نصر المجالي: مع اقتراب تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة تزامنا مع أداء حسن روحاني اليمين لولاية رئاسية ثانية يوم 6 أغسطس المقبل، نفى مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي ما تردد من شائعات وتكهنات عن تدخله في اختيار "جميع" وزراء الحكومة.

وقال بيان لمكتب المرشد الإيراني الأعلى إن الشائعات والايحاءات الاخيرة بعيدة عن الصحة وان هواجس قائد الثورة منصبة على الكفاءة وانتخاب افراد يلهجون بخدمة الشعب.

وأضاف البيان: ان الحكومة الثانية عشرة (حكومة روحاني القادمة) بالبلاد تقترب من التشكيل حيث سيجري خلال الايام العشرة المقبلة اعلان تشكيلة الحكومة عقب مراسم اداء رئيس الجمهورية اليمين الدستورية. ورغم ذلك فان هناك تيارا دعائيا مدعوما بشكل واسع من وسائل اعلام اجنبية، يعمل منذ نحو اسبوعين على تناقل مزاعم مفادها ان قائد الثورة الاسلامية يتدخل في اختيار جميع اعضاء الحكومة الجديدة.

مصدر المزاعم

واشار البيان إلى أنه "يمكن التكهن بشان مصدر ودوافع نشر مثل هذه المزاعم ولكن الاهم من ذلك هو التعريف بنهج قائد الثورة الاسلامية حول الحكومات والمسؤولين عن تدبير امور الشعب في السلطة التنفيذية".

وشدد مكتب خامنئي في البيان الذي نشرته وكالة (فارس) القريبة من الحرس الثوري: "والنهج العام الذي يعتمده قائد الثورة الاسلامية ازاء الحكومات هو نهج دعم واسناد الحكومة وقد اكد مرارا على مواصلة هذا النهج ولا سيما خلال لقائه الرمضاني مع مسؤولي النظام عقب الانتخابات الرئاسية حيث اكد مجددا انه يدأب دوما على دعم جميع الحكومات واليوم موقفه هو ذات الموقف ايضا وسيواصل هذا المنوال ما دام حيا ان شاء الله".

وعن دافع تبني منهج دعم الحكومات، قال البيان "إن الهدف هو ان الحكومة التي تتحمل اعباء مسؤولية تنفيذية ثقيلة ومن اجل ان تنهض باعباء مسؤولياتها في تسوية مشاكل البلاد والشعب عليها ان تنتخب مسؤولين ملتزمين يؤمنون بمهامهم في خدمة الشعب".

مشاكل معاشية

وقال البيان إن "اكثر تأكيد قائد الثورة الاسلامية في الاعوام الاخيرة مكرس على تسوية المشاكل المعاشية للشعب وتعزيز دعائم الاقتصاد للبلاد ولكن المغرضين الذين لا يريدون سوى السوء لايران وشعبها يحاولون تفسير تأكيدات قائد الثورة على انها معارضة للحكومة". 

وتابع أن "نهج قائد الثورة يشكل اعلى مستويات الدعم والاسناد للحكومة وذلك بهدف ابعاد الحكومة عن القضايا الهامشية وتوجيهها الى ميدان الخدمة والعمل والمبادرة ، وان ذلك سيجلب الرفعة والنجاح للحكومة والنظام".

وقال بيان مكتب خامنئي: "ومن هنا فان الحساسية الاساسية لقائد الثورة الاسلامية في انتخاب المسؤولين في جميع الحكومات تعود الى المنطق الذي يقول ان فلسفة وجود المسؤولين في النظام الاسلامي هو خدمة الشعب، وينبغي اختبار مسؤولين ينظرون الى المنصب على انه فرصة سانحة لنيل رضا الرب وخدمة الشعب لا ان يكون همه منها هو التعلق بالدنيا ما يوجب سخط الرب والعباد".

نهج ثابت

ونوه إلى أنه "مع فهم هذا المنطق فانه سيتبين نهج قائد الثورة الاسلامية ازاء اختيار الوزراء ايضا والذي يعد نهجا ثابتا ازاء جميع الحكومات، فيتم التنسيق مع قائد الثورة الاسلامية في اختيار وزراء الدفاع والخارجية والامن، وهذا ايضا يعد حسب الدستور من مهام القيادة".

وخلص البيان مشيرا إلى بعض الوزارات مثل العلوم والتربية والتعليم والارشاد الاسلامي ، قائلا "إن قائد الثورة الاسلامية لديه حساسية تجاهها لان اي انحراف فيها سينعكس على الحركة العامة للبلاد نحو المبادئ ولكن سماحته لا يتدخل في اختيار مسؤولي هذه الوزارات، كما انه لا يتدخل في تعيين اكثر الوزارات في كافة الحكومات التي تشكلت في البلاد لكنه يؤكد على ضرورة اختيار وزراء نشطين وكفوئين لان نجاح الحكومة هو نجاح للنظام".