حققت القوات العراقية، بعد ساعات من إطلاق حملتها العسكرية، فجر اليوم، لتحرير قضاء تلعفر غرب مدينة الموصل الشمالية، تقدمًا ملحوظًا باقتحام تحصينات التنظيم ومحاصرته جنوبًا وتحرير ومحاصرة عدد من القرى المناطق بغربها والاستعداد لاقتحام أحياء المدينة.. فيما حظرت القوات على وسائل الاعلام النقل المباشر للعمليات الحربية.

إيلاف من لندن: أعلن قائد عمليات "قادمون ياتلعفر" الفريق قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يار الله أن قطعات فرقة المشاة السادسة عشرة حررت قرى بطيشة والعلم وخفاجه وحلبية العليا ومرازيف شرق تلعفر، ورفعت العلم العراقي فيها، وكبدت داعش خسائر في الأرواح والمعدات.

كما أعلن قائد الشرطة الاتحادية عن إستعادة أولى المناطق في تلعفر ضمن اطار العملية العسكرية الواسعة التي اطلقتها القوات العراقية فجر الاحد، وقال الفريق رائد جودت في بيان تابعته "إيلاف"، إن قطعات الشرطة الاتحادية مسنودة بطيران الجيش قد استعادت السيطرة على مناطق عبرة الصغيرة وعبرة النجار وعبرة حنش والعبرة الكبيرة وتتقدم في المحور الغربي باتجاه مناطق السعد والزهراء والوحدة.

وأشار إلى أنّ مدفعية الجيش والطيران الحربي تقصف حاليًا مواقع داعش وتحصيناته داخل قضاء تلعفر. 

كما اقتحمت قوات اللواء السادس والعشرين في الحشد الشعبي تحصينات الساتر الأمامي لقضاء تلعفر وقتلت العشرات من عناصر داعش. وقالت قوات الحشد في بيان تابعته "إيلاف"، إن "قواتنا وباسناد طيران الجيش تمكنت من اقتحام وفتح الساتر الأمامي لتلعفر، وهي تواصل تقدمها نحو الاهداف المرسومة لها حيث قتلت العشرات من عناصر داعش.

وحاصرت قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي قضاء تلعفر من الجهة الجنوبية وتستعد لاقتحام قرية "العبرة الشمالية" غرب تلعفر تمهيداً لاقتحامها.. وانجزت عملية تحرير قريتي " تل الصبان" و"تل زنبار" غرب قضاء تلعفر، وباشرت بتطويق "قره تبة"جنوب تلعفر.

القوات تتهيّأ لاقتحام أحياء تلعفر

واضاف الحشد الشعبي بأن قواته تقدمت بخطى متسارعة ووصولها لمشارف الاحياء الغربية لقضاء تلعفر لمشاغلة الارهابيين وتسريع تقدم القوات الأمنية من المحور الشرقي. واوضح ان قوات اللواء العاشر بانتظار الاوامر من القيادات الامنية العليا لدخول الاحياء الغربية لتلعفر وتأمين ممرات آمنة للأسر الهاربة من داعش غرب القضاء. 

وأشار إلى تسيير طائرات مسيرة لكشف تحصينات ودفاعات الارهابيين في اطراف تلعفر الغربية.. وقال إن تقدم اللواء العاشر في المحور الغربي يهدف إلى مشاغلة الارهابيين ومنعهم من إعاقة تقدم الفرقة التاسعة وفرقة العباس القتالية.

وقد تم خلال ذلك تدمير اربع عجلات مفخخة لداعش اثناء تقدمها جنوب قضاء تلعفر، حيث تمكن الحشد باسناد القوات الامنية من تدمير اربع عجلات مفخخة لداعش في منطقتي الزريقي و تل المحراب ضمن المحور الجنوبي لتلعفر.

يذكر ان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أعلن فجر اليوم الاحد الموافق 20 اغسطس2017 عن إنطلاق عمليات تحرير تلعفر، فيما أكد أن موعد النصر سيتحقق قريبًا، وان مدينة تلعفر ستعود لتلتحق بركب التحرير.

منع وسائل الاعلام من النقل المباشر للعمليات الحربية 

وقد حظرت قيادة القوات المشتركة على وسائل الاعلام النقل المباشر للمعارك خاصة في لحظات الاشتباك مع مسلحي داعش.

وقالت القوات المشتركة في تعليمات وجهتها إلى وسائل الاعلام اليوم، واطلعت "إيلاف" على نصها، انه "من اجل سلامتكم توخي الحذر وعدم الدخول في مناطق الاشتباك المباشر مع العدو والتنسيق مع ضباط الاعلام في الميدان عند التحرك مع القوات". ودعت الاعلاميين إلى ارتداء الدرع الواقي والخوذة والالتزام بوصايا السلامة والامن.. وعدم اجراء النقل المباشر في مناطق تجمع القوات الامنية او قرب الاسلحة او في ساعات الاشتباك مع العدو.

وشددت القوات على الاعلاميين بضرورة حمل التخويل الاعلامي، لانه لن يسمح لاي جهة اعلامية بالوصول إلى قاطع العمليات الحربية من دونه.. وأشارت إلى أنّه يمكن اجراء التغطيات الاعلامية من خلال الاماكن الامنة المحددة واجراء اللقاءات مع القادة المخولين ومع النازحين لحظة خروجهم من مناطقهم، واخذ التصريحات من الضباط المخولين حصرًا.

وكان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أعلن فجر اليوم الاحد إنطلاق عمليات تحرير مدينة تلعفر مؤكداً أن موعد النصر سيتحقق قريبًا وان المدينة ستعود لتلتحق بركب التحرير. وتوقّع خبراء عسكريون انهياراً سريعاً لتحصينات التنظيم في تلعفر آخر معاقله في محيط مدينة الموصل، مؤكدين أن وضعه مختلف عن جارته، التي استغرق تحريرها حوالي تسعة أشهر.

وتشارك في معركة تحرير قضاء تلعفر ذي الغالبية التركمانية إلى جانب الجيش، قوات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الدفاع والشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية، اضافة إلى الحشد الشعبي. 

توقعات بقتال شرس

وكان التنظيم سيطر على هذا القضاء ضمن أراضٍ واسعة اجتاحها شمال وغرب البلاد في يونيو عام 2014 قبل أن يبدأ بخسارة مواقعه اثر هجومات واسعة شنتها القوات العراقية المدعومة دوليًا خلال الأشهر الماضية.

ومنطقة قضاء تلعفر المستهدفة هي جبهة بطول نحو 60 كيلومترًا وعرض نحو 40 كيلومترًا وتضم مدينة تلعفر مركز القضاء وبلدتي العياضية والمحلبية، اضافة إلى 47 قرية.

ويقدر قادة عسكريون أميركيون وعراقيون وجود حوالي 2000 داعشي في المدينة، من المتوقع أن يخوضوا قتالاً شرساً، على الرغم من أن معلومات استخباراتية من داخل المدينة تشير إلى أنهم مستنزفون من المعارك والقصف الجوي ومن نقص الإمدادات منذ أشهر.

ومنذ أسابيع، تفر دفعات من المدنيين من تلعفر والقرى المحيطة بها في جنح الظلام إلا أن التقديرات تشير إلى بقاء عدة آلاف بسبب تهديدات بالقتل من الدواعش، الذين أحكموا قبضتهم على المدينة منذ صيف عام 2014.

وقدرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن ما يتراوح بين عشرة آلاف و40 ألف شخص بقوا في تلعفر والقرى المجاورة. وتقول جماعات إغاثة إنها لا تتوقع خروجًا جماعيًا بأعداد ضخمة من المدينة، إذ أن أغلب سكانها غادروها بالفعل.