نصر المجالي: طالب مسؤول أوروبي كبير دول الاتحاد الأوروبي بضرورة اتخذ إجراءات عملية لردع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وأن على الاتحاد أن يتوقف عن رصد تصرفات تركيا عن بعد بل يحدد موقفا من هذه التصرفات.

وقال يوهانس هان المفوض الأوروبي لشؤون توسيع الاتحاد وسياسة الجوار، إن الوقت حان بالنسبة لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كي يناقشوا النتائج الاستراتيجية التي من الممكن أن تنجم جراء التصرفات التركية.

وحسب ما نقلت وكالة (تاس) فإن المفوض الأوروبي لخص في مقابلة أجرتها معه صحيفة "زيدويشي تسايتونغ" الألمانية ونشرتها على موقعها مساء يوم الاثنين، الخطوات المطلوبة لمواجهة تصرفات تركيا التي بحسبه تنتقص من شأن بعض الدول الأوروبية وتتدخل في شؤونها قائلا :" يجب أن نحدد مدخلا للتعامل مع تركيا ونتعامل من خلاله كسياسة استراتيجية طويلة الأمد"." التدخل في حملاتنا الانتخابية، وكذلك قبول طلب ترحيل خصوم سياسيين مزعومين (لتركيا) أمر غير مقبول".

اعتقال 

يشار إلى أنه وبطلب رسمي من أنقرة أوقف الأسبوع الماضي مؤقتا في إسبانيا كاتب ألماني من أصل تركي، اسمه دوغان أكخانلي.

وبشأن هذه الحادثة كانت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، صرحت بأن تركيا تستغل الإنتربول الذي من خلاله ألقي القبض أكخانلي لأغراض غير قانونية، فضلا عن أن الرئيس التركي، سمح لنفسة التدخل في سير الحملات الانتخابية في ألمانيا وحث الناخبين الألمان من أصول تركية عدم التصويت لمجموعة من الأحزاب السياسية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال إن الناخبين من أصول تركية يجب أن " يلقنوا درسا" لتحالف ميركل في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في 24 سبتمبر.

الزم حدودك

وكان أردوغان وجه يوم السبت الماضي، كلاما قاسيا لوزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، "بالتزام حدوده" وذلك رداً على تصريحات للوزير الألماني انتقد فيها سياسة تركيا.

وقال أردوغان في خطاب متلفز شن فيه هجوما شخصيا على الوزير الألماني: "إنه (غابرييل) لا يلتزم حدوده ! من أنت لتخاطب رئيس تركيا بهذه الطريقة؟ التزم حدودك! انه يحاول إعطاءنا درسا.. منذ متى تتعاطى السياسة؟ كم تبلغ من العمر"؟.

المان محتجزون

وأكد أردوغان إنه لن يتم الإفراج عن الألمان المحتجزين لدى تركيا، بمن فيهم صحفي بارز، وقال: لقد قدمت ملف 4500 إرهابي إلى السيدة المسؤولة عن ألمانيا(في إشارة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل)، ولم يتم قبول ملفات هؤلاء الإرهابيين للأسف.

وأشار إلى أتراك في ألمانيا ترغب أنقرة في تسليمهم إليها، وأضاف: ومع ذلك، فإنها طلبت مني إعادة شخص وشخصين وثلاثة أشخاص. أنا آسف، إذا كان لديكم سلطة قضائية فلدينا سلطة قضائية أيضا"،وهناك ثلاثة مواطنين ألمان في السجون التركية، بينهم دينيز يوسيل، وهو صحفي لدى صحيفة "دي فيلت.

وأضاف أردوغان أمام تجمع لأنصاره في محافظة "دنيزلي" في جنوب غرب البلاد: "بالتأكيد شعروا (المسؤولون الألمان) بعدم الارتياح وأخذوا يطلقون التصريحات يمينا ويسارا".

وكرر الرئيس التركي دعوته الألمان من أصل تركي إلى عدم التصويت للأحزاب الثلاثة وتابع: "أعطوهم درسا خلال الانتخابات الألمانية. إنهم يشنون حملة ضد تركيا. صوتوا لأولئك الذين لا يحملون أي عداء لتركيا".

تدخل استثنائي

من جهته رد وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، على أردوغان بحزم واصفا تصريحاته بأنها "تدخل استثنائي في سيادة بلاده".

وكان الوزير الألماني انتقد في وقت سابق أردوغان على خلفية تصريحاته السبت الماضي، والتي دعا فيها أردوغان الأتراك المجنسين في ألمانيا إلى عدم منح أصواتهم لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ولا للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إلية وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، ولا لحزب الخضر، واصفا هذه الأحزاب بأنها "عدوة لتركيا".