استقالت وزيرة الدفاع اليابانية، التي أشارت تكهنات إلى أنها قد تصبح أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في البلاد، وذلك بسبب جدل حول قوات حفظ السلام في جنوب السودان.

وجاءت استقالة توموي إينادا، المقربة من رئيس الوزراء شينزو أبي، بعد اتهامات بالتستر على وثائق تتعلق بمشاركة يابانية في قوات حفظ السلام في البلد الافريقي.

وتأتي استقالة وزيرة الدفاع في وقت تشهد شعبية حكومة آبي انخفاضا حادا.

وسادت توقعات على نطاق واسع باستبدال إينادا، البالغة من العمر 58 عاما، في تعديل وزاري بعد أيام، وذلك في محاولة من الحكومة لتعزيز شعبيتها مرة أخرى.

وقد اندلع الجدل حول مهمة قوات حفظ السلام في جنوب السودان في ديسمبر/ كانون الأول الماضي حين قالت وزارة الدفاع إن سجلات البعثة لشهر يوليو/ تموز، وهي الفترة التي ساءت فيها الأوضاع في جنوب السودان، قد اختفت.

لكن بعد شهرين قال مسؤولون إن البيانات قد عُثر عليها بجهاز كمبيوتر، وهو ما أثار اتهامات بأن السجلات أخفيت عمدا.

يذكر أن مهام حفظ السلام تثير الجدل في اليابان، بسبب الطبيعة الخاصة لدستورها. ولا يُسمح بنشر قوات حفظ سلام يابانية إلا في إطار شروط صارمة، بينها وجود وقف لإطلاق النار.

وكان يمكن لأي تغير في الوضع الميداني في جنوب السودان أن يؤثر على إمكانية استمرار المشاركة اليابانية في بعثة حفظ السلام هناك.

وكانت إينادا قد عينت وزيرة للدفاع في عام 2016 وشهدت فترة وجودها في المنصب سلسلة من الزلات.

وقد تعرضت لانتقادات حادة حين قالت في كلمة ألقتها إن الجيش يريد من الناخبين دعم الحزب الحاكم.

واعتذر آبي للشعب بعد استقالة إينادا، وقال إن وزير الخارجية، فوميو كيشيدا، سيتولى مهام وزيرة الدفاع بصفة مؤقتة.

يذكر أن آبي عبر خلال وجوده في السلطة عن رأي مثير للجدل بخصوص تغيير الدستور المناهض للعسكرة.

ويواجه آبي انخفاضا في شعبيته على خلفية فضيحتين، حيث تراجعت نسبة تأييده لأقل من 30 في المئة، بحسب استطلاعات للرأي.

لكن المعارضة لم تتمكن من الاستفادة من هذا الوضع. وقد استقال زعيم المعارضة رينهو تعبيرا عن تحمله مسؤولية الإخفاق.