«إيلاف» من واشنطن: قدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب معلومات كاذبة بشأن اسباب اجتماع عقده العام الماضي في نيويورك ابنه الأكبر دونالد جونيور وصهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر مع محامية روسية على صلة وثيقة بالكرملين.

وقالت صحيفة الواشنطن بوست الاثنين، إن الرئيس هو من رد كتابة على أسئلة صحيفة نيويورك تايمز، بعدما طلبت الأخيرة تعليق من ترمب الابن حول الاجتماع الشهر الماضي.

وكان الرئيس الأميركي موجوداً في ألمانيا لحضور قمة العشرين، واستغل مستشاروه ومنهم ابنته إيفانكا وزوجها كوشنر، جلسات الاستراحة بين الجلسات، لكتابة الرد على نيويورك تايمز.

وحُينما عُرض الرد على ترمب، رفضه، وأملأ آخر زعم فيه ان الاجتماع لم "يكن له علاقة على الإطلاق بحملته الانتخابية".

لكن بعد نشر الرد المضلل، حصلت نيويورك تايمز عبر مصادرها، على رسائل إليكترونية تبادلها ترمب الابن مع الوسيط الذي نظم اللقاء، وتبين أن الهدف من الاجتماع الحصول على معلومات زعمت المحامية أن مصدرها الحكومة الروسية ومضرة بالمرشحة الديمقراطية للرئاسة حينها هيلاري كلنتون.

وفي تقرير لصحيفة “ واشنطن بوست” قالت أن دونالد ترمب الإبن أثار موجة من ردود الفعل الغاضبة في واشنطن بعد نشره سلسلة من الرسائل الالكترونية تتضمن تفاصيل حضوره الاجتماع بعد تلقيه وعودا بالحصول على "معلومات حساسة وعلى أعلى مستوى" كانت "تندرج ضمن دعم روسيا وحكومتها لترمب".

واضاف "من وجهة نظر عملانية، اعتقد ان معظم الناس كانوا سيقبلون بعقد هذا اللقاء ... السياسة ليست الطف مجال عمل في العالم".

ونقلت "واشنطن بوست" عن اشخاص مطلعين على النقاش الذي دار خلال الاجتماع ان الفريق القانوني للرئيس كان يخطط لاظهار ان الاجتماع كان يفترض ان يكون مكيدة من قبل الديموقراطيين يسعون من خلاله للايقاع بترمب الابن ومن خلاله ترمب الوالد الذي كان حينها مرشحا عن الحزب الجمهوري للرئاسة.

وذكرت "واشنطن بوست" ان مستشاري ترمب يخشون أن يؤدي مدى التدخل المباشر لترمب في الرد الذي اعلنه ابنه إلى توريط الرئيس وكبار مستشاريه في مشاكل قضائية.

ويتعرض ترمب حاليا لضغوط على خلفية ما بذله من جهود للنيل من مصداقية التحقيق في قضية روسيا.

وقال احد مستشاري الرئيس لواشنطن بوست "كان هذا... غير ضروري".

وتابع المستشار طالبا عدم كشف اسمه "الآن بات بامكان احدهم الادعاء بان (الرئيس) هو من حاول التضليل. اصبح بامكان احدهم الادعاء بان الرئيس لا يريدكم ان تقولوا الحقيقة كاملة".

واضاف المستشار ان ترمب "يرفض الجلوس جانبا" موحيا بأن الرئيس يتصرف اكثر فاكثر على انه محامي الدفاع عن نفسه، وواضع استراتيجيته الخاصة والمروج لنفسه.

واضاف المستشار أن الرئيس "لا يعتقد انه يواجه اي مشكلة قانونية، وهو يرى في الامر مشكلة سياسية سيحلها بمفرده".

وعلّق احد محامي ترمب جاي سيكولو على التقرير قائلا "بمعزل عن انه لا يستتبع أي عواقب، مزاعمه مبنية على معلومات خاطئة وغير دقيقة وغير مترابطة".

وكان قد وافق ترمب الابن على طلب الشهر الماضي من لجنة الاستخبارات في مجلس النواب للمثول أمامها، وهو ما يتوقع أن يحدث قريباً، لكن على ما يبدو في جلسة سرية.

 

وكان كوشنر الصهر خضع للاستجواب أمام لجنة الااستخبارات في مجلس الشيوخ قبل نحو عشرة أيام، وأقر بإجراءا أربع اتصالات على الأقل مع جهات روسية خلال حملة ترمب الانتخابية.