صبري عبد الحفيظ من القاهرة: رغم أن الانتخابات الرئاسية ستجري في منتصف العام 2018، إلا أن أحزابًا سياسية كبرى في مصر بدأت في إطلاق حملات تأييد ودعم لترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية أخرى. بينما لم تعلن المعارضة عن مرشحيها، في ظل ترقب أحمد شفيق الأجواء من مقر إقامته في دولة الإمارات العربية المتحدة، لاتخاذ قراره بالترشح من عدمه في الوقت المناسب.

وبدأت أحزاب سياسية مصرية في إطلاق حملات سياسية وإعلامية لدعم ترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية رئاسية أخرى، في منتصف العام 2018، بدعوى عدم وجود منافس قوي، ومن أجل استكمال المشروعات القومية التي بدأها.

دشن حزب المصريين الأحرار ـ أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس، وأقصي منه مؤخرًا ـ الحملة وعقد مؤتمرًا حاشدًا بمناسبة ذكرى "تفويض السيسي لمكافحة الإرهاب"، وأعلن الحزب تأييده لترشح السيسي لولاية رئاسية أخرى.

وقال عصام خليل، رئيس الحزب، خلال كلمته بالمؤتمر بمنطقة الأهرامات، إن مصر قدمت للأمة إحدى عجائب الدنيا السبع وهي الأهرامات، مشيرًا إلى أنها "واجهت العديد من التحديات حيث تم شق قناة السويس بعد مرور عام فقط، كما أن مصر اتخذت نفس الإجراءات التي اتخذتها كوريا الجنوبية بشأن الإصلاح الاقتصادي، وعندنا فرصة نعمل هرماً رابعاً وهو الهرم الاقتصادي".

وأوضح أن هناك عدة شروط يجب توافرها من أجل بناء هرم مصري اقتصادي وهي الأمن والأمان والقيادة السياسية التي تتمثل في الرئيس السيسي والشعب الذي يجب عليه أن يتسلح بالإنتاج والتعليم والهوية الثقافية والوعي.

ولفت إلى أن "الرئيس السيسي على دراية بشعبه والرئيس اختار التضحية من أجل البلد، مشيرًا إلى أن الحزب يدعم السيسي في الترشح لولاية رئاسية جديدة.

وبرر اختيار حزب المصريين الأحرار دعم السيسي بأنه "قدم انجازات ضخمة لمصر ولا يزال يعطي الكثير فضلاً عن إعادة بناء الإنسان المصري من تعليم وصحة، كما أنه لم ينظر إلي مكانة أو مقاعد لذلك جددنا العهد معه مرة أخرى".

وتابع خليل: إن حزب المصريين الأحرار يؤكد تفويض السيسي لمواجهة الإرهاب، وهو مرشح الحزب لفترة رئاسية ثانية، حتى تستطيع مصر أن تعبر لبر الأمان".

وقال خليل إن الوضع الطبيعي للأحزاب أن تدفع بمرشحين لرئاسة الجمهورية، مضيفًا أن رؤية الرئيس متفقة مع سياسة السوق الحرة، ولديه آلية لتطبيق رؤية اقتصادية من شأنها إصلاح الوضع الاقتصادي.

وبدأت الأحزاب والكتل السياسية في التنافس على عقد المؤتمرات لدعم السيسي، وأعلن المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية ورئيس حزب الغد أنه تم تكليف الدكتور أحمد يوسف مساعد رئيس المجلس للمتابعة لمقابلة مدير أمن الاسكندرية ورئيس استاد الإسكندرية للتنسيق معهم لعقد مؤتمر جماهيري ضخم في الاستاد لمحافظات غرب الدلتا، وهي الاسكندرية والبحيرة ومطروح، بحضور قيادات القبائل العربية في أسوان والأقصر وقنا وبني سويف والمنيا وأسيوط، لدعم ترشيح السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقال لـ"إيلاف" إن مؤتمر محافظات غرب الدلتا سيكون بعنوان "لا للإرهاب ونعم لترشيح الرئيس السيسي لولاية ثانية"، مشيرًا إلى أن "المؤتمر سيمثل فيه كل القبائل العربية وستوجه الدعوة لرؤساء الأحزاب للمشاركة فيه فور تحديد موعد المؤتمر بعد الحصول على الموافقات الأمنية".

وأضاف رئيس حزب الغد أن المؤتمر المزمع عقده بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم بعنوان "لا للإرهاب ونعم لترشيح الرئيس السيسي لولاية ثانية" تم تأجيله، نظرًا لتغيير مكانه وعقده في قصر ثقافة الفيوم، مشيرًا إلى أننا في انتظار تحديد موعد المؤتمر من إدارة قصر الثقافة بالفيوم، لافتاً إلى أن السيسي هو الشخصية الأنسب والأقدر على قيادة مصر في الفترة المقبلة، لاستكمال المشروعات القومية التي بدأها، والقضاء على الجماعات الإرهابية.

بينما بدأ حزب مستقبل وطن، في الاستعداد للانتخابات الرئاسية، وتأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي في الترشح لولاية رئاسية أخرى.

وطلب الحزب من أعضائه في مختلف المحافظات، النزول إلى تجمعات المواطنين بالمقاهي والأندية ومراكز الشباب وقصور الثقافة، وتوعيتهم بمخاطر المرحلة الراهنة، وسرد الانجازات التي تمت خلال السنوات الثلاث الماضية، ولاسيما في مجال الاسكان الاجتماعي، والمشروع القومي للطرق، ومشروع المليون فدان، إضافة إلى زيادة الدعم للفقراء وزيادة المعاشات، بالإضافة إلى تحقيق انتصارات ساحقة ضد الإرهاب، وكسر شوكته.

وقرر الحزب أن ترشيح الرئيس السيسي لولاية رئاسية أخرى، هو مطلب جماهيري لا تنازل عنه، لاستكمال الانجازات والمشروعات القومية.

وكان رئيس الحزب أشرف رشاد، قال في تصريحات له، إنه سيكون أول المتطوعين ومعه شباب الحزب بمحاصرة قصر الاتحادية في حال قرر السيسي، عدم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، في انتخابات الرئاسة 2018. وأضاف أن السيسي هو مشروع «مستقبل وطن»، منذ البداية؛ مشيرًا إلى أن الحزب لا يرى سواه رئيسًا في المرحلة المقبلة.

كما أعلن حزب التجمع اليساري، وهو أحد أقدم الأحزاب السياسية في مصر، دعمه للسيسي. وقال الدكتور رفعت السعيد، رئيس الحزب السابق، إن "دعم الحزب للسيسي مرتبط باستكمال الخطة التنموية من جانب، واستمرار محاربة الإرهاب فكرًا وحركة من جانب آخر، مضيفًا أنه "من الخطأ الاعتقاد بأن الأوضاع في مصر مستقرة؛ فالدولة مازالت في مرحلة انتقالية خطيرة، وقد تتراجع إذا لم نحافظ على ما يتم إنجازه، وقال إن بيانات داعش الأخيرة بعد العمليات الإرهابية في مصر، توضح مدى الأخطار التي تواجهها البلاد".

ولفت إلى أن "الأحزاب السياسية ليس لديها مرشحون للرئاسة"، وأضاف في تصريحات صحافية، أنه في حال تصدر وجوه من الأحزاب المدنية والسياسية مشهد الانتخابات الرئاسية مع السيسي، سوف ينجح السيسي، مشيرًا إلى أن من حق الجميع الترشح طالما يخضعون لشروط الانتخابات، ولكن السيسي رغم أخطاء وزرائه، إلا أنه يمتلك كاريزما تمكنه من الفوز على أي مرشحين آخرين، على حد تعبيره.

وبينما لم تعلن المعارضة عن مرشحيها، يترقب أحمد شفيق الأجواء، لاتخاذ قراره بالترشح من عدمه في الوقت المناسب.

وترددت أنباء تشير إلى اعتزام شفيق المرشح الرئاسي الأسبق خوض الانتخابات، إلا أن خالد العوامي، المتحدث باسم حزب الحركة الوطنية، الذي أسسه شفيق، نفى تلك الأنباء، وقال إن "الفريق لم يعلن بشكل رسمي حتى الآن خوضه للانتخابات من عدمه".

وأضاف أن "الفريق أحمد شفيق مازال لم يتخذ قرارًا نهائيًا بالترشح لرئاسة الجمهورية وأنه إذا ما قرر خوض الانتخابات سيعلن ذلك بنفسه ومن فوق الأرض المصرية ودون وسطاء وبلا مواربة، وأن أي معلومات تتداول في هذا الشأن طالما أنها لم تصدر من الفريق شفيق بذاته، وعلى لسانه فهي والعدم سواء". ونبّه إلى أن "شفيق له قاعدة شعبية ويستطيع أي شخص أن ينزل إلى الشارع ويرى ذلك بنفسه".