قال الرئيس السيراليوني ارنست باي كوروما إن بلاده تحتاج دعما عاجلا لتقديمه إلى الآلاف من المتضررين جراء الفيضانات والانهيار الطيني في العاصمة فريتاون.

وأوضح كوروما أن "مجتمعات بأسرها أزيلت جراء الفيضانات".

وارتفعت حصيلة قتلى الانهيار الطيني إلى نحو 400 شخص بينما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.

ولا تزال عمليات انتشال الضحايا مستمرة في الوقت الذي انتشلت فيه فرق البحث عشرات الجثث الثلاثاء.

وطُمرت منازل الضحايا بعد انهيار جزء من جبل "شوغار لوف" في العاصمة فريتاون، عقب سقوط أمطار غزيرة صباح الاثنين.

وكان الكثير من الضحايا نائمين في منازلهم وقت وقوع الكارثة.

وحذر فيكتور فوه، نائب رئيس سيراليون، من أن المحصلة النهائية لعدد الضحايا قد تكون أكبر من ذلك بكثير.

وقال اسماعيل تشارلز، عامل إغاثة في منظمة هيلي ريليف فونديشين، لبي بي سي إن الكلمات قد لا تستطيع التعبير عن حجم المأساة.

وأضاف: "بالطبع ستشاهد عددا كبيرا من الأشخاص، يبكون مع أولئك الذين فقدوا أفراد عائلاتهم".

وأضاف: "من الصعب للغاية أن نصف الوضع في الحقيقة، لأنه أكثر كارثية وحزنا مما يستطيع أي شخص أن يصف".

وفي منطقة ريجنت، أكثر المناطق تضررا، غرقت عشرات المنازل، حينما انهار سفح الجبل في الساعة السادسة صباحا بتوقيت غرينتش، وتحدث الناجون عن أفراد عائلاتهم الذين فقدوهم، أو لا يزالون يأملون في العثور عليهم أحياء.

وقال رجل يدعي ماليكي لبي بي سي: "لقد ماتت زوجتي وكل أطفالي. تحدثت هذا الصباح مع أطفالي، قبل أن أغادر بيتي متوجها إلى العمل. لقد اختار أحدهم لي الجورب الذي يجب أن أرتديه".

وقالت امرأة أخرى تسمي أداما إنها لا تزال تبحث عن رضيعتها.

وأضافت: "لقد كنا بداخل المنزل. سمعنا الانهيارات الطينية تقترب منا. حاولنا الفرار. حاولت الإمساك برضيعتي، لكن الطين كان سريعا للغاية. لقد طمرها الطين وهي حية".

وأردفت: "لم أر زوجي. كانت رضيعتي تبلغ من العمر ستة أسابيع فقط".

ويقول محمد سينه، ويعمل فنيا في مشرحة مستشفى كونوت بمدينة فريتاون، لوكالة الصحافة الفرنسية إنه أحصى ما يزيد على 300 جثة يوم الاثنين، وإن مزيدا من الجثث نقلت إلى مشارح خاصة.

ركام منازل متهدمة
Reuters
الفيضانات أمر معتاد في سيراليون

وفي خطاب تلفزيوني حث رئيس سيراليون، إرنست باي كوروما، المواطنين على البقاء بعيدا عن المناطق المتضررة.

وقال: "هذا المأساة الكبيرة تمثل لنا تحديا جديدا، يفرض علينا التوحد والوقوف معا، ومساعدة بعضنا البعض".

وأضاف: "دعوني أؤكد لكم أن حكومتي منخرطة تماما في هذه الأزمة، وقمنا بالفعل، بالتعاون مع شركئنا في التنمية، بتأسيس مركز للطوارئ في منطقة ريجنت لتنسيق جهودنا، وتقديم الإغاثة للناجين".

ولا تعد الفيضانات أمرا نادرا في سيراليون، حيث تتعرض المنازل غير الآمنة في مناطق الإيواء المؤقتة للانجراف، بسبب الأمطار الغزيرة.

وغالبا ما تهطل الأمطار على مدينة فريتاون وفي محيطها. وفريتاون مدينة ساحلية مزدحمة يقطنها أكثر من مليون نسمة.

وفي عام 2015، تعرضت مدينة فريتاون لفيضانات هائلة نتجت عن الأمطار الموسمية، وأسفرت عن مقتل عشرة أشخاص وتشريد آلاف آخرين.