نصر المجالي: أعلن مجلس العموم البريطاني، اليوم الاثنين، أن دقات ساعة "بيغ بن" الأشهر على كتف البرلمان البريطاني ستتوقف ظهر يوم 21 أغسطس الجاري وسيبقى الحال كذلك خلال معظم الفترات في السنوات الأربعة المقبلة أثناء أعمال الترميم.

وقال البرلمان إنه لا يوجد أي خيار آخر سوى تعطيل دقات أجراس الساعة بعد دوام خدمة استمر 157 عاما دون عطل، لمنع تلف آلية الساعة، حيث ستبدأ أعمال صيانة عاجلة تتكلف 29 مليون جنيه استرليني.

كما ستجرى أعمال إصلاح لبرج إليزابيث، الذي يضم الساعة، خلال مشروع يستغرق ثلاث سنوات يبدأ العام المقبل.
يذكر أن قصر وستمنستر وهو مقر البرلمن البريطاني، عند ضفة نهر التايمز الذي يضم البرلمان مسجل على لائحة مواقع التراث العالمي وهو أحد أهم المواقع السياحية في بريطانيا.

قلب لندن

كما أنها ظلت على الدوام رمزا لهيئة الإذاعة البريطانية التي تعتمد دقاتها على كل رأس نشرة إخبارية، ولذلك قيل "إذا صمتت بيغ بن فلن تسمع بي بي سي، وحيث يصمت صوت هنا لندن ويتوقف قلبها.

الساعة الأشهر 

وستتوقف المطارق التي كانت تقرع الجرس، البالغ وزنه 13.7 طن، على رأس كل ساعة كل يوم خلال 157 عاما الماضية عن العمل على الرغم من أنها ستعمل في مناسبات استثنائية مثل احتفالات العام الميلادي الجديد.

حفظ الساعة

وقال ستيف جاك حارس الساعة إن "هذا العمل الأساسي سيحفظ الساعة لفترة طويلة قادمة كما سيحفظ المبنى الذي يحملها وهو برج اليزابيث تاور".

وشجع جاك عامة الناس على التجمع في ساحة البرلمان القريبة للاستماع إلى الدقات الأخيرة للجرس قبل أن يصمت يوم الاثنين المقبل.كما دُعي أفراد من العامة إلى التجمع في ساحة مبنى البرلمان، ليسمعوا الدقات الأخيرة للساعة، قبل أن تعود للعمل بعد سنوات.

بيغ بن تعتلي كتف البرلمان 

يشار إلى أن وزن جرس الساعة الضخم يبلغ 13.7 طنا، ويقرع كل ساعة، وهو مترافق بأربعة أجراس، والتي يتراوح وزن كل منها بين واحد إلى أربعة أطنان، وترن كل 15 دقيقة.

157 عاما

وعملت ساعة بيغ بن على مدار 157 عاماً تقريباً بدون توقف، حيث كان آخر صمت لها عام 2007، وكذلك توقفت بين عامي 1983 و1985 كجزء من برنامج للتجديد.

وكان البرلمان البريطاني أعلن في العام الماضي إن أجزاء من الساعة الكبيرة أصبحت بالية وتحتاج إلى فحص عاجل وإصلاح، كما تتعرض الساعة لخطر التلف في حالة عدم التدخل السريع لمواجهة المشكلات.

احد اجراس بيغ بن 

كما توجد مخاوف بشأن دقة عمل بندول الساعة، والزنبرك الذي يحمل البندول في مكانه، إذ يلزم تغييره. وقال ستيف جاك، المسؤول عن العناية بالساعة: "سيمكننا هذا المشروع من العناية اللازمة لأهم معلم من معالم بريطانيا".

قوة معمارية

ويتمتع برج إليزابيث، الذي يزوره سنويا 12 ألف زائر، بقوة من حيث بنايته، غير أن ثمة حاجة لإجراء بعض الأعمال لمعالجة شقوق في البناية التي تضررت من الماء، وكذا السقف الحديدي وبرج الأجراس والإطار الذي يحمل الأجراس.

كما يلزم تفكيك كامل وصيانة "آيرتون لايت" أي الإضاءة التي تعلو البرج وتسلط ضوءها على البرلمان. وبالاضافة إلى ذلك ستجرى أعمال تركيب مصعد في إحدى ممرات التهوية لتقليل الوقت المستغرق في حالة إجلاء أي شخص مصاب وتحسين طريقة دخول ذوي الاحتياجات الخاصة غير القادرين على صعود 334 درجة من السلم الحجري.

يذكر أن بيغ بن، كانت عرضة لاعتداءات من بعض الجماعات التي تصفهم حكومة لندن بالفوضويين الذين يرفضون العولمة، حيث كان صعد إلى أجرائها العام 2005 عدد من هؤلاء ولكن تم إنزالهم بعد حوار مضن من جانب شرطة سكوتلانديارد.

توقف 2004 

وهذه هي ليست المرة الأولى التي تتوقف فيها ساعة بيغ بن، فقد فوجئ سكان لندن في 3 مايو (أيار) 2004 ، بتوقف دقات ساعة بيغ بن الشهيرة المعهودة كل ربع ساعة بعد إصابة جهاز أجراسها بخلل ميكانيكي، واستغرق وقتها الخلل مدة أسبوع كامل.

آلية الساعة في حاجة إلى صيانة عاجلة

معروف أن الساعة التي تعلو فوق البرج الشرقي لمبنى البرلمان البريطاني والتي تعتبر دقاتها رمزا للتوقيت العالمي، تقرع أجراسها مرة كل ساعة فقط، لكن في ذلك اليوم فوجئ المارة في الساعة الواحدة إلا ربعا من ظهر يوم سبت بسماع بيغ بن وهي تقرع أجراسها بلا توقف، في حين من المفروض وفقا لنظام الساعة أن تدق دقة واحدة في ذلك الوقت، وحين سمع المهندس المناوب الذي كان في المبنى صوت ارتطام شديد في برج الساعة، فانه اكتشف أن أحد الأجراس الذي يبلغ وزنه حوالي الطن وقع من أعلى البرج، وحالت التجهيزات الموجودة في البرج دون وصول الجرس إلى الأرض وتحطمه أو إحداث أضرار كبيرة لثقل وزنه.

اعطال مفاجئة

وكان مايكل ماكان رئيس الفريق المشرف على صيانة الساعة التاريخية قال "إنه بالنظر إلى عمرها الطويل تظل بيغ بن في حال جيدة"، وأضاف أن الساعة تتعرض لعطل مفاجئ مرة كل حوالي سبع سنوات، ومعظم الحوادث التي تعرضت لها كانت بسيطة سوى واحد وقع عام 1977، حيث توقفت الساعة كليا عن العمل واستغرق إصلاحها مدة أسبوع كامل.

وحينذاك، أوضح ماكان أن فريق الصيانة يحرص طوال الوقت على إبقاء القطع التي تتشكل منها الساعة تماما كما هي لقيمتها التاريخية، الأمر الذي ينتج عنه بعض الأعطال المفهومة من فترة لأخرى، مشيرا إلى أنه بإمكان المسؤولين استبدال الأجزاء الميكانيكية للساعة بأخرى جديدة، لكنهم لا يفعلون ذلك اعتبارا لكون الساعة جزءا من التراث التاريخي لبريطانيا، ويعتبر الشعب البريطاني ساعة بيغ بن أهم بكثير من سور الصين العظيم والأهرامات المصرية أيضا.