«إيلاف» من لندن: في تصريحات لا تخلو من سخرية وشماتة، فقد كشف قيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيعي معلومات عن اسباب تنحي عمار الحكيم عن رئاسة المجلس وتشكيله حزبًا جديدًا، ورفض خامنئي لهذا القرار، مشيرًا الى ان المرجع السيستاني قد اغلق ابوابه امام السياسيين.

وقال القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي الشيعي وزير النقل السابق باقر جبر الزبيدي إن الخلافات بين الحكيم رئيس المجلس السابق وقيادة المجلس قد بدأت عام 2013 عندما بدأت تتشكل ملاحظات تتركز على الإنفراد في اتخاذ القرار من قبل الحكيم، "وبعض الأحيان نفاجأ بمشروع يطرح في التلفزيون لم نناقشه في الهيئة القيادية". وأشار الى أن "الحكيم قالها صراحة، فهو يرى في نفسه قادراً على القيادة، وهو قائد ولا يحتاج حتى مستشارين". وبين الزبيدي في مقابلة مع برنامج "زاوية أخرى" بقناة السومرية الاخبارية العراقية تابعتها "إيلاف" اليوم، أن وصية زعيم المجلس الراحل عبد العزيز الحكيم قد اشارت لدى وفاته عام 2009 الى أن عمار الحكيم هو الذي يكمل المشوار وفق الخطبة .

تفرد الحكيم بالقرارات
واضاف الزبيدي إن "قضية التفرد بالقرار ليست هي الخلاف الوحيد مع الحكيم، "حيث كنا قادرين على امتصاصها قدر الإمكان وطرحها في القيادة، لكن أضيفت لها أشياء أخرى لا استطيع الحديث عنها لأن ليس كل ما يعرف يقال".
واوضح الزبيدي "حصلت ملفات في طبيعة إدارة الوزارة وشؤون الدولة وهذه المسائل غريبة عن المجلس الأعلى"..مشيرًا الى ان الحكيم اسس تشكيل "فرسان الأمل بدون استشارة القيادة، وعندما سئل الحكيم أجاب بأن هذا التنظيم خاص به، وهو الذي يديره وبقي كذلك، وهذا ترك أثره السلبي لدى القيادة وطبيعة الأداء".

 وعبّر الزبيدي عن احترامه لوجهة نظر رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم "بأنه قادر على القيادة لوحده ولا يحتاج شيوخاً من عمه ووالده".. وكشف عن خوض ثلاثة قياديين بالمجلس الأعلى "اجتماعين عاصفين مع الحكيم قبل اعلانه انسلاخه عن المجلس الاعلى.. فيما اعتبر أن الحكيم لديه شباب وقدرة "، كما يقول،" على قيادة المسيرة لوحده "ومبروك عليه".
واضاف "اجتمعنا وقررنا اتخاذ قرار أو نحاول محاولة أخيرة قام بها القياديون في المجلس الشيخ همام حمودي وصدر الدين القبنجي ومحمد تقي المولى، وآخر اجتماعين كانا عاصفين، ووصلوا الى نفس النتيجة التي وصلنا لها وهي ان الحكيم لديه شباب وجيل ورغبة وقدرة كما هو يقول أن يقود المسيرة لوحده ومبروك عليه". واشار الى أنه "يحترم وجهة نظر الحكيم بأنه قادر على القيادة لوحده ولا يحتاج شيوخًا من عمه ووالده".

باقر الزبيدي


خامنئي ابلغ الحكيم رفضه لخروجه من المجلس الاعلى 

وكشف الزبيدي عن تفاصيل زيارة وفد سياسي من المجلس الاعلى الى ايران قبيل التطورات الأخيرة ذهب اليها لتقديم شكوى على الحكيم بسبب "خط انفراده" .. وقال: "منذ سنة و4 أشهر عقد اجتماع الهيئة العامة وفوجئت مع أعضاء القيادة بأن هناك رسالة من عمار الحكيم الى علي خامنئي المرشد الاعلى الايراني مضمونها انه كان يريد جواباً"على رغبته في الخروج من المجلس، موضحاً أن "الجواب جاء في يوم انعقاد الهيئة العامة للمجلس الأعلى وقُرئ أمام الحاضرين".
ولفت الزبيدي بالقول "لم نعلم ماذا أرسل الحكيم وماذا كتب، وجاء الجواب وكان هناك من يترجم كوني لا أعرف الفارسية".. موضحًا أن الجواب كان نصه "خروجك من المجلس الأعلى ليست فيه مصلحة وليس صحيحًا". وتابع أن "الحكيم بعد هذا بأشهر أرسل رسالتين أخريين لم يأتِ عليهما جواب ثم ألحقهما برسالة ثالثة ولم يأتِ جواب".. مبينا أن "العرف المرجعي ينص على أن المرجع عندما يُسأل هل أن غدا عيد مكتب المرجع يجيب نعم وإذا الشخص نفسه يسأل السؤال نفسه لا أحد يجيبه بعدها".
واكد الزبيدي قائلاً إن "الحكيم سبقنا بعشرة أيام حيث ذهب الى مؤتمر الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في مدينة مشهد الايرانية وألقى كلمة رائعة وهناك طلب لقاء المسؤولين والتقى الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف والأمن القومي وقاسم سليماني قبل سفرنا". وقال إن "الحكيم طلب لقاء خامنئي ولم تحصل الموافقة بسبب انشغال خامنئي وحصل لقاء جانبي مع أحد مسؤولي مكتبه".

تنحي الحكيم لكمة خاطفة لقيادة المجلس
وعن سبب عدم اللجوء للمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني بشأن التطورات الأخيرة المتعلقة بالمجلس، اعتبر الزبيدي أن الحكيم انشق لوحده موضحًا أن المرجع السيستاني غلق أبوابه على جميع السياسيين ولم ترسل أية رسالة له بهذا الخصوص . وقال إن "الحكيم خرج ولم يخرجنا من المجلس الأعلى وانشق لوحده وبقينا خمسة وسرنا بالمجلس الى بر الأمان".
وتابع الزبيدي "ما يهم هو بقاء خط المجلس بقياداته السابقة وخط (المراجع الشيعية) السيستاني والخوئي وخامنئي وليس صورهم"..مشددًا بالقول "استوعبنا الصدمة ضمن قرارات طُلب منا أن تكون سرية".
ووصف الزبيدي خروج الحكيم من المجلس الأعلى، بأنه "جاء مثل لكمة خطافة أشعرتهم بالدوار وكانت صدمة مفاجئة غير متوقعة بهذه السرعة".

وكان المجلس الاعلى الاسلامي قد اختار امس القيادي فيه النائب الاول لرئيس البرلمان الشيخ همام حمودي رئيسًا له خلفًا لعمار الحكيم الذي تنحى الاسبوع الماضي عن رئاسة المجلس وانسلخ عنه معلنًا تشكيل حزب جديد اطلق عليه تيار الحكمة الوطني.

وجاء اعلان الحكيم عن تشكيله الجديد اثر انشقاقات حدثت في صفوف المجلس الاعلى ولجوء عدد من قيادييه إلى إيران لتقديم شكوى ضده يقودهم جلال الدين الصغير وباقر الزبيدي والنائب حامد الخضري حول اختلافات وتباينات في وجهات النظر معه من ابرزها ان هذه القيادات التي تؤمن بولاية الفقيه والارتباط العقائدي بإيران تطالب الحكيم بدور أكبر في صناعة القرار داخل المجلس وترفض صعود قيادات شابة الى قيادة المجلس الاعلى.

ويُعدّ المجلس الأعلى الذي تزعمه عمار الحكيم الشاب ذو الأربعين عامًا، والذي تسلم رئاسة المجلس من والده عام 2009 أحد الأحزاب التي شُكّلت في إيران مطلع ثمانينيات القرن الماضي خلال الحرب العراقية الإيرانية على يد محمد باقر الحكيم والد عمار الذي قُتل بتفجير انتحاري بمدينة النجف في اغسطس عام 2003 يعد ثلاثة أشهر من سقوط النظام السابق وعودته من ايران الى العراق.