طالب سياسيون بإقالة وزير النقل المصري، والتحقيق في الفساد بهيئة السكك الحديد، بعد تصادم قطارين، مما أسفر عن مقتل نحو 41 شخصًا، وإصابة 178 آخرين، بعضهم في حالة حرجة جدًا. وروى شهود عيان لـ"إيلاف" تفاصيل الحادث المروع.

أصاب حادث تصادم قطارين عند مدخل مدينة الإسكندرية المصريين بصدمة جديدة، لا سيما أن حوادث القطارات في استمرار منذ سنوات طويلة، ولم يتم اتخاذ أية إجراءات حقيقية من الحكومات المتعاقبة للحد منها.

وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد الضحايا إلى 41 قتيلًا، وإصابة 178 آخرين، خرج منهم 47 مصابًا من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج اللازم، فيما لا يزال 132 مصابا بالمستشفيات حتى الآن.

وقال شهود عيان لـ"إيلاف" إن الحادث وقع نتيجة تصادم القطارين عند منطقة خورشيد بالقرب من مدينة الإسكندرية، شمال مصر، عندما كان القطار القادم من مدينة بورسعيد يقف في المحطة، بينما اصطدم به القطار السريع القادم من القاهرة في حوالي الساعة الثانية بعد ظهر أمس الجمعة.

وقال محمد عبد العال، أحد أهالي قرية خورشيد في محافظة البحيرة، إن الحادث وقع عندما اصطدم القطار الإسباني السريع بقطار المناشي القادم من بورسعيد، والذي كان يقف في المحطة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن أهالي القرية سمعوا صوت اصطدام أو انفجار مدوٍ، مشيرًا إلى أنهم هرعوا إلى المحطة، وشاهدوا القطارين وقد اصطدم أحدهم بالآخر من الخلف.

ولفت إلى أن نحو ست عربات من قطار بورسعيد انقلبت بمن فيها من الركاب، وقتل العشرات منهم، وأصيب آخرون، منوهًا بأنهم أسرعوا إلى المحطة وبدأوا في انتشال الجثث، والمصابين من تحت عربات القطارين، ووضعها في الزراعات، لحين حضور سيارات الإسعاف، وتم نقل بعض المصابين بسيارات نقل البضائع.

وقال محمد بلح، وهو من أهالي قرية الشيخ، إن صوت الارتطام كان قويًا جدًا، مشيرًا إلى أن نحو ست عربات من قطار بورسعيد الذي كان متوقفًا في المحطة انقلبت بمن فيها من الركاب.

وأضاف لـ"إيلاف" أن القطار الإسباني الذي اصطدم بقطار بورسعيد انقلبت منه نحو 3 عربات بالإضافة إلى الجرار، منوهًا بأنه شارك مع المئات من الأهالي في انتشال الجثث واستخراج المصابين من تحت العربات.

وأوضح أن الحادث مروع، مضيفًا أن بعض الجثث تحولت إلى أشلاء، لدرجة أن إحداها كانت بدون رأس، ولم نعثر عليه، ونقلت سيارة الاسعاف الجثة بدون رأس، بينما كانت بعض الجثث بدون أطراف سواء الذراعين أو الساقين.

وأشار شهود العيان إلى أن تأخر وصول سيارات الإسعاف لمدة ساعة، أدى إلى زيادة عدد القتلى، وتفاقم جروح المصابين، ورغم تأخر الإسعاف، إلا أن بعضهم ارتكب إساءة بحق المصابين، عندما التقط صور "سليفي" إلى جوار الجثث والمصابين.

وأعلن الدكتور أحمد الأنصاري، رئيس هيئة الإسعاف، السبت، إحالة طاقم الإسعاف الذي قام بالتقاط صورة «سيلفي» أمام حادث اصطدام قطارين بالإسكندرية، للتحقيق، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ إجراء رادع ضدهم، معتبرا ذلك بأنه مشهد غير مقبول نهائيا. وأضاف أنه تم نقل المسعفين إلى منطقة سيوة.

وأصاب الحادث المصريين بصدمة شديدة وطالب نواب في البرلمان وسياسيون بإقالة وزير النقل هشام عرفات، وقال الباحث السياسي في المركز العربي الأفريقي مصر للدراسات أشرف عمارة، أن حادث تصادم قطارين قرب مدينة الإسكندرية والذي نتج عنه وفاة 41 شخصًا واصابة 178 آخرين يؤكد إهمال وفساد الحكومة لا سيما وأن الوزير كان مجتمعا مع المسؤولين عن هيئة السكك الحديد لتطوير المنظومة قبلها بساعات قليلة.

وأضاف لـ"إيلاف" أنه يطالب بإقالة وزير النقل هشام عرفات ومحاكمته جنائيا بتهمة قتل مواطنين أبرياء موضحًا أن ترك المسؤولين من غير حساب في مثل هذه الحوادث يؤدي إلى مزيد من الكوارث المستقبلية ويدخل المجتمع في انقسامات حادة ليست من مصلحة الوطن.

وقال النائب محمد مصطفى السلاب إن حادث تصادم القطارين بمنطقة خورشيد بالإسكندرية يستحق ما هو أكثر من الشجب والإدانة.

 وأضاف لـ"إيلاف" أن تكرار تلك الحوادث التي تودي بأرواح الأبرياء من الشعب المصري غير مقبول، مشددا على أن تطهير وإعادة هيكلة منظومة النقل لم يعد أمرًا اختياريا.

ولفت إلى أن الإصلاح الحقيقي يستدعي النظر بشكل أكثر شمولية لمنظومة النقل لا سيما هيئة السكك الحديد بما فيها من أفراد ومعدات وأنظمة تشغيل ومحاسبة المقصر أيًا كان.

 وأضاف السلاب أن الفساد والاهمال ليسا أقل خطرا على الوطن من الإرهاب والتصدي لهما بقوة أمر لا يقبل التأجيل، وأن مجلس النواب وفي ضوء اختصاصاته الدستورية لن يدخر جهدا في محاسبة كل من تسول له نفسه العبث بحياة المصريين.

وطالب النائب علاء سلام أمين سر البيئة والطاقة في مجلس النواب بوضع خطة للقضاء على حوادث القطارات التي راح ضحيتها الكثير من أبناء الشعب المصري دون الوصول لحلول جذرية لهذه المشاكل .

 وقال لـ"إيلاف" إنه يجب على الحكومة أن تتخذ خطوات جادة وإيجابية وبخاصة وزارة النقل حيال ملف حوادث السكك الحديد الذي يتكرر بشكل دائم، موضحًا أنه لا توجد منظومة إصلاح للسكك الحديد المتهالكة منذ سنوات طويلة.

وكان حادث تصادم وقع بين قطارين بمحطة خورشيد بالقرب من مدينة الإسكندرية أمس الجمعة، ما أدى إلى وفاة 41 شخصًا وإصابة نحو 178 آخرين.

وتتكرر حوادث القطارات في مصر، بسبب تهالك شبكة السكك الحديد، والاعتماد على عمال غير مدربين، وكان أكثرها دموية حادث قطار الصعيد ا في العام 2002، وراح ضحيته أكثر من 350 شخصًا، وهو الأسوأ من نوعه في تاريخ السكك الحديد المصرية.