«إيلاف» من لندن: اثار وصف محلل سياسي عراقي لزيارتي الصدر الاخيرتين الى السعودية والامارات بالخيانة من على شاشة قناة العراقية شبه الرسمية استياء اعلاميا وسياسيا تجري محاولات لتطويق اثاره من خلال اللجوء الى القضاء وتنظيم تظاهرة احتجاج وفرض عقوبات ومنع استضافة اي معلقين يسيئون الى من وصفوا بالرموز الوطنية فيما قال المحلل انه تلقى تهديدات بالقتل.

وطالبت النائبة زينب الطائي عن كتلة الاحرار النيابية الممثلة للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر قناة العراقية بتقديم اعتذار رسمي من الصدر لتطاوله على الصدر واتهامه بالخيانة. وقالت الطائي في مؤتمر صحافي بمبنى مجلس النواب امس انه في الوقت الذي يرمم القادة الحقيقيون والمخلصون مادمره المعتاشين على الوتر الطائفي المقيت "طل علينا احد المتسكعين ممن يحسبون انفسهم على الصحافة والاعلام من على قناة العراقية الحكومية ليتطاول على شخصية وطنية واحد رموز العراق الاساسية مقتدى الصدر ويتهمه بالعمالة والخيانة" في اشارة الى المحلل السياسي الاستاذ بكلية الصحافة الدكتور كاظم المقدادي الذي هاجمته قائلة "ياكاظم المقدادي خسئت انت ومن حركك". 

واضافت النائبة الصدرية قائلة "اننا نحترم حرية التعبير عن الرأي لكن ذلك لايعني توجيه الاتهامات الباطلة وتجاوز حدود الادب". وطالبت قناة العراقية بالاعتذار الرسمي من مقتدى الصدر ومحاسبة مقدم البرنامج الذي كان السبب الرئيسي والمحرض على الاتهامات .

وكان المقدادي قد وصف زيارتي الصدر الى السعودية والامارات بـ "العمالة" و"ألخيانة" خلال استضافته في احد برامج قناة العراقية شبه الرسمية الممولة من الدولة الاثنين الماضي.

رفع دعوى قضائية

ومن جهتها قررت الهيئة السياسية للتيار الصدري اثر اجتماع طارئ لها رفع دعوى قضائية ضد كاظم المقدادي .

واوضح المكتب الإعلامي للهيئة انه قد تم "بحث ‏التجاوزات غير المسؤولة التي صدرت تجاه الرمز الوطني الزعيم العراقي سماحة ‏القائد السيد مقتدى الصدر وقررت رفع دعوى قضائية ضد من ‏تجاوز على هذا الرمز". ووجهت بأستجواب مجلس أمناء شبكة الإعلام ‏العراقي ورئيس الشبكة في مجلس النواب "للوقوف على الأخطاء المقصودة في ‏استهداف رمز من رموز الدولة العراقية وتصحيح مسار عمل الشبكة وفق ‏الاسس الوطنية الموضوعة لها ومطالبتها بأن تكون حيادية في طرحها الإعلامي".‏

كاظم المقدادي

 المقدادي يقول ان يحترم الصدر وكلامه فُهم خطأ

ومن جهته قال المقدادي انه يتعرض الى حملة تشويه وتضليل بسبب حديثه الى الفضائية العراقية في موضوع نوع العلاقة التي يجب ان تكون مع دول الجوار .. موضحا انه قال ما معناه ان اي علاقة للأحزاب السياسية مع دول الجوار يجب ان ترتهن بالتوجهات العامة للدولة وان توظف لصالح العراق وتصب في خدمة البلاد.

وأضاف المقدادي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" اليوم قائلا "تحدث بأن بعض الجهات للاسف لاتراعي مصلحة العراق وتنتهج سلوكا يقترب احيانا الى العمالة والخضوع لتلك الدول لكنه يبدو بأن وجود مقتدى الصدر الذي أكن له كل التقدير والاحترام في الامارات حينها وقبلها في السعودية قد فهم منه انه هو المقصود".

واضاف قائلا أن "الجميع يعرفني كإعلامي مستقل كنت وما زلت كثير الاشادة بمواقف التيار الصدري الوطنية من الاحتلال ومن الطائفية والمواقف الشريفة ضد الفساد في البلاد وقد شاركت في المظاهرات مع الصدريين في ساحة التحرير وصولا الى المنطقة الخضراء". وأشار الى انه "للاسف هناك من انساق الى قافلة السب والشتم والتهديد بالقتل دون ان يستمعوا الى التسجيل كاملا".

وكشف المقدادي عن اتصاله اكثر من مرة "بصديقي القيادي الصدري ضياء الاسدي لتطويق الحادثة حرصا على عدم استغلالها من بعض الجهات التي لا تريد الخير للتيار الصدري".. واوضح قائلا انه "عندما علم مقتدى الصدر بالأمر عن طريق زملائي في المركز الخبري وتطويقا لسوء الفهم فقد وافق على اجراء لقاء معي وبصحبة مجموعة من المثقفين المدنيين والذين تربطهم بالتيار الصدري علاقة طيبة".

عقوبات

وقد سارعت ادارة قناة العراقية الى اتخاذ اجراءات لتطويق الازمة واصدرت قرارا بحجب مقدم البرامج عزيز علي رحيم الذي يقدم برنامج "ستديو النصر" الذي استضاف المقدادي من تقديم البرامج لمدة شهر واحد.

ونص القرار على انه "يمنع منعاً باتاً استضافة أي شخصية برلمانية او حكومية او محلل سياسي يسيء للرموز الوطنية العراقية". واشارت القناة الى ان ذلك "يأتي بناءً على ماعرض في حلقة استوديو النصر الاثنين والتي قدمت من قبل عزيز علي رحيم واستضاف فيها عدداً من المحللين السياسيين بينهم الدكتور كاظم المقدادي، حيث تضمنت الحلقة اساءة لشخصية سماحة السيد مقتدى الصدر من قبل احد الضيوف".

واكدت مقابل ذلك اعداد "حلقة تلفزيونية كاملة لتسليط الضوء على الجهود التي يبذلها مقتدى الصدر في جولته العربية".

 الصدر يُهدئ ويلغي وقفة احتجاجية

وفي مسعى لتهدئة الامور فق اعلن المكتب الخاص ‏لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن تأجيل تظاهرة احتجاج مقررة اليوم الخميس امام مكتب ‏قناة العراقية الى اشعار اخر.‏
وقال المكتب في بيان "نظراً للاساءة المشينة التي حصلت من قبل قناة ‏العراقية الاخبارية والتي مسّت بشكل مباشر السيد مقتدى الصدر فقد كان من ‏المقرر ان تقوم نخبة من الاعلاميين بتظاهرة استنكار وادانة امام بناية شبكة الاعلام ‏العراقي في العاصمة بغداد لهذه الاساءة التي حاولت ان تنال من رمز وطني يمثل ‏شموخ الوطن". ‏
واضاف "ان السيد مقتدى الصدر يشكر الاخوة الاعزاء الذين يرومون المشاركة ‏في التظاهر اليوم ويطلب منهم تأجيل التظاهرة المذكورة الى اشعار اخر نظراً ‏لمقتضيات المصلحة العامة".. وشدد بالقول "اننا سنتخذ جميع الاجراءات القانونية والشرعية لمحاسبة المسؤولين عن هذه ‏الاساءة ".

وكان الصدر زار السعودية في الثلاثين من الشهر الماضي واجرى مباحثات مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان اعقبها الاحد الماضي بزيارة الامارات حيث التقى مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وقالت الهيئة القيادية للتيار الصدريفي ختام الزيارتين ان جولة الصدر في دول الخليج والتي قادته الى السعودية والامارات بمثابة "اول الغيث قطر" فكان "من زيارته الميمونة الى المملكة العربية السعودية ما بانت بوارقها وظهرت سواريها تمخر عباب بحر السياسة الهائج بثبات وشموخ ثم الى الإمارات العربية المتحدة فضلا عما حدث في الحج اضافة الى التغيير الملحوظ في تغير الخطاب الديني المتشدد الى صوب الاعتدال وما هو الا غيض من فيض".
وشددت الهيئة في بيان صحافي تابعته "إيلاف" على ان "حراك السيد الصدر اخرج وسيخرج العراق الجريح من عزلته التي قوقعه فيها سياسيو الصدفة الذين يتبعون صفير رعاتها ونباح كلابهم". واضافت قائلة "ان ما تخللته زيارته الميمونة الى دولة الإمارات العربية المتحدة من لقاءات مثمرة قد أذكت روح الإخوة وشهامة العروبة واظهار روح التسامح التي أكدت عليها شرائع السماء لتحطم مخططات الشر التي ناءت بكلكلها على المنطقة من خلافات وحروب لا تأتي الا بالأحقاد والتناحر بين شعوبها الامنة.