بيروت: قتل سبعة عناصر من "الخوذ البيضاء" الدفاع المدني السوري العامل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، برصاص مجهولين تسللوا الى احد مراكزهم في شمال غرب البلاد، حسبما اعلنت المنظمة السبت.

وقع الاعتداء فجر السبت في مدينة سرمين التابعة لمحافظة ادلب الخارجة عن سيطرة النظام السوري. وذكرت المنظمة على موقعها الالكتروني "تعرّض مركز الدفاع المدني السوري في مدينة سرمين في ريف إدلب لهجوم مسلح "مجهول" فجر السبت 12 أغسطس 2017، ما أسفر عن ارتقاء 7 متطوعين".

كما اشارت المنظمة الى "قيام المجموعة المهاجمة بسرقة سيارتين من نوع "فان" وخوذ بيضاء وقبضات لاسلكي". ولم تتوافر معلومات حول السبب ان كان بدافع السرقة ام لأغراض سياسية. ونشرت المنظمة صور تظهر جثث اشخاص غارقة بالدماء.

واشار مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "ان المسعفين السبعة قتلوا برصاص في الراس" لافتا الى ان "زملاءهم وصلوا صباحًا لتولي مهامهم ووجدوهم ميتين". وشارك العشرات في تشييع المسعفين في سرمين، حسبما افاد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان. وبكى الكثيرون وهم يطلقون الشتائم بحق المعتدين. واغلق المركز الذي تعرّض للاعتداء.

واعتبر منذر اقبيق الناطق الرسمي لتيار الغد السوري أن ‎:هذه الجريمة في غاية البشاعة بحق أناس غير مسلحين ويعملون منذ سنوات عمل إنساني نبيل لا يفرّق بين أحد من خلال إنقاذ المدنيين ومساعدتهم".

‎أضاف في تصريح لـ"إيلاف": "لا نعلم من هو المسؤول عنها، ونطلب من أهلنا في محافظة إدلب القبض عليهم، وتقديمهم إلى العدالة في أقرب وقت، وكذلك التحقيق معهم، لمعرفة من وراء هذه الجريمة".

وقال النظام السوري "منزعج جدًا من القبعات البيض، لأنهم أعطوا مظهرًا حضاريًا وإنسانيًا للمعارضة السورية، بينما هو يريد وصمهم جميعًا بالإرهاب". ولم يستبعد أن تكون "للنظام مصلحة في هذه الجريمة، من أجل دفع عناصر الدفاع المدني إلى التسلح، على سبيل المثال، ليثبت روايته" .

‎وطالب الدفاع المدني، في بيان، الحواجز في المحافظة بإيقاف أية سيارة تتبع لهم "والتحقق من حيازتها ورقة مهمة رسمية ممهورة بختمه، إذ إن منفذي الهجوم سرقوا سيارتين وخوذًا و"قبضات هيترا". ‎يذكر أن خمسة عناصر من القتلى من البلدة ذاتنفسها، واثنين من محافظة حمص.

‎وتبعد بلدة سرمين حواليى 10 كم عن قريتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام السوري، واللتين يحاصرهما جيش الفتح، وبحسب ناشطين، فإن الفصائل المعارضة العسكرية وهيئة تحرير الشام أزلوا الحواجز في محيط سرمين وعلى جميع مداخلها.

تم ترشيح "الخوذ البيضاء" لجائزة نوبل للسلام عام 2016، لكنهم لم يفوزوا. غير ان عناصر الدفاع المدني البالغ عددهم نحو ثلاثة الاف متطوع والناشطين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا حصلوا على إشادة عالمية بعدما تصدرت صورهم وسائل الاعلام حول العالم وهم يبحثون عن عالقين تحت أنقاض الابنية او يحملون اطفالا مخضبين بالدماء الى المشافي.

وبدأت "الخوذ البيضاء" العمل في العام 2013. ويعرف متطوعو الدفاع المدني منذ العام 2014 باسم "الخوذ البيضاء" نسبة الى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم.

لكن في بلد يشهد انقسامات حادة وحربًا مدمرة، تتعرض المنظمة لانتقادات خصوصًا من الموالين للرئيس السوري بشار الاسد. ويتهمها البعض بانها أداة في أيدي المانحين الدوليين والحكومات الداعمة للمعارضة السورية. ويذهب آخرون الى القول ان مقاتلين وحتى جهاديين ينضوون في صفوفها.

لكن كثيرين ينظرون الى متطوعي الدفاع المدني على انهم "أبطال حقيقيون" هاجسهم الاول والاخير إنقاذ المصابين. وتتلقى المنظمة تمويلا من عدد من الحكومات بينها بريطانيا وهولندا والدنمارك والمانيا واليابان والولايات المتحدة.