الرياض: من ضمن حزمة القرارات الملكية التي أعلنها العاهل السعودي الملك سلمان قبل أيام كان قرار إنشاء نادي باسم نادي الإبل، وذلك بإشراف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، وكذلك إنشاء نادي للصقور ويعين له المشرف العام على النادي ومجلس الإدارة بأمر من رئيس مجلس الوزراء.

تناقل العديد من ناشطي تويتر ومواقع التواصل الإجتماعي هذا القرار بالعديد من التساؤلات عن ماهية هذين الناديين وسبب إنشاءهما، «إيلاف» التقت بالعالم السعودي المتخصص بعلم الأنثروبولجي سعد الصويان الذي أكد "أن البعض يعيرنا بالإبل وهو لا يعلم بأنها مصدر فخر و اعتزاز بالنسبة لنا بل أن لها الفضل في وجودنا بالشكل الحالي، لطالما كانت الصقور والإبل جزء مهما من هويتنا " و هنا لابد من الإشارة إلى أن الحيوانات تمثل جزء أصيل من الهوية الوطنية والرمزية الثقافية للشعوب والدول، وتقوم عدد كبير من الدول باستخدام الحيوانات التي تعيش فيها أو حتى التي انقرضت كدلالة على القيمة الحضارية لتلك الدول، بعض الدول تختار حيوانا وطنيا واحدا وبعضها تتخذ عدة حيوانات. فمثلا في الهند يمثل النمر البنغالي والطاووس ودولفين النهر الحيوانات الوطنية للبلاد بينما يمثل العقاب الأصلع ( النسر ) الحيوان الوطني للولايات المتحدة . تقوم الدول كذلك باختيار أشجارا ونباتات وأسلحة ورموزا للدلالة على قيمتها الحضارية والتاريخية، وتلجأ الدول لاستخدام تلك الرموز والعلامات في أختامها وأوراقها أعلامها .

كما يوضح د. الصويان ارتباط الإنسان في الجزيرة العربية بالصقور كان ارتباطا وجدانيا عميقا فلم تكن تستعمل كوسيلة صيد و حسب بل تسمى الإنسان بأسمائها مثل عقاب ، و صقر و غيرها من الأسماء .

في السعودية لطالما عرفت النخلة كشجرة رسمية تمثل أهمية رمزية للبلاد وعرف السيف كذلك كسلاح تاريخي للبلاد عبر أزمنة و حقبات عدة. ومن المعلوم أن السعودية حاليا تخطو خطوات سريعة نحو المستقبل ونحو التحديث والتجديد للحاق بالمستقبل عبر برامجها الطموحة، وكل ذلك يتزامن مع برامج على المستوى الوطني لتعزيز الهوية الوطنية والواضح هذه البرامج تحاكي الواقع السعودي بما يوازي المعايير المتبعة في دول العالم . ترافق مع قرار إنشاء رئاسة أمن الدولة قرار إنشاء ناد للصقور برئاسة وزير الداخلية وناد آخر للإبل برئاسة فهد بن حثلين ويشرف على الناديين ولي عهد البلاد الأمير محمد بن سلمان . ورغم أهمية القرار الأول إلا أن القرار الثاني لا يقل أهمية والتزامن لا يعكس سوى الاهتمام الملكي والاعتبار للقيمة الثقافية والتاريخية للصقور والإبل ودورها في حياة الإنسان في الجزيرة العربية تاريخيا وامتداد ذلك الدور إلى العصر الحاضر .

في حديثه لإِيلاَف يقول د. الصويان " آن الأوان لنعيد للإبل مكانتها، الإبل استؤنست أولا في جزيرة العرب وربما لا يعرف الكثيرون الدور الكبير الذي اطلعت به الإبل كوسيلة نقل وتجارة وغذاء ودورها كأداة استخدمت في الانتشار الثقافي للعرب و المسلمين انطلاقا من الجزيرة العربية ، و في العصر الحديث نتذكر الصورة الشهيرة لفيلبي لوحدات الجيش السعودي في بداية تأسيس الدولة السعودية ، الإبل ترتبط بتاريخنا ارتباط وثيق"

ليس سرا أن الاحترام والحب كانا سرا من أسرار العلاقة بين الصقور والإبل من جهة والذاكرة الشعبية من جهة أخرى. ويولي قطاع ليس باليسير من السعوديين الاهتمام بامتلاك هذه الحيوانات ورعايتها باهتمام شديد، فضلا عن إقامة المسابقات والمناسبات السنوية لشراء و بيع هذه الحيوانات، " يمكن استغلال الإبل في السياحة لو استغلت بالشكل المناسب عبر إقامة الفعاليات و المضامير للسياح كجزء من جولات و تجارب سياحية للقادمين للبلاد ".