لندن: تعرضت منظمة نرويجية معادية للمهاجرين الى موجة من السخرية والنكات اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ان نشرت في صفحتها على فايسبوك صورة مقاعد سوداء شاغرة في حافلة ظناً منها ان الصورة هي لنساء مبرقعات.

وكتب اعضاء منظمة "الوطن اولا" اليمينية المتطرفة تعليقات على المقاعد منها "مشهد مفجع" و"مخيف" ، بحسب الصور التي نشرها موقع "نيتافيسن" الاخباري النرويجي. 

وتساءل آخرون في المنظمة التي تضم 13 الف عضو عمّا إذا كانت الراكبات الوهميات يحملن عبوات ناسفة أو أسلحة تحت عباءاتهن. وكتب احد الأعضاء "انه مشهد مخيف حقاً ويجب منعهن. فلا أحد يعرف مَنْ وراء البرقع. قد يكونون ارهابيين" ، وكل ذلك عن مقاعد سوداء في حافلة لنقل الركاب. 

وطالب آخرون من عناصر المنظمة بطرد المبرقعات قائلين "انه زمن مخيف هذا الذي نعيش فيه". 

نشر صورة المقاعد السوداء الشاغرة الصحافي يوهان سلاتافيك الذي قال لموقع "نيتافيسن" انه أراد أن يرى "كيف تكون افكار الناس عن صورة متأثرة بردود فعل من حولهم". واضاف انه في النهاية ضحك على ردود فعل المعادين للمهاجرين.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في النرويج بالصورة بعد تبادل مقاطع من ردود فعل المنظمة المعادية للمهاجرين واتهامهم مقاعد سوداء بالارهاب. وتساءل سيندر باير الذي تبادل تعليقه أكثر من 1500 مشارك قائلاً "إن هذا ما يحدث لمنظمة تثير الاشمئزاز عندما تُنشر صورة مقاعدة شاغرة على فايسبوك حيث يظن جميع اعضائها تقريباً انهم يرون مجموعة من المبرقعات". 

وقال باير لموقع "نيتافيسن" انه صُدم "بحجم ما يُنشر من كراهية واخبار كاذبة على صفحة منظمة "الوطن اولا" ، ويبين هذا القدر من الكراهية ضد مقاعد شاغرة في حافلة أن التحامل يطغي على الحكمة". 

وصرح رئيس مركز مناهضة العنصرية في النرويج روني بيرغلوند ستين "ان الأشخاص يرون ما يريدون ان يروا وما يريد هؤلاء رؤيته هو مسلمون خطيرون". 

وانضمت النرويج مؤخراً الى البلدان الاوروبية التي تريد فرض قيود على البرقع والنقاب وقدمت حكومتها مشروع قانون يمنع البرقع والنقاب في دور الحضانة والمدارس والجامعات. وتفرض فرنسا وهولندا وبلجيكا وبلغاريا وولاية بافاريا الالمانية كلها قيوداً على البرقع أو النقاب الذي يغطي الوجه في الأماكن العامة.

وقالت الحكومة الائتلافية لحزب المحافظين وحزب التقدم الشعبوي انها واثقة من تأييد المعارضة لمشروع قانونها حين يجري التصويت عليه في البرلمان. وأعلن وزير الهجرة والاندماج النرويجي بير ساندبيرغ أن "لا مكان لما يغطي الوجه مثل البرقع أو النقاب في المدارس النرويجية". واضاف "ان القدرة على التواصل قيمة أساسية". 

 

 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/world/2017/aug/02/bus-seats-mistaken-burqas-anti-immigrant-group-norwegian