تشير تقارير جديدة أن البحث عن الأموال من أجل الزواج هي احد اسباب اندفاع الشبان إلى الإنخراط في جماعات إرهابية في الشرق الأوسط وآسيا وافريقيا.
&
لطالما أكد الخبراء المعنيون بشؤون الإرهاب أن الفقر من أبرز العوامل التي تدفع الشبان للانضمام للجماعات الإرهابية المتطرفة، وأفادت تقارير صحافية حديثة بأن كثير من الشبان الذين ينضمون للتنظيمات الإرهابية لأسباب مالية يطمحون في الواقع لاستخدام المال لكي يساعدوا أنفسهم وأشقائهم في التجهيزات الخاصة بالزواج.
&
وأفاد تقرير نشرته بهذا الصدد صحيفة يو إس إيه توداي الأميركية بأن كثير من الدول تبادر بتقديم مساعدات مالية للعرسان باعتبارها جزء من إستراتيجية الأمن القومي.&
&
وتابع التقرير بتأكيده أنه بات يتعين على الدول التي تنشط في تمويل الحرب على الإرهاب، مثل الولايات المتحدة، أن تفكر في مساعدة الرجال على الزواج، من منطلق أن ذلك من ركائز الإستراتيجية التي تعتمد عليها في مواجهة الإرهاب& بشكل عام.
&
وعن الطريقة التي توصل بها معدو التقرير لحقيقة العلاقة بين مهر العروس والأمن القومي، أوضحت دكتور فاليري هادسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير ورئيس قسم الشؤون الدولية بكلية بوش لدراسات الحكومة والخدمة العامة التابعة لجامعة تكساس إيه آند إم بالولايات المتحدة، أنهم وبمجرد بحثهم عن تفاصيل تلك العلاقة، لم يكن لديهم في الغرب سوى أدلة قولية، ولم يكن لديهم أي بيانات أو معلومات.
&
وأضافت فاليري أنهم بدؤوا بحثهم بمقابلة أجريت مع الإرهابي الوحيد الذي كان ما يزال على قيد الحياة بعد اشتراكه في تفجيرات مومباي الإرهابية عام 2008، وكما يبدو من الفيديو الذي التقط له أثناء استجوابه وتم بثه على اليوتيوب، فحين سؤال عن سبب انضمامه لجماعة لشكر طيبة، قال هذا الإرهابي أنه والده كان يريده له الانضمام لتلك الجماعة كي يحصل منها على أموال تعيينه هو وأشقائه على الزواج، واتضح أن انضمامه للجماعة لم يكن بغرض الجهاد، وإنما لأسباب مرتبطة بعوز أسرته وحاجتها الفعلية إلى أموال تعينها على توفير مصاريف الارتباط بعرائس لأبنائها، وهي الأموال التي كانت تعد جماعة لشكر طيبة بمنحها لكل من ينضم إليها.
&
وتابعت فاليري بقولها إن الجميع في مثل هذه المجتمعات على دراية بمثل هذه الأشياء، لكن الغرب لا يعلم أن رغبة الشباب في الزواج قد تكون أحد العوامل التي تساهم بشكل مباشر في تحول واجهتهم واتخاذهم القرار بالانضمام للجماعات العنيفة.
&
وأشارت فاليري إلى أن الإشكالية تكمن في أن كل المجتمعات التي تُصَدِّر الإرهابيين هي مجتمعات تقدم "مهر" للعروس. وكذلك في مجتمعات المغتربين، ربما يحظي المهر بأهميته الخاصة، وفق النسيج التكويني لأفكار وعادات المقيمين بها.
&
ونوهت فاليري إلى أنهم تحصلوا على أرقام تُبَيِّن التضخم الحاصل في قيم المهور بجنوب السودان على سبيل المثال، حيث تبين أن قيمة المهر الذي يقدمه العريس لعروسه هناك زاد بحوالي 1000% في خلال بضع سنوات فقط، كما زادت المهور في شمال نيجيريا بعدة مئات في المئة، وخلال فترة زمنية قصيرة، لم يعد بمقدور معظم الشبان هناك تحقيق حلم الزواج. وأكدت فاليري أن الأمر ليس مقصوراً على جنوب السودان وشمال نيجيريا، بل يمتد لأي مكان يشهد تضخما في قيمة المهر.&
&
ثم تحدثت فاليري عن خطورة تجاهل تلك العلاقة القائمة بين تكاليف الزواج الباهظة والأمن القومي، والمشكلة الحقيقية تكمن في أن الغرب، وخصوصا الولايات المتحدة، لا يعلمون حقيقة ما يدور في المجتمعات الأخرى السابق الإشارة& إليها.
&
ولهذا شددت فاليري على ضرورة الاهتمام الآن بالتعامل مع ذلك العامل على أنه من العوامل التي تساهم بفعالية في نشر الفوضى والإرهاب وأنه من الضروري أيضاً تجميع البيانات التي تساهم في تحديد المشكلة والعمل على معالجتها مع ضرورة تشجيع بعض الحكومات على منع ظهور فقاعات تضخمية في قيم المهور، ونوهت لتلك الجهود التي تبذلها السعودية لوضع حدود لقيمة المهر الذي يُقَدَّم للعروس.
&
أعدت "إيلاف" المادة نقلاً عن صحيفة "يو إس إيه توداي" الأميركية ،& الرابط أدناه :
https://www.usatoday.com/story/news/world/2017/08/11/bride-prices-how-they-drive-terrorism-middle-east-asia/558616001/
&