استبق بارزاني مباحثاته مع وزير الدفاع الأميركي في وقت لاحق اليوم بالمطالبة بضمانات دولية مكتوبة للاستجابة إلى دعوات تأجيل استفتاء الانفصال عن العراق.

إيلاف من لندن: أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اليوم إنه يستحيل التراجع عن الاستفتاء إلا اذا تم تقديم ضمانات دولية مكتوبة للاكراد دون توضيح طبيعة تلك الضمانات. وقال خلال لقاء مع عدد كبير من بيشمركة والشخصيات الاجتماعية ان الاكراد جربوا كل الطرق لحل المشكلات مع الحكومة المركزية في بغداد لكنها للاسف فشلت جميعا. 

وأشار إلى أنّه يخشى ان يطلب الاخرون من الجانب الكردستاني الرجوع إلى خط الحدود في زمن رئيس النظام السابق صدام حسين.. مبينا ان الكثيرين ينوون القدوم إلى كردستان ليقولوا عودوا إلى ذلك الخط اي ترك مناطق خانقين وكركوك وسنجار ومخمور والمناطق الاخرى التي كان من المفترض ان يحسم موضوعها وفقا للمادة 140 من الدستور العراقي الدائم. 

وقال في كلمة نقلتها وكالة "شفق نيوز" الكردية من اربيل انه على الرغم من عدم الشك في كردية تلك المناطق الا ان بغداد لم تنفذ المادة 140 فجاء تنظيم داعش الارهابي فانقسمت المنطقة بشكل عملي.

وشدد عى انه من اجل تفادي الحروب قرر اقليم كردستان اجراء الاستفتاء للاستقلال الذي وصفه بالقرار الحكيم مشددا على انه لذلك "من المستحيل علينا التراجع عن الاستفتاء وسيتم اجراؤه في 25 ايلول سبتمبر المقبل الا اذا تم تقديم ضمانات دولية مكتوبة وهذا ما لم يظهر لحد الا لذلك فان بيان سفير هنا او هناك لا يجعلنا نترك هذا القرار".

وخاطب بارزاني مواطني الاقليم قائلا "اذا نجحنا وان شاء الله سينجح الاستقلال حينها شكلوا دولتكم وحكومتكم كما تحبون" منوها إلى أنّه حدثت مشاكل نتيجة ذلك وحصلت مشكلة ومساءلة فانا اتحمل المسؤولية وعلى استعداد للتضحية بنفسي". 

وأكد "نحن نريد تأسيس دولة ديمقراطية تكون ملكا لجميع المكونات وان نخرج من حالة القلق والتردد وان نصبح دولة مستقلة من اجل خلاص الاجيال المقبلة من المشكلات لكي نعيش في راحة".

وخلال لقاء اخر مع ممثلين عن المسيحيين والايزيديين والتركمان والأرمينيين وغيرهم من المكونات في إقليم كردستان قال بارزاني "سنتحمل أي شيء، ولكننا لن نؤجل الاستفتاء حتى لو لدقيقة واحدة فقط"..
وأضاف أن "هناك من يقول ان الاستفتاء ليس من مصلحة العراق والمنطقة ونحن نقول لهم ان تأجيل الاستفتاء ليس من مصلحة الاكراد أيضا".

وأشار إلى أنّ "الاستفتاء لن يؤثر بأي شكل من الاشكال على الحرب ضد تنظيم داعش".. وقال ان "الدستور العراقي قد منحنا حق الاستقلال". واوضح ان جميع مكونات أقيم كردستان ستشترك بكتابة دستور الدولة المستقلة".. لافتا إلى أنّ "نظام الحكم في دولة كوردستان لن يكون فدراليا".

وكشف بارزاني عن عدم نيته اعادة ترشيح نفسه لرئاسة الاقليم مؤكدا على وضرورة تداول السلطة في الاقليم.. وقال ان "الخطأ الأكبر في حياتي هو أنني أصبحت رئيساً لإقليم كردستان".

وأضاف أن الاكراد وافقوا على الشراكة مع العراق لفتح صفحة جديدة الا انه لم يطرأ أي تغيير على عقلية السلطة في بغداد.. معربا عن رغبته بحسم القضايا مع بغداد.

وفي وقت سابق اليوم وخلال اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فقد اكد وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس رفض بلاده لاي اجراء يهدف لتقسيم العراق وزعزعة استقراره في إشارة إلى استفتاء انفصال اقليم كردستان.

ووصل وزير الدفاع الأميركي في وقت سابق الثلاثاء إلى اربيل للقاء بارزاني وفي هذا الاطار قال مسؤولون أميركيون ان ماتيس سيطلب من بارزاني إلغاء الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان عن العراق.

وبعدما تمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من طرد مقاتلي تنظيم داعش من مدينة الموصل في العاشر من الشهر الماضي إثر تسعة أشهر من المعارك الدامية فقد بدأت فجر الأحد عمليات عسكرية ضد التنظيم في تلعفر إحدى المدن الإستراتيجية الرابطة بالحدود السورية.