الرباط: في خطوة تصعيدية منهم احتجاجا على تأخر صرف الدعم المخصص للفرق المسرحية من قبل وزارة الثقافة والاتصال، قام فنانون مسرحيون مغاربة اليوم الإثنين بتنظيم وقفة احتجاجية جديدة أمام مقر الوزارة تحت شعار"وقفة الكرامة المسرحية"، ليتم تعليقها بعد تدخل الكاتب العام( وكيل) للوزارة لطفي المريني، الذي وعد بصرف مستحقات الدفعة الأولى من الدعم المسرحي.

في غضون ذلك، قال أمين نسور، المسرحي المغربي والأستاذ في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط": تم تعليق الاحتجاج بعد وعد الوزارة في شخص كاتبها العام حل المشكل يوم الجمعة المقبل في اجتماع موسع بعد المجلس الحكومي يوم الخميس المقبل".

بخصوص المطالب التي وجهتها الفرق المسرحية المتضررة من تأخر صرف الدعم، أضاف نسور في تصريح لـ"إيلاف المغرب" ان لجنة التفاوض طالبت أن يقدم رئيس ديوان الوزير اعتذارا رسميا للمسرحيين المغاربة، أو يقدم استقالته بعد الطريقة المهينة التي استقبل بها لجنة المسرحيين".

وبادرت لجنة من الفنانين المتضررين من هذا التأخير بزيارة لديوان وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج الخميس الماضي، للاستفسار عن مآل الوعود التي قُدمت لهم، إلا أنها استقبلت من طرف مدير ديوان الوزير، بطريقة فجة، حينما توجه لهم بالخطاب قائلا"أنا هاد الشي ديال الثقافة ديالكم ماكنفهمش فيه وما باغيش نعرفه" بمعنى " أنا لا أفهم في الثقافة وليس لدي ما أضيف في الموضوع".

في سياق متصل، عبرت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية عن قلقها إزاء الارتباك الحاصل في الموسم المسرحي الحالي، وعن التأثيرات المترتبة عنه، لاسيما وأن الحركة المسرحية المغربية عرفت في السنتين الأخيرتين تطورا ملحوظا وجب تثمينه وتطويره.

وحذرت النقابة، في بيان لها تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه الوزارة الوصية من التأثيرات السلبية المحتملة لهذا الوضع على مسار الأجندة المسرحية والثقافية في بقية الموسم والمواسم المقبلة، نظرا للترابط الحاصل تلقائيا ما بين إنجاز الأعمال الفنية وترويجها والاستعداد للموسم الموالي، مع كل ما يتطلبه ذلك من إعداد جيد للمحطات الثقافية ومنها جولات الفرق والمهرجان الوطني والتظاهرات المسرحية الوطنية والدولية.

وأعلنت النقابة تضامنها مع العاملين في قطاع المسرح المتضررين من هذا التأخير؛ ومع كل الفرق المسرحية المعنية، مطالبة وزارتي الثقافة والاتصال والمالية بالإسراع بصرف ميزانية الدعم لصالح مستحقيها، على إثر الارتباك الحاصل في تأخر صرف مستحقات الدفعة الأولى من الدعم المسرحي لموسم 2017 الموجه للفرق والجمعيات والوكلاء الفنيين المرتبطين بالوزارة، بعقود فنية قانونية لتنفيذ برامج ثقافية وفنية محكومة بمدى زمني مستوفي منذ أزيد من ستة أشهر، ونظرا لما لذلك من انعكاسات سلبية على الوضع الاجتماعي للعاملين في قطاع المسرح (من ممثلين وكتاب ومخرجين وسينوغرافيين ومصممين وتقنيين...)، وعلى السيرورة العادية للموسم المسرحي الحالي والموالي.

ومن أجل تجاوز المشكل القائم، دعت النقابة المغربية الحكومة إلى الرفع من النسبة المخصصة للقطاع الثقافي في ميزانية الدولة السنوية، والتي تبقى ضئيلة مقارنة بالأدوار التي تلعبها، بل وحتى مقارنة بالبرامج التي تسطرها الوزارة نفسها بحيث أن العديد من الأنشطة تقام بموارد معبأة من خارج الميزانية العامة للقطاع مما يخلق انطباعا بعدم الاستقرار في الوسط الفني والثقافي.

وشددت النقابة على ضرورة الانكباب الجدي على رسم سياسة ثقافية تشاركية مندمجة ومتكاملة الأركان ومتفاوض بشأنها مع العاملين في المجالات الثقافية المختلفة، وهيئاتهم التمثيلية استجابة لتكاليف الدولة الدستورية كما هي منصوص عليها في الوثيقة الدستورية، إضافة إلى الإسراع بإخراج النصوص التنظيمية ذات الصلة بقانون الفنان والمهن الفنية إلى حيز الوجود والنصوص الأخرى المرتبطة بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.