الرباط: عبر عدنان رمال، أستاذ علم الأحياء و مدير أبحاث بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس عن سعادته بتوشيحه بوسام الكفاءة الفكرية بمناسبة الذكرى الـ18 لتولي الملك محمد السادس حكم البلاد . و قال رمال في اتصال مع"إيلاف المغرب":" انطباعي بشأن حصولي على الوسام الملكي هو ذاته الذي يمكن أن يشعر به أي مواطن مغربي يحب المغرب وملك البلاد، وينتظر الفرصة لكي يلتقي به ولو عن بعد في الشارع، ويلوح له بيديه، وحينما يستقبلني الملك محمد السادس و أحظى بالتوشيح الملكي، فهو بحد ذاته حلم يراود جميع المغاربة، حلم يتحقق".

وسام لكل الباحثين

وأشار رمال، الحائز على جائزة المخترع الأوروبي لسنة 2017 الى أنه يمثل من خلال هذا الوسام جميع أساتذة الجامعات بالمغرب، وعموم الطلبة والباحثين والعاملين في ميدان البحث العلمي على صعيد المملكة، ممن يساهمون بشكل كبير في تنمية المغرب.

وحول ما إذا كان يتوقع أن يتم توشيحه من طرف الملك، خاصة بعد نيله لجائزة عالمية، أضاف رمال قائلا"بعد مرور 24 ساعة على حصولي على جائزة المخترع الأوروبي بإيطاليا، توصلت برسالة تهنئة من طرف الملك محمد السادس، وكانت نادرة، و حينما يشرف عاهل البلاد أي مواطن برسالة على مجهوده، لا شك أن التوشيح يكون متوقعا".

دور الوزارة الوصية

وبشأن دور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في النهوض بالمجال وتوفير الظروف الملائمة لاشتغال الأساتذة والباحثين المغاربة، اعتبر رمال أن البحث العلمي ليس منوطا فقط بالوزارة الوصية على القطاع، والتي ليست بمفردها مسؤولة عن تطويره، وإنما هو نشاط يستوجب تدخل جميع الوزارات، بما فيها المالية والصحة والأوقاف وغيرها، والتي تحتاج له بشكل واضح.

وأضاف "من المفروض ألا يكون حكرا على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فهو نواة أساسية تفرض تدخل مختلف الفاعلين والمؤسسات من الناحية المادية و كذا بإنتاج الأفكار لدعمه، وحتى يكون بمقدورنا العمل على أبحاث علمية فعالة ومجدية على الصعيد الدولي، والجائزة التي حصلت عليها اخيرا على مستوى إفريقيا وأوروبا تثبت بشكل ملموس تفوقنا على جامعات وشركات عالمية كبرى لها وزنها وثقلها ولديها إمكانيات مادية أكبر مما نتوفر عليها، لكن ذلك لم يمنع أن نسجل نجاحا وتفوقا باهرا عليهم في ظل محدودية الإمكانيات".

وزاد رمال قائلا " تجدر الإشارة الى ان البحث العلمي يتناول مشاكل عالمية عويصة تهدد صحة البشر في مختلف أنحاء العالم، وهنا أتذكر ما قاله لي القيمون على جائزة المبتكر الاوروبي أثناء تسلمي لها، حينما اعتبروا أنني ساهمت في حل مشكل كبير بطريقة بسيطة وغير مكلفة".

عمل مستمر

وتمكن رمال، أستاذ علم الأحياء المغربي من تطوير طريقة جديدة لتقوية المضادات الحيوية، عبر استعمال زيوت طبيعية، دون تسببها في آثار جانبية أو المساهمة في تراكم المقاومة للمضادات.

وحول المدة الزمنية التي استغرقها إنجاز هذا الابتكار العلمي، قال رمال في تصريح سابق لـ"إيلاف المغرب":"اشتغلنا منذ سنة 1988 أي لحوالي 29 سنة، وحصلنا على النتائج في نهاية التسعينات، لنبقيها سرية بغية إيجاد من يمولنا لوضع براءة الاختراع، إلى أن ساهم أحد المهاجرين المغاربة بسنغافورة، ويدعى محمد رضا الشامي، لتتاح لنا سنة 2005 وضع هذه البراءة، واستطعنا في نهاية 2015 إجراء أول اختباراته السريرية على مرضى التهابات المسالك البولية بمساعدة مختبرات "سوطيما" المغربية، التي وافقت على استثمار تحويل العنصر النشط الذي اكتشفناه إلى إنتاج أول دواء 100% مغربي".

وحصل رمال على الجائزة الأولى للابتكار الإفريقية لعام 2015 عن اختراعه لمكملة طبيعية للثروة الحيوانية، التي يتم إنتاجها أيضاً من الزيوت الأساسية (تحل أيضاً محل المضادات الحيوية و يعتبر استعمالها في علف الحيوانات مضرا بالصحة)، والتي تميزت بمشاركة 925 متنافساً يمثلون أفارقة أوروبا وأميركا.