«إيلاف» من بيروت: يتابع أهالي العسكريين المخطوفين لدى داعش عن كثب مجريات الوضع في رأس بعلبك بقلق وخوف، ويشعرون أن عيد الجيش هذا العام مرّ مثقلاً وحزينًا كما الأعوام السابقة وسط إستمرار وجود الأبناء في الأسر، معلنين ثقتهم الكاملة بالجيش قيادةً وضباطًا وعناصر، وعلى رأسه قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي يضع هذا الملف في صلب أولوياته ويبذل الجهود الجبارة في سبيل فك أسر أبنائهم وتحريرهم.

وتعقيبًا على موضوع المخطوفين العسكريين لدى داعش، يقول النائب عبد المجيد صالح في حديثه لـ"إيلاف"، إن الجميع يدعو وبحرارة أن ينجو هؤلاء من أسرهم ومن هؤلاء الذين اختطفوهم واحتجزوهم، بأسرع وقت ممكن، خصوصًا بعد المعركة المنتظرة للجيش اللبناني ضد الإرهاب.

الخوف على المخطوفين

وردًا على سؤال هل بات الخوف اليوم أكبر على المخطوفين العسكرييّن من قبل تنظيم داعش مع الحديث عن معركة الجيش المقبلة ؟ يجيب صالح :" الخوف اليوم ممن لا يخاف الله، فالإنسان لا يخاف من أخيه الإنسان، بل يخاف من الذين لا يهابون الله، هؤلاء الذين يذبحون أخاهم الإنسان، وأصحاب السواطير، ويجب اليوم أن تتغيّر استراتيجية مواجهة "الإرهاب"، فهذا الأخير ليس خطرًا محليًا بل أصبح معولمًا، ولا يستطيع الإنسان مهما وصل من بلاغة أن يوصف هذه الجرائم التي لا تنتمي إلى أي ديانة، فهؤلاء يضرّون بالإسلام، وهم يكفّرون ويقتلون روح الإسلام والإنسانيّة، ويؤكد صالح بأن الخوف قائم بالفعل على العسكرييّن المخطوفين، ولكن يبدو أن البعض لا يزال يرى في "الإرهاب" "إرهابًا" حميدًا، غير أن "الإرهاب" أمة واحدة، وكذلك "التكفيريين".

ويضيف:"اليوم لا يستطيع الإنسان صدقًا إلا أن يخشى على العسكرييّن المخطوفين في لبنان، وأن يشعر بالأسى ويتعاطف مع أمهاتهم، "وسنقف معهم خوفًا على الإنسانيّة جمعاء".

مقاربة الموضوع

ولدى سؤاله كيف يمكن مقاربة ملف المخطوفين العسكرييّن من قبل داعش في لبنان؟ يقول صالح إن هناك معايير مزدوجة في ملف المخطوفين مع وجود فئات "إرهابيّة" أعلنت عن نفسها، وكأنّ هناك سباقًا محمومًا بين كل الفئات "الإرهابيّة"، وهناك نوع من السباق المحموم على خلافة مزعومة، من الذين يوزّعون فتاوى الدم والذبح والقتل، والأفضل اليوم أن تُقفل الأبواب الإعلاميّة وصفحات التواصل الإجتماعي.

ويعتبر صالح أن "الإرهاب" يبقى "إرهابًا" بغض النظر إن كان في سوريا أو لبنان أو في تونس أو المغرب، وأصبح "الإرهاب" معولمًا لأنه يضرب في فرنسا وألمانيا وغيرهما من الدول، وآن الآوان كي يحاصر هذا "الإرهاب".

ويلفت صالح إلى أنه "مهما كانت الجهة التي ستفرج عن المخطوفين العسكريين فنحن نساندها".