أي مصير للعلاقات الاميركية الروسية بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب القانون الذي يفرض عقوبات جديدة على روسيا، وأي انعكاس لتوتر العلاقات بين روسيا وأميركا على المنطقة ككل؟

إيلاف من بيروت: بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مشروع القانون الذي يفرض عقوبات جديدة على روسيا، يطرح السؤال عن العلاقات الأميركية الروسية التي تبدو متوترة دبلوماسيًا، وتأثيرها على المنطقة بصورة عامة وعلى لبنان تحديدًا.

 علمًا أن الكونغرس قد أيَّد الأسبوع الماضي بأغلبية كبيرة، فرض عقوبات على الحكومة الروسية بسبب تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، وضمها شبه جزيرة القرم التي كانت تابعة لأوكرانيا، وغيرها، ما اعتبر انتهاكات للمبادئ الدولية.

توتر ومصالح

تعقيبًا على الموضوع يؤكد الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" أنه منذ تولي ترمب الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية هبت رياح التحول بشكل أو بآخر وبدأت تعصف في الداخل الأميركي، لتعيد العلاقات بين الشرق التقليدي أي موسكو، والغرب التقليدي أي واشنطن.

ويلفت مالك إلى أنه يجب التمييز بين توتر العلاقات بين واشنطن وموسكو وبين الحفاظ على المصالح بينهما من جهة ثانية، ورغم الخلافات القائمة حاليًا بين الشرق والغرب والعقوبات المتبادلة هنالك معلومات تؤكد أن هذا التوتر لا يشمل ما يجري حاليًا في سوريا، حيث يتم تحييد الحالة عن الصراع بين الشرق والغرب، لذلك من هذه الناحية نلاحظ مع تولي ترمب الرئاسة الأميركية التوتر في العلاقات الدبلوماسية مع روسيا، والعودة الى الحرب الباردة التي كانت قائمة بين الفريقين، بين الاتحاد السوفياتي في حينه وبين الولايات المتحدة الأميركية، لكن الحرص على تبادل المصالح في المنطقة أي لبنان والعراق وسوريا، لن يؤثر الصراع القائم بين روسيا وأميركا كثيرًا على مسار الأحداث التي تحكم العلاقات بين الشرق والغرب، بناء عليه، يضيف مالك، التطورات الميدانية في سوريا أصبحت لبنانية سورية إلى حد ما بعدما توجهت الشاحنات بالأمس التي أعدّت لنقل ما يقرب من 7 آلاف من مقاتلي النصرة إلى الاراضي السورية، من هنا لا اختلافات تقليدية بين التيارين، الروسي والأميركي، أما في ما خص مستقبل التعاون الأميركي والروسي، فليس له من انعكاسات واضحة على مسار الأحداث في سوريا.

ويشير مالك إلى أن الاختلافات التقليدية بدأت مع ترمب وهو بمثابة ظاهرة في الحياة الأميركية السياسية، ويعتبر الرئيس المشاكس، والاختلافات التي تعصف داخل العلاقات الأميركية الروسية، لن تفسد في الود قضية بوجود المصالح المشتركة بين الفريقين في الشرق الأوسط وفي الميدان السوري بشكل خاص.

العلاقات الأميركية الروسية

وردًا على سؤال بعد الإجراءات والعقوبات الأخيرة الأميركية على روسيا ورد فعل روسيا الأخير أي مستقبل للعلاقات الأميركية الروسية وإلى أين تتجه؟ 

يلفت مالك إلى أن التوتر ظاهر في الأفق ، لكن يبقى توترًا مرحليًا وزمنيًا، وعلينا الا ننسى أن العواصف التي تشهدها أميركا بين ترمب وأنصاره داخل الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي المعارض بطبيعة الحال هذا أوجد تباعدًا وتوترًا كبيرًا في العلاقات بين الشرق والغرب، واليمين المتطرف يمثله حاليًا ترمب مقابل بوتين في روسيا الذي أتقن فن التعاطي مع الغرب الأوروبي والأميركي بشكل خاص، من شأن ذلك أن يضع أميركا حتى إشعار آخر في موقع ردة الفعل، والرد على المبادرات الروسية سواء في الشرق الأوسط وفي سوريا تحديدًا، أو في النزاعات القائمة حاليًا في داخل روسيا، وكذلك يجعل أميركا ضمن دائرة اللعب على التناقضات الروسية، ولا يتوقع مالك تحولاً جذريًا في التعاطي بين الشرق والغرب إنما صفحة من الحرب الباردة مع تجاذبات بين الشرق والغرب، فالنفوذ والمصالح هي من تتحكم في العلاقات بين الطرفين.