قال وفد المجلس الاعلى للاستفتاء في اقليم كردستان إثر مباحثات اجراها اليوم مع كبار المسؤولين العراقيين وسفراء دول اجنبية انه وجد مرونة ورغبة في مواصلة الحوار وطلبات بتأجيل الاستفتاء الذي اكد اصراره على اجرائه بموعده المحدد في 25 من الشهر المقبل.

وخلال اجتماع الوفد مع رئيس الوزراء حيدر العبادي فقد ثمن الجانبان الجهود المشتركة بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان في معركة تحرير الموصل والتأكيد على أهمية استكمال تحرير جميع الاراضي العراقية من تنظيم داعش . كما شهد الاجتماع "حواراً صريحاً ومعمقاً حول ضرورة تفعيل الآليات المناسبة لحل المشاكل العالقة و بأجواء إيجابية وتم الإتفاق على مواصلة الحوار البناء والجاد بما يحقق المصالح المشتركة لابناء الشعب العراقي ويزيل المخاوف والهواجس التأريخية المتراكمة بما يحفظ وحدة العراق كما قال بيان صحافي لمكتب اعلام رئاسة الحكومة تابعته "إيلاف".

الأكراد مصرّون على الاستفتاء

وعقب الاجتماع اعلن سعدي بيره عضو الوفد الكردي المفاوض ان شعب كردستان وصل الى قناعة بانه من الضروري ان يجري استفتاء من اجل الاستقلال يوم 25 من الشهر المقبل . وقال بيره في تصريح للصحافيين عقب اجتماع الوفد مع العبادي لمدة ساعتين، ان "العبادي كان مرنا خلال اللقاء وقد أبلغناه ان شعب كردستان انتهى الى قناعة بانه سيجري الاستفتاء من اجل الاستقلال عن العراق".

وأضاف انه "قد عبرنا للعبادي عن قلقنا من مستقبل العراق وعن خشيتنا من اندلاع حرب".. وأشار الى ان "العبادي كان رده جيدا خلال الاجتماع وطمأننا بالوصول الى نتيجة مرضية عبر الحوار". وأوضح ان "العبادي قد قال خلال الاجتماع ان إقليم كردستان لديه استقلالية سياسية واقتصادية ولديه قوات البيشمركة التي لا ترفع علم العراق". واكد بيرة ان "الاجتماع كان باعثا للأمل".

كما اجتمع الوفد بعد ذلك مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم وبحث معهما الملفات العالقة بين بغداد واربيل وموضوع الاستفتاء على الانفصال.

وكان معصوم قال في وقت سابق ان الاستفتاء لايعني بالضرورة الانفصال عن العراق فيما حذر الحكيم من نتائج كارثية على العراق والمنطقة في حال ذهاب الاكراد الى الانفصال. 

مع السفيرين الاميركي والايراني

وخلال اجتماع الوفد الكردي مع السفير الاميركي دوغلاس سيليمان فقد اشار السفير الى ان الوقت لإجراء الاستفتاء غير مناسب مطالبا بتأجيله.

وقال السفير "ما زالت المخاطر قائمة بشأن داعش ومن الممكن تأجيل الاستفتاء لما بعد ذلك". ومن جهته اجاب الوفد الكردي ان "داعش لم يعد يشكل خطرا على إقليم كردستان ونحن نريد تخليص الاقليم ونجاته من جميع المخاطر المحتملة" كما نقل عنه موقع "شفق نيوز" الكردي..

وعقب اجتماع الوفد مع السفير الايراني ايراج مسجدي فقد اوضح رئيسه روز نوري شاويش الأطراف والقوى السياسية العراقية الى تفهم رغبة الكرد بإجراء الاستفتاء .. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع السفير "تباحثنا بالمشاكل العالقة بين أربيل وبغداد". وأضاف ان "الأطراف والقوى السياسية في العراق يجب ان يفهموا رغبة ومطالب الكرد وألّا ينظروا الى الاستفتاء بشكل سلبي".

من جهته قال مسجدي "نتمنى ان يكتب النجاح للحوارات الجارية بين أربيل وبغداد". واشار الى انه في ما يخص الاستفتاء "فان رأينا واضح بهذا الشأن مستدركا بالقول ان كل ما يتوصل اليه وفد كردستان مع الحكومة العراقية فإن ايران سوف تحترمه وتدعمه".

مباحثات للحصول على تأييد الاستفتاء 

وكان وفد المجلس الاعلى للاستفتاء بإقليم كردستان قد وصل الى بغداد امس الاثنين لإجراء مباحثات حاسمة حول انفصال الاقليم عن العراق . وجاء قرار اجراء هذه الاتصالات في العاصمة العراقية اثر اجتماع للمجلس الأعلى للاستفتاء برئاسة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني عقده في مصيف صلاح الدين في مدينة أربيل عاصمة الاقليم السبت الماضي.

ويضم وفد المجلس الأعلى للاستفتاء الى بغداد عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني روز نوري شاويس رئيساً والاعضاء رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين والمتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي أحمد بيره وعضو قيادة الإتحاد الاسلامي الكردستاني محمد أحمد والنائبين في برلمان اقليم كردستان التركماني ماجد عثمان والمسيحي روميو هكاري والنائبة الإزيدية في البرلمان العراقي فيان دخيل. 

وتأتي مباحثات الوفد الكردي في بغداد في وقت طلبت الولايات المتحدة الاسبوع الماضي تأجيل اجراء الاستفتاء حيث حث وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون رئيس الاقليم مسعود بارزاني خلال اتصال هاتفي على التأجيل لكن هذا الاخير اجاب أن "شراكة التعايش السلمي الذي كان يشكل الهدف الرئيس لكردستان مع دولة العراق في المراحل التاريخية المتعاقبة التي مر بها الجانبان لم تتحقق". وشدد بالقول إن "الكرد ماضون في طريقهم وسيقررون مصيرهم".

وطرح بارزاني خلال الاتصال سؤالين على تيلرسون مفادهما "ما هي الضمانات التي من الممكن أن يتم تقديمها لشعب كردستان بمقابل تأجيله الإستفتاء؟" .. وايضا "ما هي البدائل التي ستحل محل تقرير المصير لشعب كردستان؟". لكن تيلرسون لم يجب على السؤالين لكنه اشاد بقرار تشكيل وفد رفيع للتفاوض مع بغداد بشأن الخلافات معبرا عن الامل في استمرار المباحثات والمفاوضات بين بغداد وأربيل.

ويواجه انفصال الاكراد عن العراق معارضة داخلية وخارجية حيث حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 25 من الشهر الماضي من المخاطر التي سيسببها الاستفتاء على العراق برمته ومن ضمنهم الاكراد مؤكدا ان الانفصال غير شرعي ولا دستوري مشددا على ان حكومته لن تتعامل معه .

وخارجيا فقد رفضت ايران وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة والمانيا وفرنسا استفتاء اقليم كردستان .

 كما اعرب الاتحاد الاوروبي عن تحفظه وحذره تجاه الاستفتاء وقال متحدث باسم خدمة العمل الخارجي الاوروبي في تصريح صحافي "إن المصلحة العامة للشعب العراقي ككل ستتحقق على أفضل وجه في عراق موحد تعمل فيه جميع الاطراف المختلفة معاً لتحقيق الاستقرار الطويل الأجل للبلاد في هذه اللحظة الحاسمة".