وصل رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد حسين باقري إلى تركيا مساء أمس الثلاثاء، في زيارة تستمر لثلاثة أيام لإجراء محادثات تهدف إلى تضييق هوة الخلافات حول الأزمة السورية، وبحث سبل التعاون في العراق.

ومن المقرر أن يلتقي باقري خلال الزيارة بكل من وزير الدفاع التركي نورالدين جانيكلي والرئيس رجب طيب أردوغان.

وكان باقري استهل زيارته بلقاء نظيره التركي اللواء خلوصي أكار، ووصفت وكالة أنباء الأناضول اللقاء بأنه "لقاء نادر بين شخصيات عسكرية رفيعة المستوى" من البلدين.

وأفاد مراسل بي بي سي عربي في تركيا، شهدي الكاشف، أن باقري وأكار اتفقا، على مواصلة العمل والتعاون المشترك ضد جميع "التنظيمات الإرهابية"التي تهدد أمن المنطقة. كما جرى تأكيد مواصلة التعاون من أجل بذل مزيد من الجهود لدعم أمن واستقرار المنطقة بشكل عام.

ونقلت صحيفة "ديلي صباح" المقربة من الحكومة التركية عن مصادر دبلوماسية قولها إن الزيارة تعد "حدثاً هاماً، لم تكن لتتم لولا استعداد الجانبين لعقد صفقات حول كل من سوريا والعراق".

كما وصفت وكالة الأنباء الرسيمة الإيرانية إرنا الزيارة بـ"غير المسبوقة" في تاريخ العلاقات بين البلدين، وسط الخلافات بينهما حول الأزمة السورية.

وقال مصدر دبلوماسي تركي لوكالة الأنباء الصينية شينخوا "إنها زيارة مهمة للغاية ومناسبة من حيث التوقيت، فتركيا وإيران جارتان صديقتان، ولهما تأثير ومصالح حيوية في المنطقة، سياسياً واقتصادياً وثقافياً ".

ويعد وجود وحدات حماية الشعب الكردية الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري،على طول الحدود بين البلدين، مصدر قلق رئيسي لأنقرة.

وتعد أنقرة هذه الجماعات "إرهابية" وتتهمها بالانتماء إلى حزب العمال الكردستاني، الذي شن حركة تمرد منذ عام 1984 ضد القوات التركية في جنوب شرقي تركيا.

وتعارض كل من تركيا وإيران اللتان تضمان أقليات كردية، خططاً لإستفتاء حول الاستقلال يعتزم إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي إجراءه في 25 سبتمبر / أيلول المقبل.

وصرح كلا البلدان أن هذا الاستفتاء هو "تحرك غير مقبول" قد يثير مزيداً من التوتر في المنطقة التي تعاني من اضطرابات شديدة.

يذكر أن زيارة باقري تتزامن مع بناء تركيا "جداراً أمنياً" بطول 144 كم على طول جزء من حدودها مع إيران، يهدف إلى منع تسلل الجماعات المسلحة وتهريب المخدرات.