مع أدائه اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثانية، وجد الرئيس الإيراني الثاني عشر حسن روحاني نفسه في مواجهة مع القوى الكبرى، محذرا من من المساس بالاتفاق النووي لطهران، داعيا إلى عدم الاصطفاف مع موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه الشأن الإيراني.

وأعلن روحاني في خطاب بعد أداء اليمين الدستورية، السبت، نيابة عن الشعب وبكل صراحة أن الجمهورية الإسلامية الإيرانبة لن تكون البادیة فی نقض خطة العمل المشترك الشاملة لكنها لن تقف مكتوفة الایدی امام اي نكث لها.
وأكد أن ايران حكومة وشعبا سترد بشكل موحد على أي نقض للاتفاق النووي من قبل الاطراف الاخرى، مشددا على ان من يمزق الاتفاق النووي سينهي ذلك حياته السياسية.

سياسة توازن

وأدى روحاني، 68 عاما، اليمين الدستورية بعد انتخابه لدورة رئاسية ثانية في حفل دعي لحضوره عدد كبير من الشخصيات والمسؤولين من مختلف أنحاء العالم. وقال إن سياسة حكومته سوف تعتمد على التوازن والتعامل البناء مع دول العالم ورفع مستوى التعاون مع الدول الصديقة.

ونوه الرئيس الايراني الى أن "نكث العهود من الجانب الأمبركي في الاتفاق النووي دليل على اعتياد هذه الحكومة على سياسات الحظر والتهديد". وأضاف "ليعلم هؤلاء الذین یریدون تمزیق خطة العمل المشترك الشاملة بأنهم سينهون بذلك حياتهم السياسية وأن العالم سوف لن ينسى نكثهم للعهد".

سندافع عن عبنا

وقال "نحن مستعدون دائما للدفاع عن شعبنا ولا نرى السلاح الوسيلة الوحيدة للدفاع. نحن ندعم قواتنا المسلحة لكن صوت الشعب هو اكبر سلاح نمتلكه". وتابع رئيس الحكومة الثانية عشرة أن إيران "لاتضع أی قیود امام التعاون مع أی من دول العالم وتمد ید الصداقة لبناء أفضل العلاقات مع دول الجوار".

واكد روحاني ان ايران لن تقف موقف المتفرج حيال اجراءات اميركا، مضيفا: لاشأن لنا بحديثي العهد بالسياسة ولكن نقول للسياسيين المخضرمين ان تمزيق الاتفاق النووي سينهي حياتهم السياسية، وسوف لن ينسى العالم نكثهم العهد هذا.

وقال: بامكاننا التوصل الى وجهة نظر مشتركة رغم جميع المشاكل، لافتا الى ان ايران تنتهج نفس السياسة الخارجية السابقة والتي تكمن في سياسة التعاطي الواسع والبناء والمتوازن مع جميع الدول، وان الارتقاء بمستوى التعاون مع الدول الصديقة امر ضروري لارتباطه بارساء الامن والسلام في المنطقة.

لا قيود 

واضاف الرئيس الإيراني أن بلاده لا ترى اية قيود امام التعاون مع اي دولة من دول العالم، قائلا: اننا نمد يد العون الى دول الجوار ونؤمن بأنه يمكن عبر هذا الطريق اهداء السلام والصداقة للعالم اجمع.

وأكد ان تسوية الازمات الاقليمية كأزمتي سوريا واليمن لن تكون ممكنة الا عبر انهاء الحرب واعمال العنف وايصال المساعدات للشعب ومحاربة التطرف وقبول الرأي الآخر في هذه الدول والمحادثات السورية - السورية واليمنية - اليمنية.

ومن جهته، صرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، بان ترمب يسعى لتقويض الاتفاق النووي على حساب ايران، منتقدا البيان الصادر عن الدول الاوروبية الثلاث واميركا ضد اطلاق ايران الصاروخ حامل الاقمار الصناعية "سيمرغ".

كلام ظريف

وخلال استقباله السبت في طهران مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فدريكا موغيريني، صرح ظريف بان الادارة الاميركية الجديدة تسعى كي لا تستفيد الجمهورية الاسلامية الايرانية من الاتفاق النووي، وهذا انتهاك للاتفاق "ان ترمب يسعى لتقويض الاتفاق النووي على حساب ايران وينبغي على اوروبا ان تكون حذرة في هذا الصدد".

واشار ظريف الى الاختبار الصاروخي الايراني واطلاق حامل القمر الصناعي "سيمرغ" الى الفضاء وعدم انتهاكه للقرار 2231 ، منتقدا البيان الاخير للدول الاوروبية الثلاث والذي صدر بالاشتراك مع اميركا، واعتبره تحركا في المسار الخاطئ.

منافع مشتركة

من جانبها عبّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي عن ارتياحها لزيارة ايران وحضور مراسم اداء القسم لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية وقالت ان المجتمع الدولي لديه منافع مشتركة مع ايران بخصوص الاتفاق النووي. الاتحاد الاوروبي يدعم هذا الاتفاق بحزم وهو موقف مشترك لجميع الدول الاوروبية.

وصرحت موغيرني بان مواقف الاتحاد الاوروبي واضحة بهذا الشان ونحن نسعى لجعل اميركا الى جانبنا في الاتفاق النووي. وأكدت على ضرورة تحلي الجميع بالحكمة واتخاذ الاجراءات المناسبة.

واكد الطرفان في اللقاء علي ضرورة تعزيز التعاون بين ايران والاتحاد الاوروبي في مختلف المجالات خاصة في المجالات الاقتصادية .

وتبادل الطرفان في اللقاء وجهات النظر حول القضايا المتعلقة بتنفيذ الاتفاق النووي والملفات الاقليمية خاصة الاوضاع في سوريا ومفاوضات استانه والتطورات في الخليج الفارسي والاوضاع في اليمن وأكدا على ضرورة متابعة الاوضاع المؤسفة في اليمن والبحرين والعراق ومكافحة الارهاب التكفيري.