برلين: أعلن الكاتب الالماني التركي الأصل دوغان اخانلي العالق في اسبانيا بموجب مذكرة توقيف صادرة من انقرة، إنه لم يكن يتصور أن يتم تعقبه في دولة اوروبية من قبل من يريدون "اسكاته".

وقال اخانلي (60 عاما) إن توقيفه السبت في اسبانيا كان "تجربة مروعة، لانني حسبت أنني بأمان في الدول الاوروبية، وأن الذراع الطولى للاستبداد والعنجهية (التركية) لا يمكن أن تصل إلى هذا المدى".

أوقف اخانلي في غرفته في فندق اثناء قضائه اجازته في مدينة غرناطة الاندلسية بموجب مذكرة توقيف صادرة من تركيا سلمت الى الانتربول، الأمر الذي يزيد من التوتر في العلاقات المتوترة أساسا بين المانيا وتركيا. 

احتجت المانيا بشدة على المذكرة الصادرة بحق اخانلي، الذي افرجت محكمة اسبانية عنه الاحد، "شرط بقائه في مدريد"، وابلاغ السلطات عن مكان تواجده اسبوعيًا، فيما يتعيّن على تركيا ارسال مذكرة ترحيل رسمية خلال 40 يومًا.

وقال اخانلي المولود في تركيا في 1956 ويعيش منذ 1992 في كولونيا في غرب المانيا لصحيفة دير شبيغل الاسبوعية "لا أتصور كمواطن الماني أن يتم ترحيلي الى دولة غير اوروبية، لكن بالطبع ينتابني القلق".

ودانت المانيا ملاحقة اخانلي، التي اعتبرتها ذات دوافع سياسية، فيما حذرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الأحد الحكومة التركية من "اساءة استخدام" الانتربول لملاحقة منتقديها. 

ووصف اخانلي، في مؤتمر صحافي بث على الهواء مباشرة في المانيا، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بانه ينتهج "سلوكا استبداديا"، وان تصريحاته تعكس"عنجهية وجنون عظمة". أضاف أنه إذا تم ترحيله إلى تركيا، فإن ذلك سيكون "فضيحة قضائية وسياسية"، لكنه تعهد "بأنهم (تركيا) لن يسكتوني". 

ولد اخانلي وترعرع في اسطنبول، وسُجن بين عامي 1985 و1987 بعد انقلاب عسكري. وتشير سيرته الذاتية على موقعه الالكتروني إلى تعرضه للتعذيب خلال حبسه "كسجين سياسي". ويغضب أخانلي الحكومة التركية بكتاباته عن المجزرة الأرمنية خلال الحرب العالمية الاولى، التي شهدت مقتل ونزوح نحو 1,5 مليون ارمني في عهد السلطنة العثمانية.

وتعتبر دول غربية من بينها المانيا هذه الاحداث "ابادة جماعية"، وهو المصطلح الذي ترفضه انقرة بشدة. ويعتبر الكاتب من المناهضين للنظام التركي، وسبق ان لوحق امام القضاء التركي. فبعد الاشتباه في ضلوعه في عملية سرقة العام 1989 اوقف لدى وصوله الى اسطنبول في 2010، ثم افرج عنه، وتمت تبرئته، قبل ان تقرر محكمة استئناف محاكمته مجددا. 

وتشهد العلاقات بين تركيا والمانيا توترًا منذ محاولة الانقلاب التي جرت في 15 يوليو 2016 ونسبت الى الداعية فتح الله غولن الذي ينفي ذلك.

وتقول السلطات الالمانية ان عشرة المان، بعضهم اتراك ايضًا، معتقلون في تركيا، بينهم دينيز يوجيل الصحافي الالماني التركي مراسل صحيفة "دي فيلت" الالمانية الموقوف منذ فبراير الماضي.