ما زالت أصداء الهجوم الذي وقع في برشلونة يطغى على تغطية الصحف البريطانية وتراجع الاهتمام بالشأن العربي والشرق أوسطي فيها.

وعنونت صحيفة التايمز افتتاحيتها " الحرب غير المقدسة". وقالت فيها إن "تنظيم الدولة الإسلامية خسر معركته ضد الغرب، لكن الحضارة الغربية ستظل في صراع يستمر لأجيال في صراع من أجل حماية قيّمها ومؤسساتها".

وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة كشف عن ضعفه لا عن قوته عبر هذه الهجمات الدموية التي ضربت برشلونة و منتجع كامبريلس.

وأردفت أن "مؤيدي تنظيم الدولة هللوا فرحاً بإنجازات المجموعة الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي، تماماً كما هللوا لهجمات لندن في يونيو/حزيران، إلا أن الحقيقة أنهم يرقصون على قبورهم".

وتابعت الصحيفة أن " تنظيم الدولة يكثف استخدام طرق القتل هذه لأن حلمه ببناء دولة الخلافة في الشرق الأوسط ذهب أدراج الرياح"، إلا أن أن هذا الأمر لن يشكل أي راحة لأولئك الذين ما زالوا يتعرضون للدهس في المدن الأوروبية بحسب الصحيفة.

وأشارت الافتتاحية أيضاً إلى أن ذلك يعيد طرح سؤال مفاده - كيف يستطيع الغرب الاستعداد للمرحلة الثانية من حملته التي تبدو طويلة الأمد على الإرهاب؟.

ونقلت الصحيفة تصريحات للمدير العام السابق لوكالة الاستخبارات البريطانية اللورد جوناثان إيفانز يحذر فيها من أن " تنظيم الدولة الإسلامية سيشكل تهديداً للغرب لثلاثة عقود مقبلة، لأن الأمر يعتبر مشكلة أجيال".

وختمت الصحيفة بأنه يترتب علينا العمل بأن لا تتحول عملية بناء دولة الخلافة الفاشلة على الأرض إلى دولة خلافة رقمية، كما يتوجب على علماء المسلمين التأكيد لاتباعهم بأن "الجهاديين ليسوا شهداء بل مجرمين ومرتكبي معاصي".

هناك مئات الاف العمال الاجانب يعملون في قطر
AFP
هناك مئات الاف العمال الاجانب يعملون في قطر

الكويت والحّر

ونقرأ في صحيفة الغارديان مقالاً لروث مياكلسون بعنوان " الكويت تعاني من بارتفاع درجة حرارة طقسها - الذي سيزداد سوءاً"، ركزت فيه على معاناة العمال في الكويت في الصيف القائض.

وقالت كاتبة المقال إن "العمال في الكويت يعملون في ظل ارتفاع مستمر لدرجات الحرارة في الصيف جراء التغيير المناخي".

وأردفت أن " العمال في الكويت يعملون منذ ساعات الصباح الأولى في تنظيف الطرقات وهم يلبسون ثياباً تغطي أجسادهم للوقاية من أشعة الشمس الحارقة التي تصل في الصباح إلى نحو 45 درجة مئوية".

وتابعت أن العديد من العمال يشغلون أعمالا تتطلب منهم البقاء خارج الأبنية حيث لا مبردات هوائية تخفف من وطأة درجات الحرارة العالية التي قد تصل إلى 50 درجة مئوية، فمنهم من يعمل على ركن السيارات لزبائن المطاعم أو المتاجر ، ويعمل البعض الآخر في أعمال البناء وتشييد الطرقات وتنظيفها، وغيرها من المهن.

وأشارت إلى أن الكويت احتلت العام الماضي المرتبة الأولى بين دول الخليج في ارتفاع درجات حرارتها إذ وصلت إلى نحو 54 درجة مئوية.

وأوضحت أنه في الوقت التي تشهد فيها الكويت ارتفاعاً متزايداً لدرجات الحرارة فإن هناك قلق متنامي بشأن قاطني هذه الدول الذين لا يمكنهم البقاء بعيداً عن أشعة الشمس بسبب طبيعة عملهم.

وأردفت أن القانون في الكويت يمنع العمال من العمل في الهواء الطلق بين الساعة 12 إلى الساعة الرابعة، إلا أن الكثير منهم ما زالوا يعملون خلال هذه الفترة حيث تصل درجات الحرارة إلى 54 درجة مئوية.

وأشارت كاتبة المقال إلى أن هناك توجهات بجعل مدينة الكويت مدينة خضراء بحلول عام 2019، وبدأ العمل ذلك باستخدام الألواح الشمسية لإنتاج الطاقة، كما أنه سيكون هناك الكثير من الباصات بدلاً من السيارات"، مضيفة أنه سيكون هناك مزيداً من الأمكنة للمشي والتنقل، إضافة إلى أن وضع أجهزة استشعار لاستخدام المياه وسيتم التحكم بالمبردات الهوائية في المباني بأكملها وليس من قبل أصحاب البيوت أنفسهم".

ونقلت عن أحد المواطنين الكويتيين قوله بأن " الكثيرين غير مقتنعين بهذه الفكرة".

وختمت بأنه لا يزال العديد من عمال البناء يعملون في ظل ارتفاع قاس لدرجات الحرارة، وبالرغم من تعاطف أصحاب العمل إلا أنهم بحاجة لإنجاز أعمالهم".

قال إد حسين في ديلي تلغراف إن
Getty Images
قال إد حسين في ديلي تلغراف إن "إسبانيا اليوم تعتبر أرضاً محتلة يجب تحريرها".

الإسلام ودولة الخلافة

ونشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالاً لإد حسين بعنوان "لا تلوموا الغرب، فالإرهاب لن يتوقف حتى يرفض المسلمون فكرة الخلافة".

وقال كاتب المقال إن "الهجمات في إسبانيا لا تتوافق مع فكرة أن سياستنا الخارجية هي سبب نشوء الإسلام المتطرف".

وتساءل "ما الخطأ الذي ارتكبته إسبانيا؟ ولماذا استهدفت من قبل المتطرفين الإسلاميين الذين قتلوا العديد من الأبرياء؟، مضيفاً أن هذه هي الأسئلة التي يطرحها الغربيون على أنفسهم بعد هجمات برشلونة.

وأردف أن "سياسة إسبانيا الخارجية تثبت بأنه لا يمكننا وقف الإرهاب بمجرد تغيير تصرفاتنا"، مشيراً إلى أنه في عقول المسلمين فإن إسبانيا ليست إسبانيا بل الأندلس التي تعد جزءاً من الإمبراطورية الإسلامية التي بقيت في إسبانيا لمدة 700 عام".

وأضاف كاتب المقال إلى أن "إسبانيا اليوم تعتبر أرضاً محتلة يجب تحريرها بنظرهم".

وختم بالقول إن على "المسلمين رفض فكرة أنهم يريدون دولة الخلافة، كما أن على الغرب اتخاذ موقف في معركة الأفكار هذه بين المسلمين".