافظات صلاح الدين والموصل وكركوك. 

ويقع قضاء الحويجة بين اربع محافظات حيث تحده من الشمال محافظة كركوك ومن الجنوب محافظة ديإلى ومن الغرب محافظة الموصل ومن الشرق محافظة صلاح الدين.

وكان تنظيم داعش قد سيطر على القضائين في يونيو عام 2014 لدى دخوله إلى العراق واحتلاله مدينة الموصل ومناطق اخرى في عدد من المحافظات شكلت ثلث مساحة البلاد.

العبادي: العراقيون حرروا اراضيهم بتجاوزهم الطائفية

ومن جهته قال رئيس الوزراء حيدر العبادي ان قوات بلاده ستستأنف عمليات تحرير ماتبقى من اراضي العراق في تلعفر والحويجة وغرب الانبار بنفس القوة والعزيمة التي تم فيها تحرير مدينة الموصل الشمالية في العاشر من الشهر الحالي.

ودعا العبادي في كلمة افتتح بها اجتماع الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات اليوم إلى استثمار الوحدة الوطنية والعمل بتفان وتضحية اسوة بالمقاتلين الذين حملوا ارواحهم على اكفهم. وقال ان المقاتلين الذين انطلقوا من المحافظات لتحرير الانبار وصلاح الدين والموصل تجاوزوا الطائفية وحققوا الانتصار والوحدة الوطنية بأروع معانيها كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

 وتابع العبادي قائلا "لنا الشرف كعراقيين ان نقضي على داعش وسنواصل عمليات تحرير ما تبقى من اراض في تلعفر والحويجة وغرب الانبار بنفس القوة والعزيمة".. وشدد بالقول "يجب ان نتوحد في البناء كما توحدنا في القتال لنحقق الانتصار الاكبر".. مؤكدا ضرورة التعاون والتنسيق بين المحافظات وتثبيت الاستقرار والانتباه للشائعات والحملات المشبوهة التي تهدف لزعزعة الأمن وارهاب المجتمع عبر تهويل الجرائم الفردية.

وأشار إلى أنّ حماية المواطنين من مسؤولية وواجب الحكومة وبالأخص منهم الاطباء موجها بأهمية توضيح ملابسات هذه الجرائم التي تحدث نتيجة تصرفات فردية ونزاعات عائلية وليست جرائم منظمة كما يشاع. وحول نقل الصلاحيات للمحافظات اكد العبادي المضي بإصرار على نقل هذه الصلاحيات بشكل سليم وحسب تعليمات واضحة وعدم تدخل السياسيين بالامور التنفيذية. 

وفي وقت سابق اليوم أعلن قائد عمليات الجزيرة اللواء الركن قاسم المحمدي عن انطلاق عمليات واسعة لمطاردة عناصر تنظيم داعش في صحراء الأنبار الغربية. وقال المحمدي في تصريح صحافي إن قوة من عمليات الجزيرة والفرقة السابعة والشرطة ومقاتلي العشائر انطلقوا صباحا بعمليات تفتيش واسعة.. موضحا أن العملية تشمل الصحراء والمناطق الواقعة بين بحيرة الثرثار ونهر الفرات شمال الأنبار من جهة وشمال غرب ناحية كبيسه من جهة أخرى بهدف مطاردة عناصر داعش في الصحراء والقضاء عليهم بعدما هرب معظمهم إلى الصحراء إثر طردهم من المناطق والمدن المحررة بالأنبار فيما يستخدم التنظيم هذه الصحراء منطلقا لتنفيذ هجماتها الإرهابية ضد المناطق الامنة.

وكان العبادي أشار في مؤتمر صحافي في بغداد امس إلى أنّ القوات العراقية حددت موعد انطلاق معركة تحرير قضاء تلعفر شمال غرب كركوك رافضا الافصاح عن هذا الموعد. واوضح ان هذه القوات تعيد الان تنظيم صفوفها بعد معركة تحرير الموصل للبدء بالمرحلة التالية في تحرير جميع الاراضي من سيطرة تنظيم داعش.