نيروبي: دعت المعارضة الكينية في مؤتمر صحافي في نيروبي الخميس اللجنة الانتخابية الى اعلان "فوز" مرشحها للانتخابات الرئاسية رايلا اودينغا، مؤكدة انها تستند في ذلك الى نتائج تشير الى حصوله على ثمانية ملايين صوت مقابل 7,75 ملايين للرئيس المنتهية ولايته اوهورو كينياتا.

وكانت ارقام غير نهائية اشارت الى تقدم الرئيس المنتهية ولايته اوهورو كينياتا بفارق كبير عن خصومه، في نتائج رفضها اودينغا الذي حضر المؤتمر الصحافي لكنه لم يدل باي تصريح.

وقال الرجل الثالث في تحالف المعارضة موساليا مودافادي انه استنادا الى نتائج تم الحصول عليها من "مصادر سرية في اللجنة الانتخابية (...) نطالب رئيس اللجنة باعلان رايلا امولو اودينغا رئيسا منتخبا لجمهورية كينيا".

واكد مودافادي انه يستند الى نتائج متوفرة في قاعدة بيانات اللجنة الانتخابية، موضحا ان رايلا اودينغا حصل على اكثر بقليل من ثمانية ملايين صوت، مقابل 7,75 ملايين للرئيس المنتهية ولايته.

وتتناقض هذه الارقام مع نتائج موقتة نشرتها اللجنة على موقعها الالكتروني وتشير الى ان كينياتا حصل على 54,24 بالمئة من الاصوات، مقابل 44,88 بالمئة لاودينغا بعد فرز 14,9 مليون صوت في حوالى 98 بالمئة من مراكز الاقتراع.

وبينما ينتظر الكينيون الخميس بفارغ الصبر وبعض القلق الاعلان الرسمي عن الفائز في الانتخابات الرئاسية، دعت بعثات المراقبة الدولية الى التحلي بالصبر حتى انتهاء عمل اللجنة الانتخابية التي اعلنت ان النتائج الكاملة للاقتراع بحلول ظهر الجمعة.

وقال وافولا شيبوكاتي رئيس اللجنة "نتوقع ان تصل نتائج كل موظفينا للانتخابات الرئاسية الى المركز الوطني لفرز الاصوات بحلول ظهر غد" الجمعة.

ويجري فرز الاصوات على مستوى 290 دائرة وتنقل النتيجة بعد ذلك الى المركز الوطني للجنة الانتخابية.

من جهتها، قالت الخارجية الاميركية في بيان الخميس "نحض جميع الاطراف وانصارهم على انتظار الاعلان الرسمي للنتائج في شكل سلمي"، داعية اللجنة الانتخابية الى "ان تستمر في التواصل مع الجمهور".

واضافت "اذا كان المرشحون يرفضون النتائج فمن المهم ان يقوموا بذلك عبر القناة الدستورية وليس عبر التهديدات او اعمال العنف".

ومنذ اليوم التالي للانتخابات الثلاثاء، اندلعت اعمال عنف متفرقة في عدد كبير من معاقل المعارضة في غرب البلاد وفي مدن الصفيح في نيروبي، حيث تعتبر الخيبات الانتخابية مألوفة وغالبا ما تترافق مع توترات.

وقتل اربعة اشخاص في حادثين منفصلين مرتبطين بالانتخابات.

واعادت هذه الحوادث الى الاذهان ذكرى اعمال العنف التي تلت انتخابات 2007-2008، وهي الاسوأ منذ الاستقلال في 1963. وقد اسفرت عن سقوط 1100 قتيل على الاقل واكثر من 600 الف مهجر، واحدثت صدمة في البلد الذي كان يعتبر حتى ذلك الحين مستقرا.

لكن وبينما نشر 150 الف رجل امن في البلاد، لم يسجل اي حادث ليل الاربعاء الخميس او صباح الخميس. 

وكتبت صحيفة "دايلي مايشن" اليومية في افتتاحيتها "نحن من جديد على تقاطع طرق". واضافت ان "الامة باتت على حافة الهاوية، وسط توازن ضعيف. والخلاف حول نتائج الانتخابات يولد القلق الذي لا طائل منه".

وباتت الانظار تتجه نحو اللجنة الانتخابية الهيئة المستقلة المكلفة ضمان نزاهة الانتخابات، لكن المعارضة دأبت على اتهامها بالانحياز خلال الحملة.

"امنحوا اللجنة الانتخابية بعض الوقت"

لم تحدد اللجنة الانتخابية موعدا لاعلان الفائز. لكنها ملزمة قانونيا ان تفعل ذلك في موعد اقصاه سبعة ايام بعد الانتخابات.

واحتج تحالف المعارضة على النتائج غير النهائية التي قدمتها اللجنة الانتخابية، موضحا انه كان يتعين مقارنتها بالمحاضر قبل نشرها.

ووجه ايضا اتهاما بالغ الجدية بتأكيده ان قراصنة تسللوا الى المنظومة المعلوماتية للجنة الانتخابية، بفضل رموز كان يستخدمها المسؤول عن تكنولوجيا المعلومات الذي اغتيل اواخر تموز/يوليو، و"تلاعبوا" بالنتائج لمصلحة كينياتا.

وندد رايلا اودينغا (72 عاما)، الذي يخوض الانتخابات الرئاسية للمرة الرابعة، ب"عملية تزوير بالغة الخطورة". وقال "لم تجر انتخابات".

ونفت اللجنة الانتخابية هذه المعلومات مساء الاربعاء. وأكد مديرها التنفيذي إيزرا شيلوبا ان "منظومتنا التي نستخدمها لادارة الانتخابات آمنة. لم يحصل في اي وقت اي تدخل داخلي او خارجي في منظومتنا".

وحصلت اللجنة الانتخابية على دعم بعثات المراقبين الدوليين الذين اشادوا جميعا بادارتها للاقتراع.

وقال رئيس بعثة الاتحاد الافريقي رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي ان "الانتخابات كانت سلمية" و"احترمت المعايير التي وضعتها كينيا والاتحاد الاوروبي لاجراء انتخابات ديموقراطية".

اما النائبة الاوروبية ماريتيي شاكي التي تترأس بعثة الاتحد الاوروبي فقد صرحت "يجب منح اللجنة الانتخابية الوقت لانجاز مهمتها"، داعية الكينيين الى ان يكونوا "هادئين" و"مسالمين".

وفي هذا الاطار المتوتر، دعا وزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري الذي يرأس مهمة مراقبة انتخابية لمنظمة كارتر سنتر غير الحكومية، المسؤولين الحكوميين الاربعاء الى "تحمل مسؤولياتهم".

وعلى الرغم من قوله "انه لا يسيطر على الشعب" ودعا حتى الان الى الهدوء، سيضطلع رايلا اودينغا بدور اساسي للحؤول دون تدهور الوضع، وسيتم الاستماع بعناية الى تصريحاته في اطار اتنيته ليو، في بلد يجرى فيه التركيز اثناء الانتخابات على المشاعر الاتنية.

وفي 2007، رفض اعادة انتخاب مواي كيباكي خلال انتخابات شهدت عددا كبيرا من عمليات التزوير، كما ذكرت مهمات المراقبة الانتخابية. وغرقت كينيا طوال شهرين في اعمال عنف سياسية-اتنية وعمليات قمع قامت بها الشرطة. وفي 2013، احتج ايضا على هزيمته ولجأ الى القضاء الذي لم يحكم لمصلحته.