انتخب المجلس الاعلى الاسلامي العراقي اليوم القيادي فيه النائب الاول لرئيس البرلمان الشيخ همام حمودي رئيسا له خلفا لعمار الحكيم الذي تنحى الاسبوع الماضي عن رئاسة المجلس وانسلخ عنه معلنا تشكيل حزب جديد اطلق عليه تيار الحكمة الوطني.

إيلاف من لندن: في اجتماع لها اليوم اختارت قيادة المجلس الاعلى الاسلامي الشيخ همام حمودي رئيسا للمجلس والشيخ جلال الدين الصغير رئيس مؤسسة براثا الشيعية مسؤولا لمكتبها التنفيذي وباقر جبر الزبيدي وزير النقل السابق مسؤولا لمكتبه التنظيمي واستمر الشيخ محمد تقي المولى النائب في البرلمان في مسؤوليته لرئاسة الهيئة العامة للمجلس الاعلى.

وهمام باقر حمودي (65 عاما) ولد في في بغداد بمنطقة الكرادة وهو حاليا النائب الاول لرئيس مجلس النواب المنتخب عام 2014 ممثلا للتحالف الشيعي وكان الشخصية الثانية بعد عمار الحكيم في قيادة المجلس الاعلى. وحاصل على بكالوريوس علم النفس 1971-1975 من كلية الاداب بجامعة بغداد وماجستير في علم النفس عام 1978 من كلية التربية في الجامعة.. وكان حمودي رئيس لجنة صياغة الدستور العراقي الجديد الذي صودق عليه في استفتاء شعبي اواخر عام عام 2005 وعرف بدفاعه عن الفيدرالية.

وقال المجلس الاعلى في بيان الاحد حصلت "إيلاف" على نصه انه بعد مسيرة دامت اكثر من ثلاثة عقود من الزمن واكب فيها المجلس الأعلى الاسلامي حركة التحرر للشعب العراقي منذ حكم نظام البعث البائد ومنذ انطلاق التحرك على يد مفجر الثورة الاسلامية في العراق أية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر واستمرار هذه النهضة قدم المجلس االتضحيات الكبيرة في قوافل الشهداء و الدماء الزاكية خدمة للوطن و دفاعاً عن حقوق الشعب العراقي في حياة كريمة حرة.

 

همام حمدي الرئيس الجديد للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي

 

واشار الى انه بعد ان "ترسخت الأهداف الوطنية والاسلامية التي تبناها المجلس الأعلى وحققت بالمواقف التاريخية للمرجعية العليا في النجف الاشرف بمشاركة باقي القوى الوطنية و الاسلامية و الحضور الواعي لابناء الشعب العراقي نظاماً سياسياً مبنياً على أسس الديمقراطية الالتزام بالدستور والقانون و تجسيد معالم المواطنة والعدالة و المساواة لكل العراقيين".

وقال ان العراق يشهد اليوم منعطفات و تحديات بعد الانتصارات التي حققتها القوات الامنية والحشد الشعبي على قوى الارهاب و الظلام و الاستعداد لخوض مرحلة سياسية جديدة يؤكد المجلس الأعلى التزامه ذات الأهداف التي تبناها و إيمانه الكامل بوعي الشعب العراقي واعتباره مصدر القوة والقرار و يشدد على الثوابت الاسلامية و الوطنية والالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية العليا ودعم العملية السياسية والتأكيد على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية.

وجاء اعلان الحكيم عن تشكيله الجديد اثر انشقاقات حدثت في صفوف المجلس الاعلى ولجوء عدد من قيادييه إلى إيران لتقديم شكوى ضده يقودهم جلال الدين الصغير وباقر الزبيدي والنائب حامد الخضري حول اختلافات وتباينات في وجهات النظر معه من ابرزها ان هذه القيادات التي تؤمن بولاية الفقيه والارتباط العقائدي بإيران تطالب الحكيم بدور أكبر في صناعة القرار داخل المجلس وترفض صعود قيادات شابة الى قيادة المجلس الاعلى.

ويقول باقر الزبيدي إن القيادات التاريخية للمجلس الاعلى قد تم ابعادها عن القرار السياسي في المجلس وكان هناك تجاوز من الحكيم على الهيئة القيادية فلم تعد القرارات تؤخذ كما ينص عليها النظام الداخلي للمجلس بل أصبح هناك تفرد من قبل الحكيم في تقرير ما يراه مناسبًا وإبعاد الآخرين دون الرجوع إلى الهيئة القيادية.

ويُعدّ المجلس الأعلى الذي تزعمه عمار الحكيم الشاب ذو الأربعين عامًا والذي تسلم رئاسة المجلس من والده عام 2009 أحد الأحزاب التي شُكّلت في إيران مطلع ثمانينيات القرن الماضي خلال الحرب العراقية الإيرانية على يد محمد باقر الحكيم والد عمار الذي قُتل بتفجير انتحاري بمدينة النجف في اغسطس عام 2003 يعد ثلاثة أشهر من سقوط النظام السابق وعودته من ايران الى العراق.