ناقشت صحف عربية التطورات الأخيرة في المعارك بين القوات السورية وحزب الله اللبناني، من جهة، ومسلحي جبهة النصرة، من جهة أخرى، على الحدود اللبنانية السورية.

وبينما دافع بعض الكتاب عن حزب الله، واصفين إياه بأنه "درع لبنان"، قال أخرون إن "ورط لبنان في الحرب السورية".

حزب الله "ورط لبنان" في الحرب السورية

يحث خالد السليمان، في عكاظ السعودية، الولايات المتحدة على فرض عقوبات على حزب الله، مضيفا أن "جميع الجرائم الإرهابية التي ارتكبها هذا الحزب مرت دون عقاب فعلي".

ويقول السليمان "من المهم أن نفهم سر هذا الموقف الغربي المتسامح مع حزب الله خاصة والتنظيمات التابعة لإيران عامة، وتجاوز ما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية في العراق وسوريا ولبنان"، مضيفا "من حق اللبنانيين الذين اكتووا بنيران هذا الحزب الطائفي، وشعوب الدول التي طالتها شرور هذا التنظيم الشرير المرتهن لأجندة إيران أن يسألوا السيد سام عن حقيقة السيد حسن".

وفي القدس العربي اللندنية، يقول بكر صدقي "لأول مرة منذ انخراط حزب الله العسكري في الصراع السوري، يحقق إجماعا سياسيا لم يحظ به إلا في العام 2000 حين انسحبت إسرائيل، بقرار أحادي، من الأراضي التي كانت تحتلها في جنوب لبنان. مؤسف هذا الإجماع الوطني لأنه في الحالتين قائم على أكاذيب: أكذوبة التحرير في الحالة الأولى، وأكذوبة محاربة الإرهاب في الحالة الثانية المدعمة بدور مزعوم للجيش اللبناني".

كما يقول علي العبدالله في الحياة اللندنية: "وقعت حركة أحرار الشام ضحية قصر نظر قيادتها في تعاطيها مع التطورات السياسية والميدانية، وانتهازيتها وتكتيكاتها المخاتلة في إدارة الصراع والتنافس مع الأصدقاء، ناهيك عن ابتهاجها بمكاسب ميدانية وتنظيمية ومالية هزيلة جنتها على حساب مآسي أخوة السلاح".

ويضيف العبدالله "كانت النتيجة ما حصل في الأيام القليلة الماضية من قتال راح ضحيته بحدود المئة مواطن بين عسكري ومدني، وخسارة الأحرار لأكثر من ثلاثين بلدة وقرية، ناهيك بخروجها من مدينة إدلب، مركز المحافظة، والتحاق بعض ألويتها بهيئة تحرير الشام، قاطع البادية ولواء الفتح كفرنبل، وتنازلها عن إدارة معبر باب الهوى الذي كان يدر عليها أموالاً طائلة من الضرائب التي كانت تفرضها على المواد الغذائية الآتية إلى الأراضي السورية من تركيا".

"حزب الله درع لبنان"

وفي مقال بعنوان "تحرير الجرود يقلق إسرائيل: حزب الله درع لبنان"، يقول علي حيدر في الأخبار اللبنانية "لم نعد نحتاج إلى كثير من تعليقات الخبراء والمعلقين الإسرائيليين لاستكشاف أصداء معركة تحرير الجرود ومفاعيلها في وعي صناع القرار السياسي والأمني في تل أبيب وحساباتهم".

ويضيف حيدر: "القضاء على سيطرة هذه الجماعات في الجرود يعني سقوط الرهان عليها كمصدر تهديد عسكري للجبهة الداخلية في لبنان. وكعامل إشغال واستنزاف وتقييد لهامش حزب الله في مواجهة أي عدوان إسرائيلي".

أما ابراهيم ناصر الدين في الديار اللبنانية فيقول "بعيدا عن الانجاز الميداني في الجرود، اعجاز آخر غير مسبوق تحقق خلال الأيام الماضية، فللمرة الأولى خصوم حزب الله وأنصاره متفقون على أن الحزب حقق انتصارا ساحقا وبسرعة قياسية غير متوقعة على جبهة النصرة. الفريق الثاني يستعد للاحتفال اما الفريق الاخر فبدا بالبحث عن كيفية تدفيع حزب الله ثمن هذا الانتصار، لأنه ببساطة شديدة اخطأ مرة جديدة في حساباته وبدا العمل على تقليل الخسائر".

ويضيف ناصر الدين "حقق حزب الله انجازا على المستوى الوطني لم يكن في الحسبان، سقطت الجرود وسقطت معها كل الدعاية المناهضة التي خصصت لتشويه صورة الحزب عقب مشاركته في الحرب السورية، وشبه الاجماع الوطني اليوم على مواجهة الجرود لم يتحقق حتى في حرب تموز ضد اسرائيل، ومن هنا يمكن فهم محاولة كتلة المستقبل النيابية تقليل الخسائر عبر بيانات فارغة من اي مضمون سياسي جدي، فيما بدا البحث مرة جديدة عن خطوات لتدفيع حزب الله الثمن".

وفي الثورة السورية، يقول مصطفى المقداد "كانت نتائج المعارك والمواجهات بين الجيش العربي السوري الباسل، والمقاومة اللبنانية والقوى الصديقة من جانب، وبين المجموعات الإرهابية من جانب آخر معاكسة لكل مخططات الغرب الاستعماري، كما أنها كانت مخالفة لجميع أوهام الأنظمة الرجعية والمتخلفة في المنطقة، فقد سقطت مطامع آل سعود وآل ثاني وأردوغان وقوى الإخوان المسلمين وانتهت إلى دون رجعة كل تلك الأوهام ولم يبق أمامهم غير التسليم بالأمر الواقع والاعتراف بالهزيمة وفشلهم في تنفيذ المشروع الاستعماري الغربي المحمول على الأدوات الإرهابية وتنظيماتها المختلفة".