واشنطن: تأمل شركة "مون اكسبرس" الناشئة في فلوريدا (جنوب شرق الولايات المتحدة) أن تكون اول مؤسسة خاصة ترسل مركبة صغيرة غير مأهولة إلى القمر قبل نهاية العام الحالي.

ومن شأن النجاح في هذا المسعى ان يفتح الباب امام رحلات منتظمة لنقل التجهيزات العلمية وتلك الضرورية لعمليات استكشاف من اجل استغلال موارد سطح القمر وقدراته التجارية.

واكد روبرت ريتشارد رئيس مجلس ادارة "مون اكسبرس" وأحد مؤسسيها في العام 2010 في كاب كانافيال، "نستمر في العمل بجهد من اجل احترام هذه المهلة الزمنية".

الا انه اقر في مقابلة مع وكالة فرانس برس "أن الامر غير مؤكد نظرًا إلى ان الصاروخ لم يبلغ بعد مدار الارض في الرحلات التجريبية فيما لم ننتهِ من بناء المركبة".

ومضاعفة الجهود من اجل القيام باول رحلة في هذه المهلة القصيرة عائدة جزئياً إلى منحة قدرها عشرون مليون دولار يوفرها برنامج "غوغل لونار اكس-برايز" مع ان "هذا ليس الدافع الوحيد" على ما يشدد روبرت ريتشاردز.

والشرط للحصول على هذا المبلغ ان تكون المؤسسة خاصة وان تطلق مركبة إلى سطح القمر قبل ديسمبر 2017.

ومع الوصول إلى القمر ينبغي في شرط آخر تحريك المركبة او مسبار تنقله على مسافة 500 متر مع ارسال شريط فيديو وصور إلى الارض.

وباتت "مون اكسبرس" التي تبدو الاوفر حظًا لتحقيق ذلك، من بين خمس شركات وصلت إلى المرحلة النهائية لهذه المسابقة التي شارك فيها في الاساس 33 كيانًا خاصًا.

"محطة وقود"

اما الاطراف الاربعة الاخرى المختارة فهي اليابانية "هاكوتو" والاسرائيلية "سبايس ال" والهندية "تيم إندوس" و"سينيرجي مون" وهي تعاون دولي بين اكثر من 15 دولة.

واضاف ريتشاردز: "ننوي تأسيس شركة صاحبة رؤية مستقبلية قادرة على توفير رحلات اقتصادية نحو القمر من اجل تطوير اسواق جديدة" موضحاً ان الرحلة الاولى ستكلف اقل من عشرة ملايين دولار، وهي كلفة متدنية.

واكد المقاول ان "الهدف على المدى الطويل هو في التنقيب عن ثروات القمر واستغلالها بدءًا بالمياه". واشار إلى ان هذا المورد الثمين اكثر غزارة مما يعتقد على القمر مستشهدًا بدراسة حديثة.

وتشكل المياه العنصر الاساسي لاستكشاف البشر للنظام الشمسي، اذ توفر الاكسيجين الضروري للحياة والهيدروجين لوقود الصواريخ.

وتوقع ان "يصبح القمر عندها نوعاً من محطة وقود" لمركبات الفضاء المستقبلية. ويبلغ عرض مركبة "مونس اكسبرس" القمرية التي سميت "ام اكس 1-اي" 91 سنتمترًا وارتفاعها 1,37 متر.

عبوة مشروبات غازية

وتشبه المركبة عبوة مشروبات غازية مع ارجل، وهي مؤلفة من طابق واحد، فيما يسمح لها محركها بالطيران من مدار الارض إلى القمر. واوضح روبرت ريتشارد ان الرحلة بين الاقلاع والهبوط على سطح القمر تستغرق خمسة إلى ستة ايام.

ويقول إن المركبة هي الجزء الاول من نظام استكشاف تركيبي مثل لعبة "ليغو" وصولاً إلى مركبات اكبر قادرة على نقل حمولة أثقل.

اما المركبات الاخرى فهي "ام اكس 2" و"ام اكس 5" و "ام اكس 9" والارقام ترمز إلى عدد الاجزاء المؤلفة منها.

ونظرًا إلى حجم مركبة "ام اكس1-اي" يمكن ان تطلق بواسطة الصاروخ الجديد "إلكترون"، الذي صنعته الشركة الاميركية الناشئة "روكيت لاب" بخمسة ملايين دولار. وهذه الشركة تطلق صواريخها من منشآتها في نيوزيلندا.

وتبقى ثلاث رحلات تجريبية قبل اطلاق المركبة، من اصل اربع مقررة.

واكد رئيس "مون اكسبرس" ، "ثمة بعض التأخير في الجدول الزمني الا ان الامور تسير على خير ما يرام" متوقعًا ثلاث مهمات إلى القمر بحلول العام 2020.

فإلى جانب الرحلة الاولى مع مركبة "ام اكس1-اي" من المتوقع ارسال رحلة ثانية إلى القطب الجنوبي للقمر الغني بالجليد لاقامة محطة ابحاث روبوتية فيه.

اما المهمة الثالثة فتهدف إلى اخذ عينات من ارض القمر وانزالها إلى الارض.

وابرمت الشركة الفتية من الان عقوداً عدة مع زبائن، من بينها اربعة عقود مع المعهد الوطني الايطالي للفيزياء النووية لنقل عاكسات خلفية إلى سطح القمر.

وستضاف إلى عاكسات نقلتها مهمات المركبة الاميركية "اوبولو" قبل اكثر من اربعين عامًا وستسمح باجراء ابحاث في الفيزياء الفلكية وغيرها.

وينص عقد آخر مع "انترناشونال لونار اوبزورفتري اسوسييشن" بنقل تلسكوبات إلى القطب الجنوبي للقمر في العام 2019.