«إيلاف» من واشنطن: أحدث إعلان كوريا الشمالية مساء الثلاثاء، "إنها تختبر عملية عسكرية لضرب أراض أميركية بصواريخ بالستية" ضجة واسعة في الولايات المتحدة التي قال أكثر من ثلثثي مواطنيها في استطلاع أجري أمس أنهم يعتبرون بيونغ يانغ تشكل تهديداً خطيراً على بلادهم.

في وقت رد الرئيس الأميركي دونالد ترمب على هذه التهديدات بالقول في تصريحات صحافية من ولاية نيوجرسي حيث يقضي إجازة الصيف، "إن (بيونغ يانغ) ستواجه بنار وغضب لم يره العالم من قبل"، فيما رفُعت حالة التأهب في القواعد العسكرية الأميركية في ولاية هاواوي وجزيرة غوام في المحيط الهادي.

وكانت وكالة الأنباء كوريا الشمالية، قالت صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي، إن جيش البلاد يختبر "عملية عسكرية محتملة لضرب أهداف أميركية بصواريخ باليستية"، وأشار بالتحديد إلى قاعدة أندرسون في جزيرة غوام الأميركية الواقعة في المحيط الهادي.

وانتقد جيمس كليبر رئيس الاستخبارات الوطنية الأميركية خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما في مقابلة الثلاثاء مع محطة السي إن إن "لغة التهديد التي يستخدمها قائد بلادنا (ترمب) تجاه كوريا الشمالية، لأنها تزيد الأزمة".

وحذر كليبر وزير خارجية بلاده ريكس تليرسون "من استخدام خطاب استفزازي ضد بيونغ يانغ، مثل القول بضرورة تغيير النظام الحاكم هناك".

وتزامنت هذه التهديدات المتبادلة، مع وصول دانييل جان مستشار الامن القومي والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء الكندى جوستين ترودو إلى بيونغ يانغ، في محاولة على ما يبدو لإطلاق سراح كاهن كندي لكن أصوله من كوريا الشمالية، يقضي عقوبة السجن مدى الحياة بسبب "جرائمه ضد حكومة بلده الأصلي".

 لكن وسائل إعلام أخرى رجحت أن تركز المحادثات في هذه الزيارة النادرة، على محاولة تخفيف التوتر المتصاعد بين الغرب من جهة وخصوصاً الولايات المتحدة وكوريا الشمالية من جهة أخرى.

وقالت محطة السي إن إن في تحليل للقدرات العسكرية لكوريا الشمالية، إن صواريخ بيونغ يانغ تطويرها بشكل كبير خلال السنوات العشر الأخيرة حتى باتت تستطيع الوصول إلى النصف الغربي من البلاد بالكامل، حيث يسكن غالبية الأميركيين، بما في ذلك مدن رئيسية مثل لوس أنجليس وسان فرانسيسكو.

ونشرت المحطة نتائج استطلاع أجرته أمس كشف أن 62 بالمئة من الأميركيين يعتقدون أن كوريا الشمالية تشكل تهديداً خطيراً على بلادهم، بعدما كان 48 بالمئة منهم فقط يرون هذا في مارس الماضي.

وكان رئيس سابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية وعضو كونغرس حذرا في مقالة نُشرت في مارس الماضي، من أن كوريا الشمالية قادرة على قتل 90 بالمئة من المواطنين الأميركيين، عبر استهداف أراضي الولايات المتحدة بأسلحة نووية.

ولاحظ جيمس ولسي، رئيس "السي آي أيه" بين عامي 1993و1995، وبيتر بري عضو لجنة تقييم التهديدات، التي تواجه الولايات المتحدة في الكونغرس، في المقالة التي نشرتها مواقع إخبارية أميركية، بينها ذا هيل، أن "بعض المسؤولين ووسائل الإعلام الرئيسية يعتقدون أن كوريا الشمالية غير قادرة على تنفيذ تهديداتها المستمرة التي توجهها لأميركا، ولا يتعاملون معها بجدية".