ظهر ستيف بانون، الذي كان يشغل في السابق منصب مدير موقع "بريتبارت نيوز" الإخباري اليميني، كأحد القوى المؤثرة الرئيسية في البيت الأبيض برئاسة دونالد ترامب.

ويشغل بانون منصب كبير المستشارين الاستراتيجيين لترامب، وهو دور يتيح له التواصل مباشرة مع الرئيس الأمريكي، ويمكن رصد تأثيره في بعض القرارات الرئيسية التي اتخذها ترامب.

وبرز دور بانون على سبيل المثال في الأول من يونيو/حزيران الماضي عندما أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس بشأن المناخ، التي تعد أحد الأهداف البارزة في سياسة بانون.

وفي أبريل/نيسان الماضي سعى ترامب على ما يبدو إلى تقليل تأثير بانون، عندما رفض التأكيد على أن كبير مساعديه مازال يحظى بدعمه. وشرع في التقليل من أهمية دور بانون في مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة "نيويورك بوست" عندما قال "أنا المستشار الاستراتيجي لنفسي".

ومنذ ذلك الوقت خفت نجم بانون إلى حد ما، وتناقضت أقاويل بشأن إقالة وشيكة له.

كان تعيين بانون محل خلاف من جانب التيار الجمهوري الذي دأب موقع "بريتبارت" الإخباري على توجيه انتقاد له.

ويخدم موقع "بريتبارت"، الذي يوصف بالصدامي، جدول أعمال مناهض للمؤسسة التي يتهمها معارضون بكراهية الأجانب والخداع.

وأصبح "بريتبارت" في ظل قيادة بانون واحدا من أكثر المواقع الإخبارية في الولايات المتحدة قراءة للأخبار المحافظة ومقالات الرأي.

ولد بانون في ولاية فرجينيا الأمريكية عام 1953 وقضى أربع سنوات في البحرية قبل أن يحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد. وانتقل بعدها إلى الخدمات المصرفية الاستثمارية ثم عمل في التمويل الإعلامي وساعد في إطلاق برنامج "سينفيلد" الساخر وبرامج أخرى.

انتقل بانون إلى مجال الإنتاج السينمائي في هوليوود قبل أن يتفرغ لإنتاج أفلام وثائقية سياسية بشكل مستقل.

التقى خلال عمله بأندرو بريتبارت، منظم أعمال محافظ أراد تأسيس موقع يتحدى من خلاله وسائل إعلام قال إن التيار الليبرالي يهيمن عليها.

وعندما توفى أندرو بريتبارت بسبب أزمة قلبية عام 2012، تولى بانون رئاسة الموقع ودفعه إلى الأمام.

ستيفين بانون
Getty Images
استقال بانون من رئاسة موقع "بريتبارت" الإخباري للعمل مديرا في حملة ترامب الانتخابية

وضمن الموقع الإخباري لنفسه مكانة بين المواقع التي تحظى بشعبية، ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن بانون قوله في يناير/كانون الثاني 2016: "نصف أنفسنا بأننا (فريق قتالي) لا يمكن أن تأتي إلينا من أجل الدفء والغموض".

وتسببت بعض العناوين الرئيسية على موقع "بريتبارت" في إذكاء حالة جدل، إذ وصف عنوان رئيسي معلقا محافظا بأنه "يهودي خائن"، فيما شبه عنوان آخر عمل منظمة الحقوق الإنجابية "تنظيم الأسرة" بأنها مثل "الهولوكست".

"موضوعات تفوق أصحاب البشرة البيضاء".

عين ترامب بانون مديرا لحملته الانتخابية في أغسطس/آب 2016 وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسة، عينه في وظيفته في البيت الأبيض.

وانتقد الديمقراطيون تعيينه في منصبه، وقال آدم جنتلسون، المتحدث باسم هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، في بيان :"من السهل معرفة سبب اعتبار المنظمات الأخوية في الولايات المتحدة ترامب بطلها عندما عين واحدا من أبرز دعاة تفوق أصحاب البشرة البيضاء في منصب كبير المساعدين له".

كما انتقدت الجماعات الحقوقية المدنية تعيين بانون، من بينها رابطة مكافحة التشهير، التي تنظم حملات معادية للسامية، ومركز قانون الحاجة الجنوبي، وهي منظمة تكافح جرائم الكراهية.

ووصف جوناثان غرينبلات، المدير التنفيذي لمركز مكافحة التشهير، بانون بأنه "الرجل الذي رأس أول موقع إلكتروني لليمين البديل، وهي مجموعة من القوميين البيض والمعادين للسامية والعنصريين".

ترامب وبانون
AFP

وقال ترامب إن بانون سيعمل "كشريك مكافئ" لبريبوس، كبير موظفي البيت الأبيض، وكان كلا المساعدين في صالح الرئيس في بعض الأحيان خلال إدارته.

وقال ترامب لصحيفة "نيويورك بوست": "أحب ستيف، لكن عليكم أن تتذكروا أنه لم يكن مشاركا في حملتي الانتخابية حتى وقت متأخر جدا".

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن بانون شارك في صراع على السلطة مع صهر ترامب ومستشاره البارز، جاريد كوشنر، الذي يتمتع بنفوذ وتأثير في إدارة ترامب.

وأقال ترامب بانون من دوره البارز في مجلس الأمن الوطني، لكنه حافظ على اتصاله غير المقيد بالرئيس، وهو امتياز خاص في البيت الأبيض.

وحتى الآن أثبت مستشار ترامب على الأقل أنه أحد الناجين السياسيين.