بيروت: وصل عصر الخميس نحو ثمانية آلاف مقاتل من جبهة فتح الشام ولاجئ سوري تم اجلاؤهم من لبنان الى منطقة واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة والجهادية في وسط سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

في المقابل، وصل أسرى حزب الله الخمسة المحررين الى لبنان ليل الخميس حيث استقبلهم في بلدة القاع البقاعية الاف الأشخاص في احتفال رفعت خلاله رايات حزب الله الصفراء والاعلام اللبنانية وعلت فيه اناشيد خاصة بالحزب اللبناني، وفق ما افاد مصور لفرانس برس في المكان.

واكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس "انتهت العملية، اذ وصلت الدفعات الخمس من الحافلات التي تقل مقاتلين من جبهة فتح الشام ومدنيين الى منطقة واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حماة الشمالي الشرقي".

ودخلت حافلات المقاتلين واللاجئين الى مناطق سيطرة المعارضة على خمس دفعات متتالية بحيث سلمت جبهة فتح الشام مع كل دفعة اسيرا من حزب الله لديها، بحسب المرصد والاعلام الحربي.

وقال مصدر مقرب من حزب الله لفرانس برس ان جبهة فتح الشام كانت اسرت مقاتلي الحزب الخمسة خلال معارك سابقة في ريف حلب الجنوبي.

وافاد مصور فرانس برس في منطقة السعن في ريف حماه الشرقي عن عبور عشرات الحافلات التي تقل مقاتلين ملثمين مع اسلحتهم الخفيفة فضلا عن مدنيين بينهم نساء واطفال باتجاه مناطق سيطرة الفصائل المعارضة.

ومنطقة السعن هي آخر نقطة تابعة لقوات النظام السوري اجتازتها حافلات اولئك المقاتلين واللاجئين في طريقها نحو مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في سوريا.

وفي المنطقة الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة عند اطراف السعن، شاهد مراسل فرانس برس مقاتلين ومدنيين ينتقلون من الحافلات التي اقلتهم الى اخرى تابعة لمنظمات انسانية تعمل في مناطق سيطرة المعارضة، وآخرون يفترشون الطريق الترابية بانتظار دورهم.

ووزع متطوعون لدى المنظمات الانسانية المياه والطعام على المدنيين والمقاتلين الذين بدا عليهم التعب وسط انتشار كثيف لمقاتلي هيئة فتح الشام (تحالف فصائل اسلامية على رأسها جبهة فتح الشام)، التي فرضت طوقا امنيا على المكان.

ولفت المراسل الى اجراءات امنية مشددة رافقت عملية الافراج عن اسرى حزب الله.

وتمت الاربعاء عملية اجلاء 7777 شخصا، غالبيتهم مدنيون، من جرود بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا بموجب اتفاق لوقف اطلاق النار بين حزب الله اللبناني و"جبهة فتح الشام" في المنطقة، نص أيضا على تبادل جثامين، وعلى تسليم أسرى للحزب.

وبدأ حزب الله حملة عسكرية في الحادي والعشرين من تموز/يوليو على منطقة جرود عرسال حيث كانت تتمركز فصائل جهادية وفيها ايضا مخيمات غير رسمية لالاف السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم.

وبعد معارك تمكن خلالها من حصر مقاتلي جبهة فتح الشام في جيب صغير شرق عرسال، تم التوصل الى اتفاق الاجلاء الذي افرج بموجبه الاربعاء عن ثلاثة مقاتلين للحزب كان يحتجزهم الجهاديون في لبنان مقابل اطلاق سراح ثلاثة اشخاص كانوا في احد السجون اللبنانية.

كما جرى ايضا تبادل جثامين مقاتلين من الطرفين في اطار تنفيذ المرحلة الاولى من الاتفاق، فسلم حزب الله جثامين تسعة مقاتلين مقابل حصوله على رفات خمسة من مقاتليه.

وجرود عرسال عبارة عن منطقة جبلية وعرة فيها الكثير من التلال والوديان المتداخلة مع سوريا. 

وخاضت المجموعات الجهادية التي كانت في جرود عرسال في 2014 مواجهة دامية مع الجيش اللبناني داخل بلدة عرسال انتهت بإبعادها عن البلدة، لكنها خطفت معها عشرات الجنود اللبنانيين. ولا يزال تسعة منهم لدى تنظيم الدولة الاسلامية من دون توفر معلومات عن مصيرهم.

ولم يشارك الجيش اللبناني مباشرة في المعركة الاخيرة ضد جبهة فتح الشام.

يقاتل حزب الله منذ عام 2013 الى جانب قوات النظام في سوريا، في خطوة تثير انقساماً واسعاً في لبنان. لكن المعركة الاخيرة ووجهت بغض نظر من جانب خصومه السياسيين ولقيت نوعاً من التعاطف الشعبي، خشية شرائح واسعة من انتقال خطر الجهاديين من سوريا المجاورة.