قالت زعيمة المعارضة الجديدة فى نيوزيلندا إنه من غير المقبول أن تُسأل النساء فى مكان العمل عن خططهن الخاصة بالأمومة، بعد توجيه سؤال لها في لقاء متلفز حول ما إذا كانت تريد إنجاب أطفال أم لا.

وانتُخبت جاكيندا أردرن، 37 عاما، رئيسا لحزب العمل يوم الثلاثاء بعد استقالة أندرو ليتل من منصبه.

وتعد أردرن ثاني سيدة وأصغر شخص يقود الحزب في تاريخه.

وقد أثارت هذه الأسئلة نقاشا حول التمييز على أساس الجنس فى البلاد، التي من المقرر أن تشهد انتخابات عامة في سبتمبر/أيلول القادم.

وقال رئيس الوزراء بيل إنغليش إن هذا السؤال لم يكن مقبولا. ورغم أنه يمكن توقع "درجة معينة من التدخل في الحياة الشخصية" في السياسة، فإن خطط أردرن هي "عمل يخصها".

"منفتحة للغاية"

وفي وقت متأخر من يوم الثلاثاء، وبعد ساعات من تولي منصبها الجديد، ظهرت أردرن في برنامج "ذا بروجيكت" الذي يركز على الأوضاع الراهنة في البلاد.

وسألها مقدم البرنامج، جيسي موليغان، عما إذا كانت تشعر بأنها يجب أن تختار بين التقدم في حياتها المهنية أو إنجاب أطفال.

وقال موليغان قبل طرح السؤال: "لدي سؤال، ونحن نناقش اليوم ما إذا كان مسموحا لي بتوجيهه أم لا."

جاكيندا أردرن
Getty Images
قالت أردرن إن توقيت الإنجاب هو قرار يخص المرأة وحدها

وقد تحدثت أردرن في وقت سابق عن أن رغبتها في تكوين أسرة جعلتها تفكر مليا قبل التقدم لشغل مناصب رفيعة مستوى.

وردت قائلة: "ليس لدي أي مشكلة معك عندما تطرح هذا السؤال لأنني كنت منفتحة للغاية حول مناقشة هذه المعضلة، لأنني أعتقد أن الكثير من النساء تواجهها".

وأضافت: "بالنسبة لي، لا يختلف موقفي عن موقف المرأة التي تعمل في ثلاث وظائف، أو التي قد تكون في وضع تتحمل خلاله العديد من المسؤوليات".

"غير مقبول تماما"

وفي مقابلة ثانية صباح الأربعاء، سُئلت أردرن مرة أخرى حول هذا الموضوع.

وقال مقدم برنامج "إيه إم شو"، مارك ريتشاردسون، إن النيوزيلنديين لديهم الحق عند اختيار رئيسة للوزراء في معرفة ما إذا كانت ستحصل على إجازة أمومة أم لا.

وقال ريتشاردسون: "إذا كنت صاحب العمل في شركة ما، فستكون بحاجة إلى معرفة مثل هذه الأشياء من المرأة التي توظفها. والسؤال الآن هو: هل من المقبول أن تحصل رئيسة الوزراء على إجازة أمومة أثناء وجودها في منصبها."

وقالت أردرن، التي بدا عليها علامات الغضب من السؤال، إن السيدات في نيوزيلندا لديهن الحق في عدم الإعلان عن خططهن بشأن الإنجاب لأصحاب العمل.

وأشارت أردرن إلى أنه من غير القانوني لأرباب العمل التمييز ضد مرشح محتمل للعمل بسبب الحمل أو الرغبة في الإنجاب في المستقبل.

وقالت، وهي تشير بإصبعها لريتشاردسون: "من غير المقبول تماما في 2017 أن تقول إنه يتعين على السيدات أن يجبن على هذا السؤال في العمل. هذا غير مقبول."

وأضافت: "توقيت الإنجاب هو قرار يخص المرأة وحدها، ولا ينبغي أن يؤثر هذا القرار على ما إذا كن سيحصلن على وظيفة أو فرص عمل".

وقد أثار الاستجواب المتكرر لأردرن بشأن هذا الموضوع غضب الكثيرين، الذين أشاروا إلى أن السياسيين الذكور نادرا ما يُسألون عن خططهم المتعلقة بالأبوة.