شهد إقليم كاتالونيا هجومين استخدم فيهما شاحنتان مسرعتان لدهس عدد من المارة.

وفيما يلي كل ما نعرفه حتى الآن عن الهجومين؟

دهست شاحنة بيضاء بعد ظهر أمس الخميس في تمام الساعة 16:50 دقيقة بالتوقيت المحلي (14:50 بتوقيت غرينتش) عددا من الأشخاص في شارع "لاس رامبلاس" السياحي الشهير بوسط برشلونة والذي يمتد طوله إلى 1.2 كليومتر وكان يعُج بالسائحين.

وأفادت تقارير بأن قائد الشاحنة سار بشكل متعرج في محاولة لدهس أكبر عدد ممكن من الناس على طول المنطقة المليئة بالمارة ما أدى إلى إصابة وسقوط العديد على الأرض ودفع آخرين للفرار بحثا عن مخبأ في المتاجر والمقاهى.

وأسفر الهجوم عن مقتل 14 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين وتمكن سائق الشاحنة من الفرار من موقع الحادث ولم يلق القبض عليه حتى الآن.

ووصفت الشرطة الإسبانية الهجوم بأنه إرهابي.

المارة في
EPA
السلطات الإسبانية تعتقد أن هناك صلة بين الهجومين على لاس رامبلاس وكامبريلس

ما هو الهجوم الثاني؟

وبعد مرور نحو ثمان ساعات، اندفعت شاحنة أخرى من نوع "أودي ايه3" نحو عدد من المارة في بلدة كامبريلس الساحلية الشهيرة التي تبعد نحو 110 كيلومترات جنوب غربي برشلونة.

وأصيب في الهجوم ستة أشخاص، أحدهم في حالة خطرة، وكان من بين المصابين ضابط شرطة.

وأطلقت الشرطة النار على خمسة مهاجمين، بعضهم كان يرتدي أحزمة ناسفة على ما يبدو، ما أسفر عن مقتل أربعة في موقع الحادث بينما توفي الخامس لاحقا متأثرا بجراحه.

ونُفذت تفجيرات أخرى باستخدام أجهزة تحكم عن بعد، لكن السلطات ذكرت لاحقا أن الأحزمة الناسفة كانت مزيفة.

ويُعتقد أن هناك صلة بين الهجومين على لاس رامبلاس وكامبريلس.

اقرأ أيضا: هجوم برشلونة: الشرطة تحبط هجوما ثان وثلاثة أيام حداد في جميع أنحاء إسبانيا

اقرأ أيضا: الشرطة الفرنسية تحتجز مشتبها به في حادث دهس استهدف جنودا في باريس

من جرى اعتقالهم؟

ألقت السلطات يوم الخميس القبض على شخص في بلدة ألكانار، وهو ينحدر من مدينة مليلة الإسبانية الواقعة إلى الشمال الشرقي للمغرب، بالإضافة إلى مواطن مغربي في منطقة ريبول، وكلا البلدتان تقعان في إقليم كاتالونيا مثل برشلونة.

ونشرت الشرطة صورة للمواطن المغربي المُعتقل ويُدعى إدريس أوبكير، والذي استخدمت وثائق هويته لاستئجار الشاحنة المستخدمة في الهجوم على راس رامبلاس، لكن وسائل إعلام محلية ذكرت أن أوراقه سُرقت واستخدمت دون علمه.

وكان أوبكير وصل إلى إسبانيا من المغرب في 13 أغسطس/آب، حسبما ذكرت صحيفة إل باييس نقلا عن مصادر في الشرطة.

وألقت الشرطة القبض على شخص آخر في ريبول، ولم يُعرف حتى الآن كم عدد الأشخاص الذين خططوا للهجمات.

هل وقعت هجمات أخرى أيضا؟

هاجم شخص بسيارة مساء الخميس في تمام الساعة 19:30 بالتوقيت المحلي مجموعة من ضباط الشرطة في نقطة تفتيش على مشارف برشلونة.

وعُثر على السيارة لاحقا وداخلها شخص متوف، لكن وزارة الداخلية نفست تقارير سابقة بأنه قتل برصاص الشرطة. ولا يُعتقد أن هذا الشخص له صلة بالهجوم على لاس رامبلاس، لكن التحقيقات لاتزال جارية، حسبما ذكر مسؤولون.

امرأة وفتاة تحاولان الفرار من موقع الهجوم في لاس رامبلاس
BBC
عدد من المارة فروا في حالة من الذعر طلبا للاحتماء في المقاهي والمتاجر بعد هجوم لاس رامبلاس

وتربط السلطات الإسبانية الآن بين الهجومين في برشلونة وكامبريلس وتفجير وقع في منزل مساء الأربعاء في بلدة ألكانار الواقعة على بعد 200 كيلومتر إلى الجنوب من برشلونة.

وقال قائد الشرطة، جوسيب لويس ترابيرو، في وقت سابق يبدو أن سكان هذا المنزل كانوا "يجهزون عبوة ناسفة".

وقد قتل في انفجار المنزل الذي دُمر بالكامل شخص واحد وجرح سبعة أخرون.

من هم الضحايا

وتقول السلطات الإسبانية إن الضحايا ينتمون إلى 24 دولة على الأقل من بينها أيرلندا وفرنسا وأستراليا والصين وباكستان وفنزويلا والجزائر وبيرو وألمانيا وهولندا واليونان وهونغ كونغ وتايوان والفلبين.

وأعلنت بلجيكا مقتل أحد موطنيها، وقالت فرنسا إن 26 من مواطنيها أصيبوا من بينهم 11 شخصا إصابتهم خطيرة، في حين أعلنت الحكومة الأسترالية إصابة أربعة من مواطنيها على الأقل.

من المسؤول عن الهجمات؟

أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم بالشاحنة على "لاس رامبلاس"، وقال في بيان مقتضب لوكالة أعماق التابع له إن الهجوم شنه "جنود الدولة الإسلامية"، لكنه لم يقدم أي أدلة أو تفاصيل تُدعم مزاعمه.

لماذا إسبانيا؟

تُعد إسبانيا واحدة من أشهر المقاصد السياحية في أوروبا، لكنها لم تشهد أعمال عنف مماثلة نفذتها عناصر متشددة في السنوات الأخيرة مثل تلك التي هزت فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وألمانيا.

لكن إسبانيا استهدفت في هجمات سابقة من بينها تفجيرات استهدفت قطارات في العاصمة مدريد نفذها مسلحون يستلهمون فكر تنظيم القاعدة في عام 2004، ما أسفر عن مقتل 191 شخصا.

وقالت شبكة إعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية إن التنظيم نفذ الهجوم في إطار جهوده لاستهداف الدول التي تقاتل ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضده.

وينتشر بضع مئات من القوات الإسبانية في العراق ويقدموا التدريب لقوات الأمن المحلية التي تقاتل التنظيم.

إلى أي مدى ينشط المتشددون في إسبانيا؟

زاد عدد العمليات التي تستهدف عناصر متشددة بشكل كبير منذ أن رفعت إسبانيا من مستوى التحذير من عمليات إرهابية إلى المستوى الرابع من خمس مستويات في يونيو/حزيران عام 2015، وهو ما يعني أنه كان هناك "خطر كبير" لشن هجوم إرهابي.

وقبل وقوع الهجمات الأخيرة، اعتقلت السلطات الإسبانية 51 عنصرا متشددا مشتبه بهم هذا العام في مقابل 69 اعتقلوا العام الماضي و75 آخرين في عام 2015، حسبما ذكرت صحيفة إل باييس.

وعززت السلطات من جهود الأمن والمراقبة في أعقاب هجومين بشاحنتين في مدينة نيس الفرنسية في يوليو/تموز عام 2016 وفي العاصمة الألمانية برلين في ديسمبر/كانون الأول الماضي.