برشلونة: تواصل الشرطة الاسبانية السبت البحث عن عضو ها رب في الخلية التي تم تفكيكها وتقف وراء اعتداءي برشلونة وكامبريلس اللذين تبناهما تنظيم الدولة الاسلامية.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية اعتداء برشلونة الذي أسفر عن مقتل 13 شخصا واصابة اكثر من 120 الخميس ثم لاحقا هجوم كامبريلس الذي قتل فيه شخص واصيب ستة بجروح السبت.

في المقابل قررت الحكومة ابقاء مستوى الانذار الارهابي على مستوى 4 على 5، المطبق منذ هجوم دام في تونس في يونيو 2015. ويوازي المستوى الاعلى خطر هجوم وشيك وينعكس بتعزيز انتشار الجيش في الشوارع.

واوضح وزير الداخلية الاسباني خوان ايناسيو زويدو ان "الخبراء قرروا بالاجماع الابقاء على هذا المستوى" مع تشديد عدد من الاجراءات الأمنية، ولم يوفر مزيدا من التفاصيل.

لكنه أعلن في المقابل ان الخلية المؤلفة من 12 شخصا على الاقل وتقف وراء اعتداءي برشلونة وكامبريلس "تم تفكيكها"، في حين لا تزال الشرطة تبحث عن المغربي يونس ابو يعقوب البالغ 22 عاما بعد نشر صورته.

وقال مسؤول وزارة الداخلية في كاتالونيا يواكيم فورن من جانبه "أظن ان الضربة الموجهة في كامبريلس كبيرة لتفكيك التنظيم لكن لا يزال هناك عمل ينبغي القيام به".

وقال مسؤولو شرطة كاتالونيا ان التحقيقات لا تزال جارية.

وقد يكون ابو يعقوب، بحسب وسائل الاعلام الاسبانية، سائق الشاحنة التي دهست الخميس المارة في جادة لا رامبلا. لكن الشرطة ترفض تأكيد هذه المعلومة مكررة أنها ما زالت لم تتعرف إلى هوية السائق.

بعد ساعات على الهجوم الاول في وسط برشلونة بعد ظهر الخميس، أقدمت سيارة "اودي ايه3" مسرعة على صدم سيارة للشرطة على الكورنيش البحري لكامبريلس، المنتجع السياحي جنوب العاصمة الكتالونية.

وتلا ذلك تبادل لإطلاق النار قتل خلاله الركاب الخمسة في السيارة الذين كانوا مجهزين بأحزمة متفجرة زائفة وبحوزتهم فأس وسكاكين.

وحاليا تحتجز الشرطة أربعة من أفراد المجموعة المشتبه بهم فيما قتل خمسة في كامبريلس وتم التعرف إلى ثلاثة آخرين، هم يونس أبو يعقوب واثنين آخرين يرجح مقتلهما في انفجار منزل في ألكانار، على بعد 200 كلم جنوب برشلونة، في مخبأ مليء بعبوات الغاز حيث كانت المجموعة تحاول صنع عبوات متفجرة.

ويجري البحث عن سيارة أخرى، ووجهت الشرطة الاسبانية الجمعة بلاغا الى السلطات الفرنسية بشأن سيارة من طراز "رينو كانغو" بيضاء يشتبه في عبورها الحدود الفرنسية-الاسبانية، بحسب مصدر في الشرطة الفرنسية.

وذكرت الشرطة ان المجموعة التي فقدت ما جمعته من مواد في هذا الانفجار، اضطرت الى تغيير خططها فتحركت بتسرع لشن هجمات على نطاق أصغر وأقل دموية مما كان متوقعا.

مداهمة منزل إمام

كان معظم اعضاء الخلية على صلة بمدينة ريبول الصغيرة على سفوح سلسلة جبال البيرينيه التي تعد 10 الاف نسمة، حيث أقام ثلاثة من المنفذين الذين تم التعرف الى هوياتهم، وهم المغاربة موسى أوكبير (17 عاما) وسعيد علاء (18 عاما) ومحمد هشامي (24 عاما)، وحيث أوقف ثلاثة من المشتبه بهم.

كما تمت مداهمة منزل إمام مسجد في هذه المدينة فجرا، على ما أفاد شخص يشاركه السكن عرف عن نفسه باسم نور الدين، وشهد عملية الشرطة. ونقلت صحيفة "ال باييس" عن مصادر في الشرطة ان الامام ربما قتل في انفجار ألكنار. وقال نور الدين لوكالة فرانس برس "رأيته لآخر مرة الثلاثاء وقال لي انه مغادر للقاء زوجته في المغرب".

لكن الشرطة رفض تأكيد أن الرجل إمام مسجد.

وأثار الاعلان عن التورط المفترض لموسى أوكبير وشقيقه إدريس (27 عاما، اعتقل الخميس) في الاعتداءات، صدمة لدى أقربائهما الذين أكدوا أنهم لم ينتبهوا الى انهما قد تطرفا. وقال والدهما سعيد من بلدته ملوية في الاطلس الوسط بالمغرب وقد اغرورقت عيناه بالدموع "لم المح اي مؤشر الى التطرف لديهما. كانا يعيشان مثل الشبان الاخرين من عمرهما، ويلبسان مثلهم". 

في برشلونة توجه وزير الخارجية الالماني سيغمار غبريال الى جادة لا رامبلا التي شهدت الهجوم مذكرا بان موجة الاعتداءات طالت بلدانا اوروبية عديدة هي فرنسا وبلجيكا والمملكة المتحدة والمانيا وأخيرا اسبانيا التي حيدت حتى الان.

وقال الوزير بعد وضع الزهور ان "المانيا تعتبر كذلك بلدا آمنا ورغم ذلك شهدنا اعتداء مريعا في سوق الميلاد في العام الفائت". وأصيب 13 المانيا على الاقل بجروح في اعتداء برشلونة.

ويزور الملك فيليبي السادس والملكة ليتيسيا السبت جرحى الاعتداءين، وما زال 59 منهم في المستشفى بينهم 12 في حالة حرجة. وبين الضحايا مواطنون من 35 جنسية مختلفة على الاقل.