الإسكندرية: قُتل 37 شخصاً على الأقلّ جرّاء تصادم قطارين الجمعة في الاسكندرية بشمال مصر، وفق ما أعلنت وزارة الصحة المصريّة.

وأوضحت الوزارة في بيان أنّ 123 آخرين أصيبوا كذلك في الحادث عند المدخل الشرقي للاسكندريّة بين قطارين احدهما كان آتيا من القاهرة والآخر كان في طريقه من بورسعيد إلى الاسكندرية.

وليل الجمعة، أفادت وسائل إعلام مصريّة بأنّ حصيلة القتلى مرشّحة للارتفاع.

من جهته، قال التلفزيون الرسمي المصري في ساعة متأخّرة الجمعة، إنّ حصيلة الضحايا بلغت 49 قتيلاً وأكثر من 120 جريحاً. غير أنه لم يتسنّ لوكالة فرانس برس التأكّد من هذه الحصيلة من مصدر رسمي في وزارة الصحّة.

ونقل التلفزيون الرسمي عن مصدر في هيئة السكك الحديد قوله إنّ الحادث نجم من "عطل فنّي وقع بأحد القطارَين" أدّى إلى توقفه واصطدام القطار الثاني به من الخلف.

وأكّدت وزارة الصحّة في بيانها "نقل حالات الوفاة والمصابين بمشاركة 75 سيّارة إسعاف" إلى أكثر من مشرحة ومستشفيات عدّة في الاسكندرية.

وأوضحت الوزارة أنّ درجة الاستعداد رفِعَت إلى الدرجة القصوى في كلّ مستشفيات المدينة.

وأظهرت لقطات بثّها التلفزيون الرسمي أحدَ القطارَين وقد انقلب جزء منه وخرجت إحدى عرباته عن السكك الحديد.

وأظهرت الصوَر أيضاً فرق الإنقاذ تنقل المصابين الى سيارات الاسعاف بعد إخراجهم في حالة صدمة من القطارين، وتم تمديدهم على أغطية في حقل مجاور لمنطقة الاصطدام.

وطلب الرئيس عبد الفتاح السيسي التحقيق في الحادث "والتعرف على اسبابه ومحاسبة المسؤولين عنه"، بحسب بيان للرئاسة.

واضاف البيان أنّ السيسي يعرب عن "خالص تعازيه لأهالي الضحايا" مؤكّدًا أنّ "الدولة ستسخر كل إمكاناتها لتوفير الرعاية الكاملة" لهم وللمصابين.

من جهته، قرّر النائب العام نبيل احمد صادق فتح تحقيق فوري في الحادث.

ومساء الجمعة، قال النائب العام في بيان انّه "امر باستدعاء المسؤولين بهيئة السكك الحديد (حكومية) لسؤالهم وسرعة استكمال التحقيقات والانتهاء منها لتحديد المسؤوليات الجنائية والادارية في هذا الحادث".

وطالب رئيس الوزراء شريف اسماعيل بـ"سرعة تشكيل لجنة متخصصة من وزارة النقل للتحقيق في الحادث والوقوف على اﻻسباب التي ادت الى وقوعه واعداد تقرير عاجل" عنه، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

كذلك، كَلّفَ رئيس الوزراء وزارة البترول وشركة المقاولون العرب (شركة حكومية) توفير المعدّات اللازمة للتعامل مع تداعيات الحادث وسرعة رفع العربات، وفق البيان.

تقادم القطارات وضعف الصيانة

تتكرّر حوادث القطارات في مصر، بسبب تقادم القطارات وقلّة صيانة السكك الحديد وضعف المراقبة.

وتقع حوادث قاتلة بين قطارات وسيارات او حافلات تعبر تقاطعات السكك الحديد. وسجل وقوع 1234 حادث قطار في مصر عام 2015، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي.

وحادث الجمعة هو الاسوأ منذ تصادم حافلة مدرسية مع قطار عند تقاطع طرق قرب مدينة اسيوط (وسط) اسفر عن سقوط 47 قتيلا العام 2012.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2013، اسفر اصطدام بين قطار وباص عن سقوط 27 قتيلا جنوب القاهرة. وكان معظم الضحايا في طريق عودتهم من حفل زواج.

ويُوجّه المصريون منذ عقود انتقادات للحكومة بسبب عجزها عن اتّخاذ الاجراءات اللازمة للحد من حوادث السير.

والحادث الاسوأ في تاريخ السكك الحديد في مصر وقع في شباط/فبراير 2002 حين ادى حريق اندلع في قطار كان متجها من القاهرة الى الجنوب عن مقتل حوالى 370 شخصا.