بين العشرين من يوليو الفائت ومطلع الشهر الحالي، قام الجنرال هيربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأميركي، بإنقلاب خاطف نتج منه رحيل المسؤولين البارزين في مجلس الأمن القومي الموالين للرئيس دونالد ترمب.
&
إيلاف من نيويورك: ضربة ماكماستر، كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر العلاقة الباردة أصلًا بينه وبين فريق ترمب العقائدي المعقودة قيادته إلى ستيفن بانون، كبير مساعدي الرئيس للشؤون الاستراتیجیة. فتحت الحرب على مصراعيها، ولا تزال نيرانها تأتي على كل ما تيسر لها في الجناح الغربي للبيت الأبيض.

تفاصيل الأيام الأخيرة
موقع بريتبارت اليميني نشر تفاصيل الأيام الأخيرة للمسؤولين الذين طردهم ماكماستر من مجلس الأمن القومي، وفي حين رفض الرجال الثلاثة التحدث، انبرى مقربون منهم للإدلاء بتفاصيل إقصائهم من مراكزهم.&

تدمير الرئيس
عملية التطهير أطاحت بداية بريتش هيغنز، المخطط الاستراتيجي في المجلس، هيغنز كتب مذكرة يحذر فيها من محاولة مؤيدي العولمة والمصرفيين والإسلاميين وأقطاب المؤسسة الجمهورية، تدمير سياسات الرئيس.&

هيغنز الذي أعد مذكرته في المنزل، كان يتباحث مع مسؤولين عملوا في الحملة الانتخابية لترمب "الوضع السياسي الفريد" الذي تواجهه الإدارة. في مذكرته قال إن البيت الأبيض لم يأخذ التهديد الموجود على محمل الجد، لأن المقربين من الرئيس أرادوا إبعاده عن قاعدته، ما سيضعه في موقف ضعيف.&

خاف من تسريبها
وخشية تسرّبها أرسل المخطط الاستراتيجي المذكرة إلى البريد الإلكتروني الخاص به في البيت الأبيض حتى يتمكن من طباعتها، كما إنه لم يرسلها إلى أي بريد الكتروني آخر، واكتفى بإطلاع عدد من الأشخاص عليها في مكتبه.&

اليوم الأخير
يوم الجمعة 21 يوليو، هيغنز يمارس مهامه في مكان عمله، وفجأة يتم استدعاء الرجل إلى مكتب الموارد البشرية في البيت الأبيض، مكث في غرفة لبعض الوقت إلى جانب مسؤولين عملوا في عهد أوباما. وصل إلى جهاز الخدمة السرية ونائب ماكماستر ريكي التعديل الذي توجّه إليه بالقول "هذا يومك الأخير هنا".

لدى محاولة هيغنز الاستفسار عن الأسباب، قال وادل: "لقد فقدنا الثقة بكم". وقدم إليه خيار من اثنين الاستقالة أو الطرد. خرج الرجل، ومن يومها لم يتلق أي اتصال من البيت الأبيض، وبهدف إظهاره متآمرًا سرّبت أجزاء من المذكرة بشكل انتقائي إلى مجلة ذي أتلانتيك.&

طموح ماكماستر
المصدر الذي يعرف هيغنز أشار &إلى أن "ماكماستر لا يريد فقط السيطرة على عملية تطوير السياسة الخارجية التي تعد من صلب مهامه كمستشار لشؤون الأمن القومي، بل يريد السيطرة على المناقشات العامة التي لا علاقة لها بالسياسة الفعلية في حد ذاتها".

ضياع المرجعية
العقيد المتقاعد ديريك هارفي، الرجل الذي يتمتع باحترام الدوائر العسكرية والاستخباراتية في واشنطن، لحق بهيغنز أيضًا، والمعلومات تتضارب بشأنه فالبعض يقول إنه محسوب على الجنرال فلين، وآخرين يضعونه في خانة ديفيد بترايوس، ولكن الوقائع تشير إلى أن تعيينه جاء بناء على توصية من رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش، والنائب ديفين نونيز.&

أسباب عديدة أدت إلى طرد هارفي، تبدأ بمحاولة تسويق سياسات رئيسه التي لا تلاقي قبول ماكماستر. الرجلان يختلفان على الاتفاق النووي، والنافتا، وأفغانستان، والمصطلحات المستخدمة لتوصيف الإرهابيين.&

قمة الرياض حاضرة
وفي الوقت الذي قام به هارفي بإعداد خطة للخروج من الاتفاق النووي الإيراني، رأى ماكماستر أن التملص من الاتفاق سيؤدي إلى حرب نووية، كما عارض فكرة قمة ترمب في الرياض في وقت سابق من هذا العام لأنها "طموحة جدًا". واعتبر هذه القمة بمثابة عودة للعلاقات التقليدية بين الولايات المتحدة والسعودية وتحديًا لسلطة إيران المتصاعدة.

علاقة هارفي بصهر الرئيس، جاريد كوشنر، وكبير الاستراتيجيين ستيف بانون، كانت تثير قلق ماكماستر، الذي طلب منه عدم التواصل مع الرجلين، وفي آخر يوم جمعة له في الإدارة، شوهد هارفي يخرج من مكتب بانون، وبعد أيام قليلة أبلغه أحد العاملين مع ماكماستر، أن التواصل مع بانون ليس جيدًا، وأبلغه قرار الطرد.&

الراحل الثالث
ثالت الراحلين الكبار كان إيزرا كوهين واتنيك، الذي حاول ماكماستر طرده في وقت مبكر، لكن تمتعه بمظلة كوشنر وبانون أخّر قرار الطرد بعض الشيء.

بحسب بريتبارت فإن صبر الرئيس ترمب بدأ ينفذ، وهو الذي يشاهد المخلصين له يطردون الواحد تلو الآخر، كما إنه في أحد الاجتماعات قال لمستشاره: "أنت لا تستمع إليّ، لا أريد الطريقة الغبية نفسها التي تم العمل بها في السنوات الـ 18 الماضية".