اهتمت صحف عربية بحادث الدهس في برشلونة الذي أودى بحياة 13 شخصًا وأصاب عشرات آخرين، وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف أيضًا باسم "داعش" المسؤولية عنه. وبينما اتفق الكُتاب في التنديد بالهجوم، اختلفوا في تفسير أسباب الإرهاب وسبل مواجهته.

الأساليب الأمنية لا تكفي

تقول افتتاحية الأهرام المصرية إن الحادث "يدل على أن أوروبا بالكامل باتت في مرمى الإرهاب الذى ينشب مخالبه في كبرى العواصم وضواحيها". .

وتطالب الجريدة بتشكيل "تحالف دولي دائم يقوده مجلس الأمن الدولي مهمته مواجهة الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله، وإلا فسيحصد العالم المزيد من الضحايا وسط خيبات الأمل في القضاء على هذا الخطر الداهم.

وفي العرب اللندنية، يقول خطار أبو دياب إن "الخلاصة الأولية لمجريات الخميس الأسود تؤكد على الفشل في الحرب الأوروبية الاستباقية ضد إرهاب مصمم وأعمى..

ويشدد الكاتب على أن "إنهاء دولة الخلافة المزعومة في العراق وبلاد الشام لن ينهي معضلة الاٍرهاب، وأن الأساليب الأمنية والعسكرية ليست كافية لوحدها في مواجهة آفة الفكر الإلغائي والإقصائي.

ويرى أن مواجهة هذه المشكلة يتطلب "إعادة بناء الدول في العراق وسوريا وليبيا وغيرها على أسس صحيحة" و"اعتبار أوروبا التفاهم مع الضفة الأخرى من المتوسط أولوية سياسية واقتصادية"، و"قبل كل شيء، تحمُّل النخب المسلمة العربية والأوروبية لمسؤولياتها عمليًا وليس لفظا.

وفي مقاله في الغد الأردنية بعنوان "الشاحنات المقدسة"، يرى باسم الطويسي أنه "لا جديد في هجوم برشلونة والهجمات الأخرى التي شهدتها مدن إسبانية إلا المزيد من الضحايا الأبرياء، فعمليات الدهس بالشاحنات تجسد ظاهرة أخذت تتنامى منذ العام 2014".

وفي تفسيره للظاهرة، يطرح الكاتب أن "الشاحنات المقدسة التي تحصد البشر بدون أن تميز أجناسهم أو أديانهم لا تعبر فقط عن لوثة فكرية دينية... بل تحمل رمزية فشل أنظمة اجتماعية وثقافية، وفشل الدولة الوطنية جنوب المتوسط".

وتندد افتتاحية القدس العربي اللندنية بالحادث، محذرة من آثاره على العرب والمسلمين المقيمين في الدول الأوروبية. وتقول الصحيفة إن "العرب والمسلمين الذين يقيمون في إسبانيا خصوصًا، وأوروبا عمومًا، سيكونون من أكثر الناس تأثرًا بتلك العملية الإجرامية، فهم سيشكلون الهدف السهل للمنظمات والأحزاب العنصرية".

وتندد الجريدة بتعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الحادث، الذي استعاد فيه قصة جنرال أمريكي استطاع القضاء على "الإرهاب الإسلامي" عندما قتل عشرات المتمردين المسلمين في الفلبين. وتصف الصحيفة هذه التصريحات بأنها "دليل على انحطاط عقلي وأخلاقي وسياسي غير مسبوق، يشكل خطرًا كبيرًا لأنه يشرّع الإبادة الجماعية ويبررها ويعطي سندًا للطغيان والاستبداد".

"احتضان أفاعي الإرهاب"

ينتقد بعض الكُـتاب استقبال الدول الأوروبية للمعارضين الإسلاميين القادمين من الدول العربية، مشيرين إلى وجود تواطؤ بين الساسة الأوروبيين والجماعات الإرهابية.

ففي أخبار الخليج الإماراتية، يحمِّل سيد عبد القادر الدول الأوروبية قسمًا من المسؤولية عن هذه الهجمات قائلا": "على مدى اليومين الماضيين، وقعت دول أوروبا فريسة لهجمات إرهابية مؤسفة، راح ضحيتها أبرياء أسيلت دماؤهم أو أزهقت أرواحهم بلا ذنب، فهل تتحمل هذه الدول جزءًا من المسؤولية لأنها احتضنت أفاعي الإرهاب السامة في بيوتها، متذرعة بشعارات حقوق الإنسان لحماية من لا يحترمون الحقوق ولا الإنسانية؟"

ويتساءل ما إذا كان قد "حان الوقت لتطهير العواصم الأوروبية من كل هؤلاء الأفاقين تجار الدين.

وعلى المنوال نفسه، يقول كريم عبد السلام في اليوم السابع المصرية إنه "لن يكون حادث الدهس الذى نفذه داعشي مخبول في وسط برشلونة الأخير في قلب العواصم وكبريات المدن الأوروبية... ما دام السياسيون الأوروبيون يتلاعبون مع ثعابين وذئاب الإرهاب".

ويعتقد الكاتب أن "حادث برشلونة الأخير كشف التواطؤ الرهيب بين الساسة الأوروبيين والتنظيمات الإرهابية"، ويتساءل "هل يمكن بعد ذلك أن نتعاطف مع الساسة الأوروبيين حال انقلاب ثعابين وذئاب الإرهاب عليهم؟"