طهران: أعلن وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي أن المفاوضات جارية مع موقع "تويتر" لرفع الحظر المفروض عليه منذ سنوات رغم استخدامه حتى من قبل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية. 

وحجبت السلطات الإيرانية موقع التواصل الاجتماعي عام 2009 عندما خرجت تظاهرات شعبية واسعة ضد النظام على خلفية المزاعم بحدوث تزوير في الانتخابات التي فاز المتشدد محمود أحمدي نجاد بموجبها بولاية ثانية. 

وقال جهرمي لصحيفة "إيران ديلي" إن الموقع "أعلن عن استعداده التفاوض لحل المشاكل" مع طهران. 

وأضاف "بالنظر إلى الوضع الحالي، هناك أسس للمفاوضات والتواصل. تويتر ليس بيئة غير أخلاقية يجب حجبها". 

تولى جهرمي البالغ من العمر 36 عاما، وهو أصغر وزير إيراني والأول الذي يولد بعد الثورة الإسلامية عام 1979، حقيبة الاتصالات هذا الأسبوع.

ولاقى اختياره انتقادات من المجموعات الحقوقية بسبب الدور الذي لعبه في الرقابة التي فرضتها السلطات خلال احتجاجات عام 2009 وبعدها. 

إلا أنه رفض الانتقادات الموجهة إليه أثناء لقائه أعضاء مجلس الشورى هذا الأسبوع حيث أكد "لم أكن مسؤولا عن الرقابة -- كنت مسؤولا عن البنية التحتية التقنية لصناعة الرقابة، وهو ما اعتبره شرفا لي". 

ولكن ينظر إلى جهرمي على أنه من معارضي الرقابة المفروضة على الانترنت في إيران، حيث لا تزال مواقع مثل "فيسبوك" و"يوتيوب" وتويتر" محظورة رسميا رغم استخدامها من قبل الملايين بشكل يومي بفضل برامج حماية الخصوصية التي يسهل الحصول عليها. 

وقال الوزير إن المسؤولين يبحثون كذلك عن وسائل لرفع الحجب عن "يوتيوب" مع مواصلة فرض الرقابة على "المحتوى المنافي للأخلاق" في خدمة مشاركة التسجيلات المصورة، مضيفا أن هناك مشروعا تجريبيا للسماح للجامعات بالوصول إليه. 

ولم يصدر بعد رد فوري من "تيوتر" و"يوتيوب". 

وأوضح جهرمي أن المجلس الأعلى للفضاء الالكتروني، الذي يضم أعضاء متشددين، هو صاحب القرار النهائي فيما يتعلق برفع الحجب عن المواقع. 

واعتبرت تظاهرات العام 2009 المرة الأولى التي يستخدم فيها "تويتر وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع لتنظيم احتجاجات، وهو نموذج تكرر عندما اجتاحت حركة الربيع العربي المنطقة منذ عام 2010.

وأشار جهرمي الذي يحظى بأربعة آلاف متابع على "تويتر" إلى أن "الحكومة الإيرانية حينها (عام 2009) رأت أن مدير هذه الشبكة تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد بناء على تصريحات أدلى بها آنذاك، ولهذا السبب تم منع تويتر". 

ورغم الحجب، يُستخدم "تويتر" بشكل واسع من قبل المرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، الذي لديه حسابات رسمية بعدة لغات، إضافة إلى الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.