انتخب البرلمان الباكستاني الثلاثاء شهيد خاقان عباسي رئيسًا جديدًا للحكومة بعد أيام من قرار المحكمة العليا إقالة نواز شريف من هذا المنصب بسبب تورطه في قضية فساد.

إيلاف - متابعة: أعلن رئيس البرلمان سردار أياز صادق أن عباسي حصل على 221 صوتًا من أصل 342، وهو أعلى بكثير من غالبية الـ172 صوتًا الضرورية للفوز. وأدى عباسي اليمين الدستورية في وقت لاحق الثلاثاء.

نواز عائد
وكان فوز عباسي بالمنصب مرجحًا نظرًا إلى حصوله على تأييد نواز شريف وحزب الرابطة الإسلامية-نواز، الذي يحظى بالغالبية في المجلس.

بعد دقائق من انتخابه، وفي أول كلمة في منصبه الجديد، أعلن عباسي أن نواز شريف هو "رئيس وزراء الشعب الباكستاني". وقال "إن شاء الله سيعود رئيس الوزراء الحقيقي إلى هذا البلد في يوم من الأيام، ويجلس على كرسيه". وأطلق أنصار شريف في المجلس هتافات، ولوّحوا بلافتات تحمل صورًا لرئيس الوزراء المخلوع.

غاب عن جلسة البرلمان زعيم المعارضة عمران خان، لاعب الكريكت السابق، الذي تحول إلى السياسة، والذي قاد الحملة ضد شريف. حصل عباسي، الحليف القوي لشريف، بسهولة على الغالبية المطلوبة لتوليه رئاسة الوزراء في البرلمان، الذي يهيمن عليه حزب الرابطة الإسلامية-نواز، ما يؤذن ببداية عملية، يتوقع أن تنتهي بتعيين شهباز شريف رئيسًا للوزراء. 

ويعتزم شهباز شريف، الذي يتولى حاليًا منصب رئيس وزراء البنجاب، دخول البرلمان بالمنافسة على مقعد نواز شريف الشاغر، تمهيدًا لتوليه رئاسة الوزراء. وبحسب الدستور، ينبغي للمرشح الحصول على ثلثي الأصوات في المجلس الوطني (أحد المجلسين في البرلمان) للفوز بمنصب رئيس الوزراء.

حملات ضد الفساد
وقال عباسي "سواء كان ذلك لـ45 يومًا أو 45 ساعة، فأنا رئيس وزراء باكستان، وأنا هنا لكي أعمل وليس لملء فراغ". وتعهد العمل على تحقيق أجندة الحزب في ملفات، من بينها مشاريع البنية التحتية، كما تعهد شن حملة على المتهربين من الضرائب وحيازة الأسلحة الرشاشة. 

وهذه المرة الثالثة التي يقال فيها نواز شريف من مهامه، فقد أزيح من منصبه مرة أولى بسبب فضيحة فساد، وأطاح به انقلاب عسكري مرة ثانية. كما إنه رئيس الوزراء الـ15 الذي يُقال قبل إكمال عهده في تاريخ باكستان الممتد 70 عامًا أمضت البلاد أكثر من نصفها في ظل حكم عسكري.

عدم شفافية
وقضت المحكمة العليا في باكستان الجمعة بإقالة نواز شريف لعدم كشفه عن تقاضيه راتبًا شهريًا بقيمة 10 آلاف درهم (2700 دولار) من شركة يملكها ابنه في الإمارات. 

لم يسحب شريف هذه الأموال، بحسب ما أظهرت وثائق المحكمة، إلا أن هيئة الحكم المؤلفة من خمسة أعضاء رأت أن عدم كشفه عنها يعني أنه غير "صادق"، وهو سلوك يتنافى مع المتطلبات الدستورية للسياسيين الباكستانيين. 

وقال مراقبون إنه من غير الواضح ما إذا كان حكم المحكمة سيسمح لنواز شريف بالترشح لرئاسة الوزراء مرة أخرى. 

رئيس وزراء موقت 
عباسي هو الوزير الفدرالي السابق للنفط والموارد الطبيعية، كما إنه رجل أعمال أطلق شركة "إير بلو" التي أصبحت أنجح شركة طيران خاصة في البلاد. تلقى عباسي تعليمه في جامعة جورج واشنطن، وعمل في الولايات المتحدة والسعودية مهندسًا كهربائيًا قبل أن يدخل السياسة ويتم انتخابه في المجلس الوطني ست مرات. 

اعتقل بعد الانقلاب العسكري، الذي قاده بيرويز مشرف في 1999، والذي أنهى الولاية الثانية لنواز شريف، وسجنه لمدة عامين قبل أن يتم الإفراج عنه. وبعد الانقلاب عاش شهباز شريف في المنفى في السعودية بصحبة شقيقه نواز. عاد إلى باكستان في 2007، وانتخب رئيسًا لوزراء ولاية البنجاب، التي تعد معقل عائلته في 2008، ليصبح السياسي الذي يخدم لأطول فترة في الولاية. 

يعرف عنه بأنه إداري صارم، كما يعرف بخطاباته التي تحمل شعرًا ثوريًا، وعقده اجتماعات عامة، كما يراه البعض أنه يعمل طوال الوقت. لم تطاول فضيحة ممتلكات عائلة شريف في لندن شهباز شريف، بعدما احتلت هذه الفضيحة عناوين الإعلام لأشهر عدة. 

ينافسه على هذا المنصب خمسة مرشحين من المعارضة. وقد اختار حزب بطل الكريكت السابق عمران خان "حركة الإنصاف الباكستانية"، رأس الحربة في الحملة ضد نواز شريف، شيخ رشيد أحمد، رئيس حزب "رابطة عوامي"، مرشحًا له.