إيلاف من واشنطن: أحدث وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بعد تبنيه خطاباً وصفته وسائل إعلام بالعنصري، فزعاً بين الكثير من الأميركيين وخصوصاً الشباب منهم، فهو يذكرهم بحقبة سوداء بتاريخهم تشعرهم بالعار، حينما كان أجدادهم يستعبدون السود الذين سرقهم تجار الرقيق من بلدانهم في أفريقيا.

بدأ هؤلاء خلال الأشهر الماضية، وأحياناً بدعم من الحكومات المحلية في ولاياتهم، في إزالة تماثيل أبطال "العبودية" وأنصارها، من قادة ولايات الجنوب التي اتحدت باسم "الولايات الأميركية الكونفدرالية" وخاضت حرباً في ستينات القرن التاسع عشر ضد الولايات الشمالية في البلاد، بسبب أصرار هذه الأخيرة على إلغاء الرق.

أمس الاثنين أسقط متظاهرون على مرأى من الكاميرات، في ولاية شمال كارولينا، وربما بتواطئ من الشرطة المحلية، تمثالاً يرمز إلى أحد جنود "الكونفدرالية"، لكن عملية "الإسقاط" هذه مرت بسلام، ولم ينتج عنها قتلى كما حدث السبت الماضي فى شارلوتسفيل في ولاية فريجينا حينما أردات السلطات المحلية إزالة تمثالا مشابها، بسب أعمال عنف ارتكبها متظاهرون من جماعة ألت رايت المتطرفة التي ترى تفوق العرق الأبيض.

هناك نحو 1500 تمثال تنتشر في المدن الأميركية ترمز إلى " دولة الكونفدرالية"، وفقاً لمحطة السي إن إن، وهناك رغبة كبيرة بإزالتها بين عدد ليس بالقليل من الأميركيين لإزالتها.

الجامعات الأميركية هي الأخرى استيقظت أخيراً، بفعل الضغط الشعب، وبدأت تحاول التبرؤ من "رموز العبودية"، فجامعات مثل هارفرد وميتشجن وجورج تاون، أعلنت خلال الفترة الماضية، تغيير اسماء مبانيها التي كانت تحمل اسماء بعض هذه قيادات "الكونفدرالية"، وبعضها قرر البدء في نشر أبحاث عن حقبة الرقيق السوداء في تاريخ الولايات المتحدة.

من الواضح، أن بعض الأميركيين ظنوا أن العنصرية لم تعد مشكلة في بلادهم، بعد فوز باراك أوباما الأسود بالرئاسة عام 2009، لكنهم وجدوا أنفسهم بعد وصول ترمب إلى البيت الأبيض، مضطرين إلى الخروج بالشوارع بالملايين خلال الأشهر الماضية، لمواجهة ما يصفونهم بـ "عنصرية الرئيس ضد الأقليات والنساء".

الأكيد أن هؤلاء حققوا نجاحاً لافتاً الأسبوع الماضي، فهم أجبروا ترمب للمرة الأولى على فعل شيء لا يريده، وهو أدانة المتعصبين البيض الذين كانوا السبب الرئيسي في وصوله إلى البيت الأبيض، كما تقول إحصاءات نشرتها وسائل الإعلام الأميركية.