الرباط: أرخى إعلان وفاة عماد العتابي، المصاب في مظاهرة 20 يوليو الماضي بالحسيمة، أول من أمس بالمستشفى العسكري بالرباط، بظلاله على متطقة الحسيمة ، التي عرفت في الأيام الأخيرة بعض الهدوء بعد سلسلة من الاحتجاجات تواصلت مند مقتل بائع السمك محسن فكري مطحونا في حافلة لتدوير النفايات في أكتوبر الماضي.

وكان العتابي قد نقل إلى المستشفى العسكري في الرباط متأثرا بجروح بليغة في الرأس على إثر المواجهات التي عرفتها الحسيمة يوم 20 يوليو بين المتظاهرين وقوات الأمن، إذ أعلنت الحكومة عن منع المظاهرة فيما أصر نشطاء على تنظيمها. 

وأشار بيان النيابة العامة الذي أعلن وفاة العتابي أول من أمس إلى أن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالحسيمة سبق له "أن كلف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية الكائن مقرها بالدار البيضاء بإجراء بحث معمق حول الواقعة المذكورة من أجل الكشف عن حقيقة الحدث وأسبابه وتحديد المسؤوليات عنه لترتيب الآثار القانونية على ذلك"، وأضاف البيان "أن الأبحاث لا تزال متواصلة تحت إشراف النيابة العامة ، وأنها ستذهب إلى أبعد مدى، وفور انتهائها سيتم ترتيب الآثار القانونية عليها وإخبار الرأي العام بالنتائج التي تم التوصل إليها".

في غضون ذلك ، أعلن نشطاء في شبكات التواصل الإجتماعي عزمهم على تحويل مراسيم دفنه إلى مسيرة احتجاجية، محملين الحكومة والأجهزة الأمنية مسؤولية وفاته. وتداول النشطاء أن العتابي سيدفن في مقبرة قريته إغر أزواغ في ضاحية الحسيمة، فيما تحفظت عائلته في إعلان موعد ومكان دفنه. وصرح المحامي عبد الصادق البوشتاوي أن "لجنة الأطباء التي قامت بتشريح جثة العتابي بصدد إعداد تقرير التشريح الطبي الذي سيسلم للوكيل العام بالحسيمة"، مشيرا إلى أن عائلة العتابي ستقرر في مسألة الدفن بعد الإطلاع على تقرير التشريح. ونقال البوشتاوي عن محمد العتابي، شقيق المتوفي قوله "أنه لم يتم تحديد وقت إجراء مراسيم الدفن ومكانه"، وأن هذا القرار سيتخذ بحضور جميع أفراد العائلة.

وكانت جثة العتابي قد نقلت بعد ظهر أمس من الرباط إلى الحسيمة على متن طائرة مروحية، وجرى إيداعها في مستودع الأموات بالمستشفى المدني في انتظار تسليمها لعائلته.

وفي مدينة فاس ، صادف إعلان وفاة العتابي لقاءا مع مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان والقيادي البارز في حزب العدالة والتنمية ، على هامش مؤتمر التنظيم الشبابي للحزب. ورفع الشباب المشاركين في المؤتمر شعارات تندد بوفاة العتابي وتحمل المسؤولية للدولة. وفي تعليقه على الحادث، عبر الرميد عن تألمه لوفاة العتابي، وقال "اليوم نحن أمام موضوع حساس، فيه الرأي والرأي الآخر"، مشيرا إلى أن وفاة العتابي جاءت "في سياق حراك اجتماعي بالحسيمة".