الرباط: عاد عبد الإله ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي، إلى تحميل "التماسيح والعفاريت" مسؤولية عرقلة الإصلاحات ، وعرقلة تشكيل حكومته الثانية، وتساءل :لماذا لم يفتح تحقيق حول سبب (بلوكاج) عرقلة تشكيل حكومته، رغم ما نتج عن ذلك من تعطيل للأوراش التنموية ولمصالح المواطنين لعدة شهور. كما طالب بفتح تحقيق حول المسيرة المناهضة لابن كيران والتي نظمت في الدار البيضاء خلال الأيام الأخيرة من حكومته، وأسابيع قبل انتخابات أكتوبر التشريعية.

وتساءل ابن كيران، الذي كان يتحدث مساء الأحد في الملتقى ال 13 للتنظيم الشبابي لحزبه في فاس، عن من يكون المسؤول على جعل باقي الأحزاب تصر على ضرورة إشراك حزب الإتحاد الإشتراكي في حكومته رغم رفضه لذلك، وعن فرض إقصاء حزب الإستقلال الذي وصفه بأنه أقرب الأحزاب إلى "العدالة والتنمية"، إضافة إلى فرض منح رئاسة مجلس النواب لحزب الاتحاد الإشتراكي، معتبرا أن إسناد رئاسة مجلس النواب لحزب حصل على 19 مقعدا فقط أمر غير طبيعي. وأضاف ابن كيران أن حزب العدالة والتنمية تنازل وقبل الاستمرار في الحكومة حتى لا تضيع الإصلاحات، في إشارة إلى تولي سعد الدين العثماني، الرجل الثاني في الحزب، مهمة تشكيل الحكومة خلفا له، وقبوله بشروط باقي الأحزاب بما فيها إشراك حزب الإتحاد الإشتراكي في الحكومة.

ودعا ابن كيران إلى ضرورة منح الأحزاب المغربية حريتها واستقلاليتها لكي تتمكن من أن تلعب دورها، مطالبا بالتوقف عن التدخل في شؤونها. كما دعا الأحزاب المغربية إلى إصلاح نفسها من الداخل. وقال ابن كيران "يجب مراجعة أنفسنا، وإذا اقتضى الأمر أن نراجع الدستور لنعرف من يتكلم مع من".

وجاء خطاب ابن كيران كتفاعل مع مجموعة من القضايا التي اثارها خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد الجلوس، والذي وجه فيه انتقادات شديدة اللهجة للأحزاب المغربية. وحاول ابن كيران الدفاع عن حزبه، بيد أنه أشار إلى أن حزب العدالة والتنمية معني بالمؤاخذات التي أبداها الملك ، وأنه يقبلها منه ويأخذها بإيجابية، موضحا أن ملك المغرب ليس رئيسا جاءت به الإنتخابات، بل إنه يتولى هذا المنصب بناءا على البييعة والتاريخ والدين باعتباره أميرا للمؤمنين . وأضاف "المغرب إما أن يكون بالملكية أو لا يكون".

وقال ابن كيران إنه ليس من المعقول أن توضع جميع الأحزاب في نفس المستوى، مذكرا بمواقف حزبه، خصوصا خلال الربيع العربي. وأشار إلى أن حزبه لم تصنعه الإدارة أو جهات أجنبية ، وأنه لم يتلق دعما ماليا من أحد. كما أشار إلى أن حزب العدالة والتنمية لا يزال يتعرض للمؤامرات التي لم تتوقف منذ إنشائه، والتي تهدف إلى إضعافه، من طرف "خصوم ظاهرين ومستترين"، والذين وصفهم ب"التماسيح والعفاريت". وأشار إلى أنهم تارة يحاولون إظهاره بمظهر عدو للحريات والديمقراطية، وتارة أخرى كعدو للمرأة والمجتمع. وقال "ياليتني كنت مخطئا ولم يكن في بلادنا لا عفاريت ولا تماسيح، بل أن هناك أنواع أخرى".

وناشد ابن كيران الملك التدخل لإيجاد حل للأوضاع في الحسيمة، التي عرفت سلسلة من الاحتجاجات على مدى الأشهر التسعة الماضية. وقال "أطلب من الملك بصلاحياته وإمكانياته أن يضع حدا لما يجري في الحسيمة". مضيفا أن المغاربة عندما يعجزون يرجعون إلى الملك.

وتساءل ابن كيران ماذا كان سيحصل لو أن حزبه هو الذي كان يتولى رئاسة أغلب البلديات في الحسيمة ماذا كان سيحصل له.

وحول الخلافات الداخلية التي تعصف بالحزب منذ إعفاء ابن كيران من مهمة تشكيل الحكومة وتكليف زميله في الحزب سعد الدين العثماني، اكتفى ابن كيران بالاشارة إلى أنه يحضر إلى ملتقى شباب الحزب رفقة العثماني ، مشيرا إلى أن في ذلك رسالة واضحة.

من جانبه، أكد العثماني أن حكومته استمرار لحكومة ابن كيران، وأنها ملتزمة بمواصلة تنفيذ الإصلاحات التي بدأها سلفه، كما أنها ستطلق إصلاحات جديدة. وبدوره ، تحدث العثماني عن "التماسيح والعفاريت" التي تعرقل الإصلاحات، وعن المشوشين والضاغطين. وكمثال على ذلك ، أشار إلى أن تعديل قانون التغطية الصحية لتشمل الوالدين لا يزال معرقلا في البرلمان مند زهاء 20 شهرا. وقال إن الأمر يتعلق بإضافة سطر إلى القانون والتصويت عليه ويمكن أن يتم في ساعة، غير أنه لا يفهم سبب عرقلته كل هذا الوقت.

ووعد العثماني بأنه سيقدم قريبا حصيلة جد مشرفة للمائة يوم الأولى من حكومته.