موسكو: وجه وزير الاقتصاد الروسي السابق الكسي اوليوكاييف الذي يحاكم في موسكو بتهمة الفساد، أصابع الاتهام الأربعاء إلى أجهزة الاستخبارات الروسية الواسعة النفوذ ورئيس مجموعة "روسنفت" مؤكدا أنهما أوقعا به.

ويشتبه بأن أوليوكاييف (61 عاما) حاول اختلاس مليوني دولار من شركة روسنفت في قضية كان لها وقع الصدمة في الاوساط الليبرالية في البلاد. ويمكن ان يحكم عليه بالسجن 15 عاما في حال ادانته.

وفي اليوم الاول من المداولات في سياق محاكمة بدأت الأسبوع الماضي، ندد أكبر مسؤول روسي يعتقل ويحاكم بتهمة الفساد منذ وصول الرئيس فلاديمير بوتين الى السلطة عام 2000، باتهام "سخيف" وبـ"غياب أدلة" و"اتهام مفبرك يقوم حصرا على تأكيدات (إيغور) سيتشين" رئيس روسنفت المقرب من الرئيس الروسي. 

وعلق على توقيفه مشيرا إلى أن تسليمه الحقيبة التي تحتوي على مال "خطط له عناصر جهاز الأمن الفدرالي مسبقا" موضحا أنه حضر فقط لأن رئيس روسنفت طلب منه ذلك. 

وقال "اتصل بي سيتشين شخصيا (...) وأقنعني بالحضور إلى روسنفت". 

وقال الوزير السابق الذي هزل كثيرا منذ توقيفه في مكاتب المجموعة التابعة للدولة أن ذلك كان "استدراجا مدبرا من الدوائر العليا استنادا إلى وشاية كاذبة" من سيتشين. 

وغالبا ما تتم إقالة مسؤولين كبار في روسيا في قضايا فساد تحظى بتغطية إعلامية كثيفة، إلا أنها أول مرة منذ سقوط الاتحاد السوفياتي يتم فيها توقيف وزير اثناء شغله منصبه.

تسلم اوليوكاييف وزارة الاقتصاد عام 2013 واعتقل في نوفمبر 2016. ومثل الوزير السابق في البداية أمام قاض وجه اليه تهمة "الاختلاس وتلقي رشى" قبل ان يفرض عليه الإقامة الجبرية.

وسرعان ما أقصاه بوتين من منصبه وعين محله بعد فترة انتقالية الخبير الاقتصادي الشاب مكسيم اوريشكين (35 عاما) الذي كان يعمل في وزارة المالية. 

وأثارت جسامة الوقائع المنسوبة إليه والتباين بين طرفي القضية، وزير تكنوقراطي قليل الشعبية ومجموعة شبه رسمية بالغة النفوذ، صدمة كبرى داخل الجناح الليبرالي في السلطة الروسية الذي كان أوليوكاييف مقربا منه.

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في آذار/مارس 2018، رأى بعض المعلقين في هذه المسألة محطة جديدة في الصراع الجاري بين المحيطين ببوتين.