«إيلاف» من دبي: عجت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر وفيس بوك وانستغرام" في دولة الامارات العربية المتحدة بالتعليقات وتفاعلت بقوة وبشكل منقطع النظير مع إعلان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، عام 2018 والذي يصادف الذكرى المئوية لمولد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليكون مناسبة وطنية إماراتية تحت شعار "عام زايد". وغرد التويتريون وكتب الفيسبكيون والانستغراميون كلمات الوفاء والمحبة والثناء والشكر والفخر لدور ومواقف الشيخ زايد واستذكروا مواقفه النبيلة وأقواله المأثورة، واحتفت الامارات على كافة المستويات شعبيا ورسميا بكون عام 2018 عام زايد.

وثمّن الشيوخ والوزراء والمسؤولون والمواطنون اختيار 2018 عام زايد، لافتين إلى أن القرار يحمل رسالة جوهرها العرفان والوفاء لمسيرة خير ونماء، أرسى ركائزها القائد المؤسس الذي أسس دولة شامخة قوية البنيان.

وأجمع الاماراتيون شيوخاً ومسؤولين ومواطنين على أن إرث الشيخ زايد الإنساني والقيادي هو ملك لأبناء الإمارات وللبشرية جمعاء، وان عام زايد مبادرة سامية لوضع هذا الإرث في إطاره المؤسسي ليبقى تاريخاً خالداً في ذاكرة الشعوب.

إرث الشيخ زايد الإنساني والقيادي هو ملك لأبناء الإمارات وللبشرية جمعاء

 

قصة نجاح خالدة

وقال مغردون إن مسيرة زايد تعتبر قصة نجاح خالدة وتجربة فريدة لقائد استثنائي يجب أن تنقل من جيل إلى آخر لتكون دافعا لكل أبناء الامارات حتى يحافظوا على منجزات الإمارات وتقدمها ورفعتها.

وأضافوا ان عام زايد هو تخليد لصاحب مشروع نهضة متفردة، وسجل حافل من الإنجازات التي غيرت وجه الإمارات ووضعت خارطة طريق لمستقبل شعبها.

صياغة مبادرات وبرامج مستقبلية تجسد إرث الراحل

 

مبادرات وبرامج مستقبلية

وقد أعلن في الإمارات عن اعتماد عام 2018 "عام زايد" بمناسبة ذكرى مرور مائة سنة على ميلاد الرئيس الإماراتي الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتزامنا مع ذكرى يوم جلوسه في 6 أغسطس 1966 عندما تولى مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي. وذلك من اجل إبراز دوره في تأسيس وبناء ونهضة الدولة إلى جانب إنجازاته إقليميا وعالميا، وتجسيد مكانته الاستثنائية والفريدة محليا وعربيا ودوليا.

ودعا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى صياغة مبادرات وبرامج مستقبلية تجسد إرث الراحل الشيخ زايد في تأسيس الدولة ووضع وترسيخ أسس نهضتها الحديثة وإنجازاتها على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

كما دعا الشيخ خليفة إلى "جعل عام 2018 عاما زاخرا بالمنجزات وصياغة المبادرات والفعاليات والبرامج التي تجسد أهمية هذه الشخصية التاريخية الكبيرة وتحاكي مضمونه وتبرز الدور الريادي للراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في وضع الدولة على خارطة العالمية بفضل قيادته وحكمته وحنكته ورؤيته وحسن تدبيره."

ويهدف إعلان عام 2018 "عام زايد" إلى تعزيز مكانة الشيخ زايد بوصفه رمزا للوطنية وحب الوطن وتخليد إرثه عبر مشروعات ومبادرات مستقبلية تتوافق مع رؤيته وقيمه.

وسيمثل عام 2018 تخليدا لشخصية الشيخ زايد التاريخية ومبادئه وقيمه عالميا كمثال لواحد من أعظم الشخصيات القيادية في العالم ومن أكثرها إلهاما في صبره وحكمته ورؤيته.

مئوية زايد هي مئوية وطن

 

محمد بن راشد: مئوية زايد هي مئوية وطن

ووجَّه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بالبدء في وضع إطار عمل شامل لتفعيل مبادرة «عام زايد»، وإيجاد الآليات التنفيذية لتحقيق أهدافها النبيلة، والعمل على وضع أجندة متكاملة لترسيخ قيم زايد ورؤيته في عمل جميع المؤسسات الاتحادية والمحلية.

وأضاف أن «مئوية زايد هي مئوية وطن، ولد زايد وولد حلم الإمارات معه، واليوم تعيش الإمارات حلم زايد الذي تحقق». مشيراً إلى أن الشيخ زايد بن سلطان استطاع أن يتجاوز التحديات التي واجهته كافة، وأن يرسم لنفسه مساراً واضحاً منذ البداية نحو التطوُّر والتقدُّم، بعيداً عن الشعارات البرَّاقة، مستلهِماً فلسفة المدرسة التي وضع أسسها في الحكم والإدارة والقيادة، التي لا تعرف المستحيل، وتؤمن بأن العمل الجاد والمخلص والثقة بالنفس والإيمان بقدرات أبناء الوطن، هي السبيل الحقيقي نحو التفوق وتحقيق الريادة إقليمياً وعالمياً."

وأشار ابن راشد إلى أن الوالد زايد كرّس حياته خدمة لوطنه ورفعته وتقدمه، ولم تنل التحديات والصعوبات من عزيمته وإرادته الحية؛ بل كانت المحرك الأساسي له، للمضي قدماً مدفوعاً بإرادة صلبة وثوابت راسخة ليشق بها طريقاً واضح المعالم، مهد لنا من خلاله إرساء دعائم التقدم، عبر مواصلة حصد المكتسبات والمنجزات الفكرية والحضارية والاقتصادية والثقافية، مع الالتزام بنهج أصيل لعاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا الإماراتية الراسخة.

 وقال «نحتفي بمرور 100 عام، كانت شاهدة على ولادة واحد من أعظم الرجال وأنبلهم، قامة كبيرة بحجم زايد، أعطت وبذلت وأفنت عمرها من أجل حاضر وطنها ومستقبله».

وأضاف «نستلهم من مدرسة زايد في القيادة والإدارة قيمة العمل من أجل المستقبل؛ فإذا كان، رحمه الله، وضع اللبنات القوية لدولة الاتحاد التي ينعم الجميع بثمارها وحصادها الطيب الآن، على المستويات كافة، فإننا نواصل نهجه الطيب، ونتطلَّع بكل تفاؤل إلى المستقبل ولهذا أطلقنا مئوية الإمارات 2071، التي تشكل برنامج عمل حكومياً شاملاً وموسَّعاً، يتضمن وضع استراتيجية وطنية لتعزيز سمعة الدولة وقوتها الناعمة، وضمان وجود مصادر متنوعة للإيرادات الحكومية بعيداً عن النفط، فضلاً عن الاستثمار في التعليم الذي يركز على التكنولوجيا المتقدمة، وبناء منظومة قيم أخلاقية إماراتية في أجيال المستقبل، ورفع مستوى الإنتاجية في الاقتصاد الوطني، وتعزيز التماسك المجتمعي".

الشيخ زايد يمثل نموذجاً للقيادة الطموحة التي تملك القدرة على مواجهة التحديات

 

محمد بن زايد: لا فائدة للمال من دون الرجال

من جهته أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن "عام زايد مناسبة للاحتفاء بإنجازات الراحل الشيخ زايد، وأثرها المستقبلي فقد استطاعت دولة الإمارات أن ترتقي في عهده إلى مصافِّ الدول المتقدمة، وأن تشهد معدلات تنمية كبيرة على المستويات كافة، ويتحول المواطن الإماراتي إلى أهم عنصر من عناصر التنمية لأن الهدف الرئيسي الذي كان يعمل من أجله الشيخ زايد، هو الاستثمار في بناء الإنسان الإماراتي، والإيمان بمقدرته على المشاركة بفاعلية في بناء الوطن ونهضته الشاملة فقد كان يؤكد دوماً أن الإنسان هو العنصر الأساسي لكل تقدم، وأن أثمن ثروة لهذا البلد هي الإنسان الذي يجب أن نعتني به كل العناية، ونوفر له كل الرعاية فلا فائدة للمال من دون الرجال، وهذه هي الفلسفة التي تنطلق منها عملية التنمية الشاملة والمستدامة في دولة الإمارات".

وأشار ابن زايد إلى أن "الشيخ زايد يمثل نموذجاً للقيادة الطموحة التي تملك القدرة على مواجهة التحديات، وأخذ زمام المبادرة لما فيه مصلحة شعبها وتعزيز أمنه واستقراره، فقد صاغ بحكمته وبعد نظره الأسس والثوابت التي مكنت دولة الاتحاد من النمو والتطور فقد كان يؤمن إيماناً عميقاً بقيمة الوحدة، ويعدُّها الخيار الوحيد، ليس لمواجهة أي تحديات أو مخاطر فقط؛ وإنما بوصفها الأساس لاستقرار الدولة ونمائها ولهذا استطاعت دولة الاتحاد الفتية أن تقدِّم نموذجاً للتجارب الوحدوية الناجحة في عصرنا الحديث."

عمل زايد بكل جهد فجمع في شخصيته كل صفات القيادة وأدرك التقاليد القبلية

 

زايد.. القائد المؤسس

ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1918 في مدينة ابوظبي في القلعة الداخلية لقصر الحصن ، وهو أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد سمي على اسم جده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان والذي حكم إمارة أبوظبي منذ عام 1855 وحتى عام 1909 ، وقد شغف زايد بمعرفة وقائع وتاريخ المنطقة في شبه الجزيرة العربية وأحب الشعر الذي كان أقرب في حكمته ومغزاه إلى ذاته، وتعلم في الصحراء الشجاعة والفروسية.

انعكست نشأته في مدينة العين ومحيطها الصحراوي عليه لتشكل منه شخصية مرموقة تتسم بالانشراح وسعة الصدر ونفاذ البصيرة والحكمة.

عمل زايد بكل جهد فجمع في شخصيته كل صفات القيادة وأدرك التقاليد القبلية وأصول حل الخلافات الناشئة بين الأطراف المختلفة فيما بينهما، وأيقن بحكمته المعروفة أن التنافس سيبقى هاجس جميع القبائل، وان النزاعات الناجمة عن ذلك لن تنتهي حتى يتغير المحيط والوضع العام.

تولى الشيخ زايد حكم العين عام 1946 ولم تكن ندرة الماء والمال وقلة الإمكانيات حجر عثرة أمام تطوير مدينة العين، وبفضل تلك التوجهات فقد افتتحت في عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم المدرسة النهيانية كما تم إنشاء أول سوق تجاري وشبكة طرق ومشفى طبي ، ولعل أبرز ما تحقق في تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين القرار الذي أصدره الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقاضي بإعادة النظر في ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوفرة للجميع بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية. 

و تولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966 وتم انتخابه رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971.

والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد بدأت اتحادا بين إمارتي أبوظبي ودبي، ثم لبّت بقية الإمارات دعوة الوحدة في 2 ديسمبر 1971.

 وتوفي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) في 2 نوفمبر 2004 ليخلفه ابنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكماً لإمارة أبوظبي، ويقع ضريح المغفور له بإذن الله تعالى ، بجوار الجامع الكبير في الجانب الشمالي منه.

تم انتخابه رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971