لندن: وقع أكثر من 100 نائب في مجلس العموم البريطاني من جميع الأحزاب رسالة مفتوحة يطالبون فيها بالتحرك ضد مقال في صحيفة "ذا صن" لاستخدامه "لغة اشبه بلغة النازية" عن المسلمين البريطانيين، كما افادت صحيفة الاندبندنت.

وقال النواب الذان ينتمون الى حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال وحزب الديمقراطيين الأحرار وحزب الخضر في رسالتهم القوية ان ما اثار سخطهم الشديد حقاً هو "الكراهية والتعصب" في التعليق الذا نشرته صحيفة "ذا صن" بقلم محررها السياسي السابق تريفور كافاناه. 

وكتب كافاناه في تعليقه ان الاسلام هو "الخوف غير المنطوق" الذا يوحد بريطانيا واوروبا الأوسع ولكنه يدعي ان "الصوابية السياسية" تكتم هذه الظاهرة. 

وجاء في التعليق بعد إدانة 18 آسيوياً باستغلال فتيات ومراهقات جنسياً "ان القاسم المشترك، الذا كان مسكوتاً عنه تقريباً حتى ضجة الاسبوع الماضي بشأن عصابات جنس باكستانية، هو الاسلام".

واشار المقال الى ان ناشطين من اجل المساواة ونواباً عماليين جعلوا "من المقبول القول ان المسلمين مشكلة محدَّدة وليسوا مشكلة ثقافية".

واختتم المقال بالتساؤل "ماذا سنفعل بشأن مشكلة الاسلام؟"

خطأ خطير

وقع الرسالة الموجهة الى رئيس تحرير "ذا صن" 107 نواب بمبادرة من النائب العمالي ناز شاه، ومن بين الموقعين سياسيون كبار مثل الوزيرتين السابقتين البارونة وارسي وآنا ساوبري ووزراء في حكومة الظل. 

ورحب زعيم حزب المعارضة جريمي كوربن بما جاء في الرسالة قائلا ان صحيفة ذا صن "نشرت اقوالا تحرض على الاسلاموفوبيا وتوصم جماعات بأكملها، وهذا خطأ وخطير ويجب ان يُدان".

كما نُشرت الرسالة بعد ان رفعت منظمات يهودية ومسلمة شكوى مشتركة على المقال الى منظمة معايير الصحافة المستقلة "ابسو". وجاء في الشكوى ان نشر تعبير "مشكلة الاسلام" بالأحرف الكبيرة والمائلة للتشديد في صحيفة واسعة الانتشار "يخلق سابقة خطيرة".

واعرب السياسيون الموقعون على الرسالة عن قلقهم بصفة خاصة إزاء استخدام عبارة "مشكلة الاسلام" بأحرف كبيرة قائلين ان كاتب المقال تعمد مقارنة المسلمين بمصطلح "المشكلة اليهودية" الذا كان متداولا في اوروبا خلال القرن الماضي وقدمت النازية ردها عليه بما سمته "الحل النهائي" للمشكلة من خلال المحرقة أو "الهولوكوست". 

واضافت الرسالة: "ان ما يثير الصدمة ان يستخدم معلقاً في القرن الحادي والعشرين مثل هذه اللغة الشبيهة بلغة النازية عن أقلية".

وخاطب السياسيون الموقعون على الرسالة هيئة تحرير الصحيفة قائلين: "نحن واثقون من انكم تدركون كيف اشاعت تغطية الاعلام عن الاسلام والمسلمين اجواء من العداء ضد المسلمين وان جرائم الكراهية ضد المسلمين آخذة في التصاعد".

تأجيج الكراهية والعداء

واضافت الرسالة: "ان المسلمين يواجهون الآن تهديدات من اليمين المتطرف وجماعات نازية جديدة في بريطانيا وبالتالي فان نشركم هذا المقال لا يمكن النظر اليه إلا على انه محاولة لتأجيج الكراهية والعداء ضد المسلمين".

وطالبت الرسالة هيئة تحرير الصحيفة بسحب المقال والتفكير جدياً في ما إذا كان مثل هذا التعصب يتماشى مع رؤية الصحيفة.

واشار كوربن من جهته الى تزايد جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا داعياً الى الوحدة والتضامن "مع جميع مكونات مجتمعنا وألا نسمح للكراهية بتقسيمنا".

ولكن متحدثاً باسم صحيفة "ذا صن" رفض بشدة تهمة "التحريض على الاسلاموفوبيا" وقال ان المقال "يعكس العلاقات بين الهجرة والدين والجريمة في سياق محاكمة عصابات جنس باكستانية في الغالب".

واضاف المتحدث: "ان اي ايحاء بأن المقال يشجع على الاسلاموفوبيا هو قراءة خاطئة عن عمد لموضوع خطير جداً".

وصرح متحدث باسم منظمة معاييرة الصحافة المستقلة "ابسو" لصحيفة الاندبندنت ان "ابسو" تلقت 150 شكوى على المقال غالبيتها تندرج تحت البند 12 المتعلق بالتمييز. واضاف ان ابسو لا تعلق على اي شكاوى ما زالت قيد الدرس. 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.independent.co.uk/news/uk/politics/over-100-cross-party-politicians-demand-action-over-muslim-problem-article-in-sun-newspaper-a7895211.html